150 طنًا اخترقت أعماق الأرض خلال ايام.. هل تنشئ “قنابل التحصينات” زلازل بلبنان؟
استخدم الكيان الإسرائيلي خلال الأيام الماضية، أطنانا من القنابل “الخارقة للتحصينات” في قصف الضاحية الجنوبية ببيروت، من بينها عملية اغتيال السيد حسن نصر الله تبعتها عملية مشابهة تستهدف خليفته المحتمل السيد هاشم صفي الدين، وبمجموع يفوق الـ150 طنا خلال أسبوع واحد فقط.
هذه الكميات الهائلة من الأطنان المتفجرة الخارقة للتحصينات، والمصممة لتنزل الى عشرات الأمتار في أعماق الأرض، والتي تزامن معها شعور الكثير من اللبنانيين خلال الأيام القليلة الماضية بهزات أرضية، تطرح تساؤلات عن مدى تأثير هذه القنابل على تخلخل تماسك الأرض وما اذا ستؤدي الى هزات أرضية كبيرة وطبيعية وفق ما يسمى بـ”الاحتثاث” أي تفعيل الفوالق الأرضية وتولد زلازل منها.
وبذلك الشأن، أصدر أستاذ الجيولوجيا اللبناني البروفيسور طوني نمر، توضيحا لما يشعر به اللبنانيون من هزات أرضية وما اذا كانت هذه القنابل ستؤدي الى زلازل طبيعية.
وقال نمر في إيضاح تابعته السومرية نيوز، انه “فيما خص شعور المواطنين في بيروت وبعض المناطق اللبنانية هذه الأيام بما يشبه الهزات الأرضية، فإن القصف الإسرائيلي العنيف جداً على ضاحية بيروت الجنوبية هو سبب هذه الاهتزازات نتيجة الانفجارات العنيفة”.
وبين ان “القنابل المستعملة وخاصة تلك المخترقة للتحصينات تولّد ارتجاجات عنيفة جداً تشبه الى حدٍ كبير الارتجاجات الناجمة عن الموجات الزلزالية، وذلك خلال عملية الاختراق ومن ثم لحظة الانفجار”، مشيرا الى ان “هذه الارتجاجات أو الموجات تتولّد في أماكن الانفجارات حيث تبلغ ذروتها، وتبدأ بالتلاشي خلال التمدد داخل الأرض وعلى سطحها حيث نشعر بها”.
وأشار الى ان تلاشي الموجات الزلزالية يزداد مع المسافة من موقع تولّدها بحيث يتضاءل تأثيرها كلّما ابتعدت عن هذا الموقع، وبالتالي يصبح تأثيرها ضعيفاً الى معدوماً على عملية إحتثاث هزات أرضية طبيعية على الفوالق الزلزالية اللبنانية، خاصة أن هذه الفوالق بعيدة عن الأماكن المستهدفة بالقنابل المخترقة للتحصينات جنوبي بيروت كما يلي: فالق اليمونة 25 كلم، فالق روم 30 كلم، أقرب فالق بحري 15 كلم
وأكد أنه “بناءً على ما تقدّم، فإن إمكانية إحتثاث هزات أرضية طبيعية على الفوالق الزلزالية اللبنانية نتيجة القصف الإسرائيلي الهمجي والعنيف جداً على ضاحية بيروت الجنوبية هي ضئيلة جداً الى معدومة”، مشيرا الى ان “هذا الكلام إجابةً على الأسئلة المتكررة حول هذا الموضوع، وليس تقليلاً من هول الكارثة التدميرية التي يمر بها لبنان”.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية