مجلس الشؤون الدولية الروسي: لكورد العراق وسوريا وضع خاص وروسيا لن تنسحب من الشرق الاوسط
رأى نائب رئيس مجلس الشؤون الدولية الروسي السفير ألكسندر أكسينوك، أن للكورد في العراق وسوريا “وضع خاص” مقارنة بباقي المكونات في هذين البلدين، مشيراً الى أن بلاده لن تنسحب من الشرق الاوسط “بأي شكل من الأشكال”.
وقال ألكسندر أكسينوك خلال مشاركته في جلسة حوارية في اليوم الثالث والأخير لمنتدى أربيل، الجمعة (28 شباط 2025)، والذي ينظمه مركز رووداو للدراسات، إنه “ورغم كل التوترات التي حصلت في العراق واحتلال أميركا له والحرب الأهلية فيه والانهيار الاقتصادي الذي حصل له، لكن روسيا حاولت على الدوام أن تقدم المساعدة للعراق”.
وأوضح ألكسندر أكسينوك أن “روسيا حاولت أن تشجع العراق على السير على منهجه المستقل، وأن تحثه على أن يكون وسيطاً بين السعودية وايران”.
حضور روسي نفطي في العراق
ولفت الى أن “هنالك مصالح اقتصادية روسية، ولهم حضور كبير في القطاع النفطي والمشاريع النفطية العراقية، كما هنالك تبادل في المصالح بين الطرفين، ليس بسبب الموقف الأميركي، والتي هي موجودة في العراق”.
ونوّه الى أن “روسيا تتفهم موقف الحكومة العراقية بالتعاطي مع الموقف الموجود على الأرض”، في اشارة الى التواجد الأميركي في العراق، مؤكداً أن بلاده “لن تنسحب من الشرق الاوسط بأي شكل من الأشكال”.
“حرب أوكرانيا غيرت ملامح السياسة الروسية”
بخصوص الحرب الروسية الأوكرانية، قال ألكسندر أكسينوك إن “الحرب الاوكرانية حرب في غاية الأهمية، وهي غيرت ملامح السياسة الروسية في العالم، وهذا هو أمر محفوف بالاضطراب”، مردفاً أن “روسيا لم تشهد أي ضرر سياسي من جراء السياسة الموجودة في الشرق الأوسط”.
ورأى أن “خاتمة حرب أوكرانيا ونتائجها سوف لن تشمل أوكرانيا فقط، بل أوروبا وآسيا، وهذا الصراع الروسي – الأوكراني سوف يصبح قراراً حاسماً بالنسبة لكل العالم بحسب نتائجه”.
وأضاف ألكسندر أكسينوك أن “الدول الغربية تريد اخراج روسيا من منطقة الشرق الأوسط، ولا أعتقد أن هذه المحاولات سوف تنجح، لأن روسيا اذا لم تتدخل بشكل مباشر فان الأمور سوف تتجه لإبعادها عن المنطقة، وأن لا يكون لها أي دور في حرب غزة”.
وشدد على ضرورة “حل الصراع الاقليمي في العلاقات الاسرائيلية – العربية”، معتقداً أن “مشاعر الغضب حيال تغير سياسة أميركا في أوكرانيا جعلت قادة الخليج ينظرون الى الأمر، وبدأوا ينظرون الى بديل، وذلك عبر روسيا والصين”.
“روسيا تركز على القضية الكوردية”
أما بخصوص الكورد في المنطقة، قال نائب رئيس مجلس الشؤون الدولية الروسي إن “اقليم كوردستان يعيش بين أربع دول، ولذلك ما تركز عليها روسيا هي القضية الكوردية”، موضحاً أن “مستقبل الكورد يتوقف على الاعتراف بحقوق المكونات وفق القانون الدولي”.
وتابع أن “روسيا حاولت مراراً أن ترضي الأسد بتغيير منهجه حيال المكون الكوردي في سوريا، وهو شيء معلوم للجميع”، مضيفاً أن “روسيا أعدت مسودة دستور سوري يكون البرلمان بوفقه من قسمين، ثم عقدت روسيا عدة اتفاقيات وتفاهمات مع تركيا”.
وشدد ألكسندر أكسينوك على أن “روسيا لم تخن أبداً هذه الأسس، بل كانت تعتقد دائماً أن من الضروري أن تكون مستقلة موحدة غير فدرالية، لأن التجربة الفدرالية شاقة وصعبة في الدول العربية وعلى سبيل المثال انظروا الى اليمن”، وفق رؤيته.
وعدّ المسألة الكوردية “مهمة جداً، والكورد مركز الاصلاحات السياسية، وللكورد وضع خاص في العراق وسوريا مقارنة بالمكونات الأخرى”.
ولفت الى أن “ارسال جنود روس الى سوريا كان من أجل مناهضة الارهاب بشكل مشترك مع الولايات المتحدة الأميركية”.
يشار الى أن منتدى أربيل السنوي الثالث يقام للمدة من 26 – 28 من شباط الجاري، بتنظيم مركز رووداو للدراسات وبالشراكة مع مراكز بحثية ومؤسسات مرموقة على مستوى الشرق الأوسط والعالم.
يُعقد المنتدى هذا العام تحت عنوان “القلق المتراكم حول مستقبل الشرق الأوسط”، حيث يوفر منصة للنقاش وتقديم الحلول حول قضايا سوريا، تركيا، العراق، والمنطقة، إلى جانب بحث فرص حل القضية الكوردية في الدول الأربع.
خلال الأيام الثلاثة للمنتدى، تُعقد 13 جلسة نقاشية و18 مقابلة خاصة، بمشاركة 90 متحدثاً ومحاضراً، فيما يشارك من خارج إقليم كوردستان 140 ضيفاً، بينهم مسؤولون وقادة من العراق وكوردستان وتركيا وسوريا، إلى جانب 8 سفراء و21 قنصلاً.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية
