مساعد وزير الخارجية الأميركي: من المهم إعادة تشغيل الأنبوب الناقل لنفط إقليم كوردستان
في حوار مع شبكة رووداو الإعلامية، رأى مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون موارد الطاقة أن من المهم استئناف تصدير نفط إقليم كوردستان، وأشار إلى أن نفط إقليم كوردستان يذهب الآن للخارج من الأبواب الخلفية وهذا لا ينفع أربيل ولا بغداد، ودعا أربيل وبغداد للعمل الجاد معاً لتشغيل الأنبوب الناقل في أقرب وقت لأن “الطرف الوحيد المستفيد من الأوضاع الحالية يتمثل في المهربين والإيرانيين”.
وخلال الحوار، تحدث مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون موارد الطاقة، جيوفري بايت، عن اتصال هاتفي أجراه مع رئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني، ويقول إنه عبر له عن الشكر على الحفاوة التي لقيها في أربيل والتي سرّ بها، كما عبر له عن انبهاره بما يجري في إقليم كوردستان “قلت… هل تذكر زيارتي لأربيل، كانت في الغالب كأوكلاهوما مصغرة، هذه هي رؤيتنا في الواقع”.
رووداو: بخصوص زيارة وزير النفط العراقي إلى هيوستن رفقة وفد كبير ضم مثلين عن إقليم كوردستان، واجتماعهم معكم ومع الشركات الأميركية، ماذا بحثتم مع وزير النفط العراقي؟
جيوفري بايت: الزيارة كانت لمتابعة زيارة رئيس الوزراء، السوداني، الناجحة في بداية العام. المحور الرئيس للمحادثات كان قضايا الطاقة وخاصة رغبة رئيس الوزراء العراقي في تحقيق الاستقلال التام طاقوياً بحلول العام 2030. تحدثنا أيضاً عن زيارتي لبغداد وأربيل في شهر أيار عندما جرى التشديد على دعم أمريكا لاستقلال العراق طاقوياً وعلاقات الطاقة الوثسقة بين حكومة إقليم كوردستان والعراق الاتحادي، وفرص الانتفاع بموارد الطاقة الكثيرة لحكومة إقليم كوردستان والاستفادة منها في تحقيق استقلال العراق الطاقوي. أخيراً، جرى الحديث عن الأولوية التي توليها حكومة بايدن لإعادة فتح أنبوب العراق – تركيا الناقل للنفط كآلية لتسهيل المزيد من التوحيد للطاقة والسيطرة على التهريب والأنشطة الأخرى التي لا تخددم مصالح كل شعب العراق.
رووداو: سأنتقل إلى مسألة الأنبوب الناقل لنفط إقليم كوردستان، لكن دعنا نقف على مسألة الاستقلال الطاقوي، وكيف تساعد أمريكا العراق بمسألة الغاز المصاحب وبلوغ الاستقلال عن إيران طاقوياً، هل تلمسون التزاماً حقيقياً في هذا السياق من جانب الحكومة العراقية؟
جيوفري بايت: كان مهماً وجود الوزير حيان في هيوستن مع وفد عراقي كبير واثنين من ممثلي حكومة إقليم كوردستان. أود هنا الإشارة إلى مرض الوزير حيان بعد اجتماعنا وأننا سررنا بوجوده في هيوستن التي هي من أفضل أماكن العالم من حيث العلاج الطبي وقد تجاوز الآن حالته المرضية المفاجئة، أرجو له الشفاء العاجل. لكن كان مهماً لنا أن نعرف عن الأولوية التي يوليها العراق لاستقدام الاستثمارات الغربية إلى بعض القطاعات النفطية الكبيرة، ورسالته الواضحة في هذا السياق. كنت في بغداد بعد جولتي الترخيص الخامسة والسادسة مباشرة وأعتقد أنه اتضح أن الجميع أصيبوا بخيبة أمل عندما كان كل الفائزين ضمن دائرة الصين باستثناء شركة واحدة، كانت تلك شركات صينية صغيرة تفتقر إلى سجلات تكنولوجية والقدرة على تحقيق نتائج.
العراق قوة عظمى طاقوياً. دولة لديها الكثير من القدرات للعمل بطريقة أفضل، من حيث الاستخراج ومن حيث إنشاء صناعة طاقة أنظف واهتمام أكبر بكثير بتقليل الغاز المصاحب وإنهاء استنشاق وحرق الغاز. هذا ما يهدف مشروع (توتال) الضخم لتحقيقه، مع الأخذ بحقيقة أن توتال تعمل عن قرب شديد مع الشركات الأميركية، مثل (هني ويل) كمزود تكنولوجي، وهذا مهم جداً. أي أننا نريد أن تتقدم هذه المشاريع مع حضور قوي للشركات الغربية، ولهذا كنت في هيوستن.
رووداو: الفوز بالعقود من جانب الشركات الصينية كان من بين أسئلتي، فهل مارستم أي ضغط على الحكومة العراقية للمبادرة والقدوم إلى هيوستن لكي تذهب العقود في جولة التراخيص السادسة لشركات أمريكي، فقط لشركات أمريكية وغربية، هل مارستم الضغط على الحكومة العراقية في هذا الاتجاه؟
جيوفري بايت: في الحقيقة، ليس من حقنا أن نضغط على الحكومة الاتحادية العراقية، لكننا نريد نفس ما يريده العراق. نريد التقدم لاقتصاد الطاقة العراقي. المواضيع كانت معدة إعداداً جيداً في هيوستن. أعتقد أن واحدة من أهم النتائج في رأيي كانت مشروع توتال الناجح، حيث تستطيع كبريات شركاتنا تشغيل رساميل كبيرة،ولديها فرص كبيرة في إطار المحادثات المباشرة بين الشركات والحكومة العراقية لإدراك الفرص وتحديد احتياجات الشركات الغربية وتحقيق النجاح للطرفين.
أعتقد أن هذا أمر يحتاج المتابعة من جانبنا. سررت كثيراً بالحضور المشهود لغرفة التجارة الأميركية في هيوستن. الغرفة أنجزت عملاً جيداً من خلال إعداد وثيقة تمت مشاركتها مع الوفد العراقي، عرضت بعض الدروس المستقاة من جولتي التراخيص الخامسة والسادسة، ومقترحات إيجابية وبناءة بخصوص المزيد من الخطوات التي يمكن أن يتخذها العراق إن أراد استقدام المزيد من الاستثمارات الغربية.
رووداو: لنبق في سياق الاستقلال الطاقوي، قبل زيارة وزير النفط العراقي لهيوستن، وجه عدد من أعضاء الكونغرس رسالة إلى الرئيس بايدن…
جيوفري بايت: هذا صحيح.
رووداو: اتهم هؤلاء الوزير، أو عبروا عن القلق من تورط العراق في بيع النفط الإيراني، أي أنكم حين تتحدثون عن استقلال العراق عن إيران طاقوياً، توجد في أمريكا أصوات تقول: إن هؤلاء لا يكتفون بعدم الرغبة في الاستقلال فحسب، بل يتعاونون مع إيران أيضاً…
جيوفري بايت: هذا صحيح.
رووداو: علمت أيضاً أنكم بحثتم موضوع هذه الرسالة في اجتمعاكم مع الوزير حيان. سؤالي هو: هل تشعرون بالقلق حيال هذه المسألة؟ أم ترون أن هذه الرسالة ليس فيها ما يمت إلى الصحة؟
جيوفري بايت: نحن بصورة عامة لا نعلق على رسائل الكونغرس. لكن دعني أقول هذا، أولاً، المشاكل التي طرحها أعضاء الكونغرس في هذه الرسالة هي مشاكل يجب أن نقلق جميعنا بشأنها، لأنالوارد النفطية الوطنية العراقي التي يهربها دعاة المركزية عن طريق الموانئ الإيرانية لا تعود بأي فائدة للعراق. الأرباح تذهب للمهربين وحدهم، الذين يدفعون ثمناً بخساً عن النفط ويبيعونه بسعر أعلى للإيرانيين، ثم ينفعون إيران عند الأخذ بآثار سنوات من النفوذ الإيراني على القرار العراقي.
واضح جداً عندي أن الوزير حيان تحدث بكل وضوح عن الاتزام العراقي المستمر بهذا الهدف الذي طرحه رئيس الوزراء، السوداني، خلال زيارته لواشنطن ومن خلال البيان المشترك مع الرئيس بايدن، وهو بلوغ الاستقلال الطاقوي بحلول 2030. هذا لا يمكن إنجازه إن بيع النفط من الباب الخلفي عن طريق إيران. لهذا أكرر القول إن أنبوب العراق – تركيا الناقل للنفط مهم جداً لهذا السبب.
رووداو: حسناً، قبل أن أنتقل إلى موضوع الأنبوب الناقل لنفط إقليم كوردستان، سأطرح سؤالاً عن استثناء العراق من العقوبات، والذي تم تمديده 21 أو 22 مرة على ما أظن.
جيوفري بايت: هذا صحيح.
رووداو: إلى متى ستمددون استثناء العراق لكي يتمكن من شراء الطاقة من إيران؟
جيوفري بايت: أرجو أن نصبح في غنى عن هذا الاستثناء قريباً، لأننا في اليوم الذي لن نعود فيه بحاجة إليه، سيكون العراق قد حقق استقلاله الطاقوي ولن يعتمد على إيران في تأمين الطاقة.
رووداو: حتى العام 2030؟
جيوفري بايت: حتى 2030 على الأقل، لكننا أوضحنا من البداية أن الاستثناء ليس حالة دائمة. القصد منه كان خلق مرحلة انتقالية تسهل العراق المزيد من الاستثمار في المزيد من النشاطات، ومن بينها جمع الغاز المستنشق والمحروق واستثمارات جديدة من قبيل غاز البصرة. أسعدتني أيضاً رؤية التطور الأخير مع شركة بريتش بتروليم في بعض النشاطات. العراق ليس بلداً فقيراً طاقوياً. لا يتنبغي أن يكون مستورد طاقة. يجب أن يكون العراق مثل الولايات المتحدة الأميركية. يجب أن يكون مصدراً كبيراً للطاقة. هذا يعني أننا نريد تيسير هذا وعند تحقيقه سيتوقف الاستثناء.
رووداو: أيضاً، لا توجد ضمانات لتمديد هذا الاتثناء كل ثلاثة أو أربعة أشهر؟
جيوفري بايت: ليس هناك أي ضمانات للاستثناء إطلاقاً، لأنه يكون في كل مرة موضوعاً لعملية اتخاذ قرار. نحن نتقدم بمقترح، لكن يجب أن يتخذ وزير الخارجية، بلنكن القرار، وهو يتخذ القرار وفق الظروف السائدة في حينه.
رووداو: لننتقل إلى مسؤول الأنبوب الناقل لنفط إقليم كوردستان، علمت أنه كان في اجتماعكم بهيوستن رأيان أحدهما رأي الحكومة العراقية والآخر رأي حكومة إقليم كوردستان.
جيوفري بايت: لديك مصادر جيدة للغاية.
رووداو: والرأيان مختلفان تماماً، وهذا الأمر تجري مناقشته منذ فترة طويلة، لكن ليس هناك بصيص ضوء في نهاية النفق.
جيوفري بايت: هذا صحيح.
رووداو: حسناً، ما هو دوركم إذن؟ فحكومة إقليم كوردستان تقول إن بإمكانكم أن تمارسوا دوراً، وهي تريد الحضور الأميركي في الاجتماع كمراقب على الأقل، فالحكومة العراقية تبدي التفهم في الاجتماعات، لكنها بعد ذلك لا تفعل ما قالت وتكون النتيجة مختلفة.
جيوفري بايت: دعني أخبرك ببعض الأمور، أنا لا أتحدث عن التبادل الدبلوماسي مع أي طرف. على أيضاً أن أقول إني أجريت صباح الجمعة اتصالاً هاتفياً جيداً للغاية مع رئيس وزراء إقليم كوردستان مسرور بارزاني. حدثته عن مدى امتناني للحفاوة التي لقيتها في أربيل وأني سررت بها، وعن مدى انبهاري بما يجري في إقليم كوردستان، من حيث الاستثمارات الجديدة ونقل الكهرباء من تركيا والفرص المتاحة للمزيد من العمل من خلال استخدامبعض الطوربينات الغازية، طوربينات GE الغازية التي لا تستخدم الآن في إقليم كوردستان واستخدامها الغاز لإنتاج الطاقة وتصدير بعضها إلى الجنوب. قلت… هل تذكر زيارتي لأربيل، كانت في الغالب كأوكلاهوما مصغرة، هذه هي رؤيتنا في الواقع.
أما عن رؤية أربيل أو رؤية بغداد، فقد كانت الولايات المتحدة واضحة. نحن نرى أن من الضرورة أن يعمل أنبوب العراق – تركيا الناقل للنفط. نعتقد أن هذه أولوية من نوع خاص، لأن إنتاج النفط الخام في إقليم كوردستان بلغ الآن عملياً نفس مستواه قبل توقف الضخ عبر الأنبوب. كل ذلك النفط يذهب إلى مكان ما. يتم تهريب أغلبه. ينقل بواسطة شاحنات تدفع الطرق في إقليم كوردستان ضريبة ثقيلة عن تنقلها فيها. تخرج من الباب الخلفي بصورة لا تنفع ميزانية أربيل ولا ميزانية العراق، وكان هناك بعض التقدم في بعض ملفات المحاكم مؤخراً.
رووداو: هل هذه مسألة تثير قلقكم؟
جيوفري بايت: نحن قلقون جداً لهذا. لأننا نعتقد أن الأوضاع الحالية لن تدوم. كما واضحين للغاية من البداية بشأن ضرورة تشغيل الأنبوب. في الساعات المقبلة سأذهب إلى هيوستن. سعيد لأني أستطيع هناك أن ألتقي وزير الطاقة التركي، بيرقدار، مرة أخرى. تحدثنا بشأن هذه المسألة مراراً في أنحاء العالم، في إسطنبول وواشنطن وأبو ظبي. لذا فإني في هذا الجانب من المعادلة، أتوقع استمرار الحوار، لكن واضح جداً أن الضرورة الأساس هي وجود تفاهم بين بغداد وأربيل. في هذا السياق، كنت صريحاً مع الوزير حيان ومع رئيس الوزراء، بارزاني. نحن لا نتهم أحداً. لا نتهم طرفاً أو طرفاً آخر، لكننا نطالب الطرفين بالعمل الجاد معاً ليتم تشغيل الخط الناقل في أقرب وقت. علي أن أقول أيضاً أنني في الواقع تحدثت بصراحة في هيوستن وقلت إن الأنبوب يجب أن يعود للعمل لكي تتمكن الشركات الغربية التي تستثمر في نفط إقليم كوردستان من العودة للعمل بصورة طبيعية، وهذا أمر يبعث الثقة في جميع الشركات الغربية التي تتطلع للفرص في عموم العراق الاتحادي.
شعرت بسعادة غامرة عندما التقيت في هيوستن الرئيس التنفيذي وفريق رئاسة (هانت) كما سررت لاجتماع الرئيس التنفيذي لـ(هانت) مع الوزير حيان. المحادثات تجري هناك، وهدفنا بسيط: أعيدوا تشغيل الأنبوب الناقل.
رووداو: سؤالي الأخير، أعلم أن جدول أعمالكم حافل وأنكم على وشك السفر، لكن بخصوص مسألة الأنبوب الناقل لنفط إقليم كوردستان، تطلب الحكومة العراقية من أربيل أن تسلمها العقود، بينما تقول حكومة إقليم كوردستان: لا، لن نزودكم إلا بالفقرات التجارية.
جيوفري بايت: هذا صحيح.
رووداو: هناك نقطة أخرى محل خلاف، وهي مسألة النفقات، علمت أن موقف أمريكا في الاجتماع رأى ضرورة أن تتحمل الحكومة العراقية النفقات، أقصد النفقات الحقيقية، نفقات الشركات الأميركية وغيرها من الشركات العاملة في إقليم كوردستان، فما رأيكم في هذا؟
جيوفري بايت: بداية، مشاكل النفقات هي مسألة تجارية. أنا لا أتدخل في أي مكان من العالم في المحادثات الخاصة بتكاليف استخراج النفط ومسألة العقود. أعتقد أن هذا إلى حد ما، هو ما نسميه في الولايات المتحدة “السمكة الحمراء”، أي الخروج عن المسار، لأن هذه المعلومات يمكن الحصول عليها عملياً، وفي كثير من الأحيان يتم نشرها كجزء من تسجيل الأسهم وغير ذلك. أب أن ما نريد أن نراه هو أن يجلس الطرفان، بغداد وأربيل، مع بعضهما البعض ويتحاورا بجدية، ويتوصلا إلى نتيجة، وأن يفعلا ذلك بما يعود بالنفع على العراق الاتحادي وإقليم كوردستان معاً، لأنه في الوقت الحاضر وعلى حد علمي، هناك طرف وحيد ينتفع من هذا الوضع وهو يتمثل في المهربين والإيرانيين، الذين يأخذون النفط إلى الخارج من الباب الخلفي.
رووداو: شكراً سعادة السفير بايت.
جيوفري بايت: سررت كثيراً للقائك، وشكراً لاهتمامك بهذا الموضوع، وشكراً لتسليط الضوء على ما ننجزه في هيوستن، لأن الهدف منه هو أن يصبح علامة على الدعم القوي من جانب الحكومة الأميركية، ودعم إدارة بايدن لرؤية رئيس الوزراء، السوداني، ولشعب العراق ولشعب إقليم كوردستان وللحكومتين.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية