باحث اقتصادي: واشنطن قدّمت لبغداد مايثبت استمرار تحايل المصارف العراقية على العقوبات الأميركية
أعرب عن تخوفه من عقوبات جديدة ستكلف العراق الكثير من الخسائر الاقتصادية
افاد باحث اقتصادي عراقي، إن سبب زيارة وفد رفيع المستوى من البنك المركزي العراقي الى الولايات المتحدة خلال الأيام القليلة الماضية ، هو استدعاء من وزارة الخزانة الأميركية والاحتياطي الفيدرالي محافظ البنك المركزي العراقي، علي محسن العلاق، بهدف بحث عدد من الملفات المعلقة ومنها مكافحة غسل الأموال والتنسيق بشأن تنظيم التحويلات المالية من قبل القطاع المصرفي العراقي، ووضع حد لعمليات التحايل على العقوبات الأميركية المفروضة على بعض البنوك.
الباحث الاقتصادي العراقي، عمر الحلبوسي ، قال ان العلاق أجّل زيارته مرتين خلال يوليو/ تموز الماضي لحين اكتمال عمليات التدقيق في الكثير من أنشطة المصارف واستخراج النتائج ، والتي أثبتت بشكل قاطع ، استمرار تحايل المصارف العراقية على العقوبات الأميركية.
وأضاف الحلبوسي، أن الجانب الأميركي قدّم كل ما يثبت التحايل والتلاعب وفقاً للأدلة التي قدمها الفيدرالي والخزانة الأميركية اللذان أصرا على أن تستمر شركات التدقيق بمتابعة الحوالات للمصارف العراقية التي ما زالت مستمرة في عمليات التحايل على العقوبات الأميركية.
وعن تنظيم عمليات التحويل المالي بالعملات الأخرى ، اوضح الحلبوسي ، أن هذه العملات لا يمكن تطبيقها بالشكل الأمثل ، لأن العراق لا يمتلك تجارة متبادلة مع هذه الدول لكي تتيح له الحصول على هذه العملات ، خاصة وأن الحصول عليها يتطلب مبادلتها بالدولار وهذا يعني البقاء بنفس الدائرة ، كما أن الولايات المتحدة يمكن أن تعرقل تمرير التجارة باليوان الصيني، لأنها لا تريد صعود اليوان أمام الدولار.
وتابع ، أن الوضع الاقتصادي والمالي في سياسة البنك المركزي العراقي يثبت أن هناك حذرا، وأعرب عن تخوفه من إصدار عقوبات جديدة ستكلف العراق الكثير من الخسائر الاقتصادية.
وعن البنوك التي سمح لها بالتحويل المالي، أكد أنها بنوك غير عراقية ، تتوزع بين الأردنية والقطرية والكويتية والإماراتية بالتعاون مع بعض من المصارف العراقية.
وحذر الباحث الاقتصادي العراقي ، من أن استحواذ البنوك العربية سوف يفتح الطريق لدخول مصارف أجنبية جديدة تستحوذ على تحويلات التجارة العراقية، خاصة وأن بعض هذه البنوك لديها ارتباطات وثيقة مع فصائل ومكاتب اقتصادية عاملة داخل العراق يمكن أن تدخل ضمن دائرة العقوبات خلال الفترة القادمة.
هذا وخلال زيارته الى واشنطن عقد الوفد العراقي عدة اتفاقات استجابة لطلبات قدمتها وزارة الخزانة الأميركية والبنك الفيدرالي بهدف الحد من عمليات التلاعب والتحايل في عمليات التحويل المالي ومبيعات نافذة بيع العملة. وأعلن وفد البنك المركزي العراقي إلى نيويورك عن بدء المرحلة الجديدة من عمليات التحويل الخارجي بمشاركة 13 مصرفاً عراقياً ، وذلك في خطوة مهمة تهدف إلى تعزيز تنوع العملات وتسهيل عمليات التحويل الدولي.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية