عام على الحرب.. طرفان خاسران وآلاف الضحايا ولا حلول في الأفق
عبارة «مُتنا من الجوع»، ما زالت الصرخة الأكثر شيوعاً في قطاع غزة
شنت حركة حماس في 7 من أكتوبر/تشرين الأول 2023، هجوما غير مسبوق تسبب في مقتل 1200 إسرائيلي واختطاف ما يزيد عن 200 آخرين، لكن ما لحق قطاع غزة من دمار، بعد هذا الهجوم وعلى مدار عام من الحرب، وُصف من قبل الأمم المتحدة بأنه الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية.
وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عقب هجوم حماس بشن عملية عسكرية تنتهي بتحرير المحتجزين الإسرائيليين وإعادتهم، والقضاء على حركة حماس.
لكن بعد مرور عام من بداية الصراع يرى مراقبون أن نتنياهو لم ينجح في تحقيق أي من هدفيه المعلنين. في المقابل، حدث تدمير شبه تام لقطاع غزة حسب تقديرات الأمم المتحدة، فضلا عن سقط عشرات الآلاف من القتلى والضحايا الفلسطينيين.
وطبقا لأحدث بيانات وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، الأحد 6 من أكتوبر/تشرين الأول 2024، فإن عدد القتلى في قطاع غزة وصل إلى 41870 قتيلا، وبلغ عدد الإصابات 97166 مصابا، غالبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء حرب غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وقال محمد المغير رئيس لجنة التوثيق والمتابعة بالدفاع المدني في غزة، ، في يوليو/تموز 2024، إن أكثر من 500 أسرة في قطاع غزة محيت تماما من السجلات المدنية، بعد مقتل جميع أفرادها.
وبالنسبة لأعداد النازحين، قال مدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة، أندريا دي دومينيكو، في 3 يوليو/تموز 2024، إن “9 بين كل 10 أشخاص في غزة نزحوا عن ديارهم مرة واحدة على الأقل، وفي بعض الحالات لـ 10 مرات”، منذ اندلاع الحرب.
وأضاف “دي دومينيكو” أن التقديرات تشير إلى “نزوح 1.9 مليون شخص في غزة” وأن “جميع السكان تقريبا بحاجة إلى المساعدة”، مؤكدا أن “الحرب في غزة تستمر في خلق مزيد من الألم والمعاناة”.
وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، في 12 أغسطس/آب 2024، إن نحو “305 كيلومتر مربع – أي ما يقرب من 84 في المئة من مساحة قطاع غزة – خضعت لأوامر إخلاء صادرة عن الجيش الإسرائيلي”.
وقال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونـروا)، فيليب لازاريني في ، 30 سبتمبر/أيلول 2024، إن حرب غزة بعد مرورعام أصبحت “كابوسا لا نهاية له”، مشددا على أن القطاع بات مكانا “غير صالح للعيش”.
وأضاف المسؤول الأممي أن سكان قطاع غزة “يواجهون الأمراض والموت والجوع”، وأن “جبال القمامة ومياه الصرف الصحي تملأ الشوارع”، وأن السكان “محاصرون في 10 في المئة فقط من الأرض”، وقال أنهم كانوا على مدار عام في حالة تنقل دائم “بحثا عن الأمان الذي لم يجدوه أبدا”.
يستقبل الفلسطينيون في قطاع غزة الذكرى الأولى للحرب، بشح كبير في المواد الغذائية، لدرجة وصفه مواطنون بأنه غير مسبوق، ورغم اجتهادهم لتوفير الحد الأدنى من احتياجاتهم الأساسية، إلا أن مساعيهم فشلت أمام الأسواق التي بدت خالية من كافة المواد الاستهلاكية.
ويقول مواطنون إن انقطاع الخبز ومختلف المواد الغذائية، فرض عليهم البحث عن بدائل، فما يتم إدخاله مجرد مواد معلبة، سرعان ما تنفد، لكن حتى البدائل أصبحت معدومة، بفعل الحصار المفروض، مع يعني دخولهم من جديد في أوضاع كارثية ومأساوية، وفق قولهم.
وثمة من المواطنين من وصفوا عام الحرب بأنه «عام العسرة»، إذ إن المجاعة تفشت نتيجة لحرب ضروس، أكلت الأخضر واليابس، لدرجة أن آخر الحلول التي كانوا يفكرون بها استنفذت، ولم يبقَ أمامهم سوى شبح الجوع.
ورغم مرور عام على الحرب، إلا أن عبارة «مُتنا من الجوع»، ما زالت الصرخة الأكثر شيوعاً في قطاع غزة، وبات أكثر من مليوني فلسطيني، يواجهون خطر الموت بالجوع، هذا إن نجوا من القصف المتواصل على مدار الساعة.
وحسب وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، فهناك ما يزيد على 700 ألف طفل، و60 ألف امرأة حامل، و350 ألف مريض مزمن، معرضون بشكل مباشر للموت نتيجة للمجاعة المستمرة.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية