يناير 16, 2025

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

مسيحيو العراق في الخارج… هل حانت عودتهم؟

مسيحيو العراق في الخارج… هل حانت عودتهم؟
يمثل وجودهم جزءاً أساساً من نسيج بلاد الرافدين

تعد الهجرة الجماعية من أبناء المكون المسيحي التي شهدتها البلاد من أبرز التحديات التي واجهتهم نتيجة الاضطرابات الأمنية والسياسية التي كان العراق يعانيها، إذ غادرت آلاف العائلات المسيحية البلاد بحثاً عن حياة أكثر استقراراً وأمناً.

يعد التنوع الديني والعرقي في بلاد الرافدين إحدى أهم الثروات إلى جانب الثروة النفطية التي يملكها العراق، إذ يعد التنوع ثروة ثقافية وإنسانية هائلة مع تعايش مجموعات دينية وعرقية مختلفة تاريخياً منذ آلاف السنين، على رغم معاناة بعض الأقليات من الإرهاب.

ويحتفل العراقيون، لا سيما المسيحيون، بأعياد الميلاد ورأس السنة بالبهجة والفرح على رغم أن المسيحيين عانوا النزوح والغياب القسري منذ سقوط النظام السابق في عام 2003.

وتعد الهجرة الجماعية من أبناء المكون المسيحي التي شهدتها البلاد من أبرز التحديات التي واجهتهم نتيجة الاضطرابات الأمنية والسياسية التي كان العراق يعانيها، إذ غادرت آلاف العائلات المسيحية البلاد بحثاً عن حياة أكثر استقراراً وأمناً متوجهين، بغالبيتهم، إلى الدول الغربية.

وفي أكتوبر (تشرين الأول) 2010 احتجز مسلحو تنظيم “القاعدة” الإرهابي عشرات المسيحيين رهائن داخل كنيسة “سيدة النجاة” وسط بغداد، قبل إطلاق الرصاص عليهم، مما أسفر عن مقتل 60 شخصاً وإصابة عشرات آخرين، في واحدة من أعنف الهجمات التي طاولت أتباع المكون المسيحي في العراق، والتي كانت سبباً رئيساً في هجرة كثير منهم.

وبعد أكثر من عقد من الزمن يشهد العراق تحسناً كبيراً في الأوضاع الأمنية مما يدعو إلى عودة كثير من المغتربين العراقيين إلى بلادهم.

دعوات لعودة المسيحيين إلى بلادهم

وفي هذا السياق، أكد رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني أن العراق مركز تاريخي للمسيحية في الشرق الأوسط، داعياً المسيحيين الموجودين في خارج العراق إلى العودة لبناء البلد. وذكر مكتب السوداني في بيان، أن رئيس مجلس الوزراء “وجه تهانيه وتمنياته لمناسبة أعياد الميلاد المجيد، في اتصال مشترك، عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، مع عدد من رجال الدين المسيحيين في مختلف كنائس محافظات العراق”، وعبر السوداني، خلال الاتصال، عن أطيب وأعمق التهاني لمناسبة ذكرى الميلاد التي تعود على العراقيين، هذا العام، بالخير والاستقرار، “وهم ينعمون بالسلام وروح التآخي بين أطياف شعبنا العراقي كافة”.

وشارك في الاتصال وتبادل التهاني مع رئيس الوزراء كل من رئيس أبرشية السريان الأرثوذوكس في البصرة الخورأسقف سمعان كصكوص، ورئيس طائفة كنيسة الأرمن الكاثوليك في العراق المطران نرسيس جوزيف، ورئيس كنيسة المشرق الآشورية في بغداد والبصرة المطران إيليا، ومطران كركوك ونينوى للكنيسة الشرقية القديمة مار شمعون دانيال، ومطران دير مار متى من الموصل موسى شماني للسريان الأرثوذوكس، ورئيس أساقفة أبرشية أربيل الكلدانية المطران بشار متى وردة.

وأشار رئيس الوزراء إلى أن عيد ميلاد “مناسبة للبشرية جمعاء لمراجعة ما نفذنا وطبقنا من تعاليمه ومبادئه”، مؤكداً “قوة التنوع في العراق، الذي يمثل السمة المميزة للشعب العراقي عبر أعوام طويلة، بمختلف أطيافه”، وتابع أننا “احتفلنا في هذه الأيام بيوم النصر الكبير على عصابات ’داعش‘ الإرهابية، التي استهدفت التنوع العراقي، وبدماء شهدائنا خرج العراقيون وهم أكثر تلاحماً من أي وقت مضى”، مبيناً أن “مسؤوليتنا هي الحفاظ على إرث العراق في التنوع، وفي بلد متعدد الأطياف، وأن نعزز التآخي والوحدة، بممارساتنا وخطابنا”، ولفت إلى أن “العراق مركز تاريخي للمسيحية في الشرق الأوسط، وأن المسيحيين أسهموا منذ قرون في رفد حضارة العراق وثقافته وتطوره، وكانوا بناة لهذا البلد في مختلف المحطات، وهوية العراق العابرة للطوائف والأديان هدفنا الحقيقي، وهذا واضح من خلال التلاحم والمشاركة بمختلف المناسبات، خصوصاً أعياد الميلاد وما تمثله من عنوان للوحدة والتآخي”.

آثار الماضي

وتقول المواطنة المسيحية هيا ئمنويل “على رغم التحسن النسبي في الوضع الأمني، فإن آثار الماضي ما زالت تلقي بظلالها على المسيحيين عموماً، الذين تعرضوا خلال الأعوام السابقة لتهديدات مباشرة من الجماعات الإرهابية مثل ’داعش‘، التي استهدفت المجتمع واستولت على الممتلكات، مما أجبرهم على النزوح من المناطق التاريخية في الموصل وسهل نينوى”، وتضيف ئمنويل، وهي من أهالي الموصل، في تصريح صحافي لها “عديد منا لم يتمكن من العودة حتى الآن بسبب الدمار الكبير الذي طاول البنية التحتية والمنازل، فضلاً عن الأعباء النفسية التي خلفتها تلك التجارب، إلى جانب ذلك، نواجه تحديات كبيرة في استعادة ممتلكاتنا التي تم الاستيلاء عليها بطرق غير قانونية، سواء من قبل جماعات مسلحة أو أفراد استغلوا ضعف القانون في تلك الفترة”.

وكان البطريرك الكلداني الكاردينال لويس ساكو، قد كشف في بيان رسمي عن تراجع نسبة المسيحيين في العراق من أربعة في المئة إلى واحد في المئة، مشيراً إلى مقتل 1200 مسيحي خلال 15 عاماً إثر أعمال العنف.

لكن تقريراً سابقاً لمفوضية حقوق الإنسان في العراق صدر في مارس (آذار) 2021 أكد أن هناك نحو 250 ألف مسيحي فقط في جميع أنحاء العراق من أصل 1.5 مليون كانوا موجودين قبل عام 2003. ونوه التقرير بمقتل 1315 مسيحياً بين عامي 2003-2014، إضافة إلى نزوح 130 ألفاً واختطاف 161 آخرين خلال فترة سيطرة تنظيم “داعش” الإرهابي على مدينة الموصل بين عامي 2014-2017.

وتعيش اليوم في العراق 14 طائفة مسيحية معترف بها رسمياً، وتعد طوائف الكلدان والسريان والآشور والأرمن الأكثر انتشاراً في البلاد.

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi