فبراير 13, 2025

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

6 أشهر على ولادة مجالس المحافظات.. خدمة أم تصفية حسابات ومعارك سياسية؟

6 أشهر على ولادة مجالس المحافظات.. خدمة أم تصفية حسابات ومعارك سياسية؟

مرت أكثر من 6 أشهر على ولادة المجالس المحلية في العراق الذي أجرى انتخابات في الثامن عشر من كانون الثاني الماضي، غير أن الواقع الخدمي في المحافظات لا يبشر بخير، على وقع تظاهرات تشهدها بين الحين والآخر، إذ أن المواطنين في مختلف المحافظات يعبرون عن استياء دائم من تردي الخدمات الأساسية، ويطالبون بتحسين الأوضاع المعيشية، ما يضع تساؤلات عن أداء المجالس المحلية، وفيما إذا ستكون قادرة على الإيفاء بوعودها الخدمية.

في الثامن عشر من كانون الثاني 2023، أجرى العراق انتخابات المجالس المحلية التي شهدت مشاركة معقولة، وأسفرت عن تشكيل مجالس جديدة في كافة المحافظات، إذ جاءت الانتخابات بعد فترة طويلة من الاضطرابات السياسية والاجتماعية، وكانت تهدف إلى تحسين الأوضاع وتلبية تطلعات المواطنين، لكن النتائج لم تكن كما هو متوقع، حيث بدأت المجالس المحلية الجديدة تواجه مشاكل كبيرة في تقديم الخدمات الأساسية.

ولادة عسيرة

تشكلت المجالس المحلية الجديدة بعد فترة من المشاورات والمفاوضات السياسية المعقدة، حيث تم الاتفاق على توزيع المناصب بين الكتل السياسية المختلفة، حيث بدأت المجالس عملها في أواخر شهر فبراير الماضي، على وقع وعود بإحداث تغيير إيجابي في مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين، ولكن منذ البداية، كانت هناك شكوك حول قدرة هذه المجالس على تحقيق الأهداف المرجوة.

ونتيجة حتمية لهذا الاخفاق، لم تهدأ الأوساط الشعبية في مختلف المحافظات العراقية، حيث شهدت محافظات النجف والديوانية والمثنى وذي قار وواسط وغيرها تظاهرات مستمرة احتجاجاً على تردي الخدمات، وهو ما يعكس – وفق معنيين – حالة الإحباط التي يشعر بها المواطنون من عدم قدرة المجالس المحلية على تحسين الأوضاع المعيشية والخدمية، خاصة وأن المتظاهرين يطالبون بخدمات أساسية تتعلق بتحسين الكهرباء والماء والصرف الصحي وغيرها من الخدمات.

ويعاني المواطنون في المحافظات الاتحادية بشكل عام من انقطاع مستمر في التيار الكهربائي، ونقص حاد في مياه الشرب، وتدهور حالة الطرق والبنية التحتية، ما زاد من حدة الغضب تجاه المجالس المحلية، وسط تساؤلات عن وعود المسؤولين التي لم يتم تحقق حتى الآن.

ووجدت مجالس المحافظات نفسها في عويصة خدمية لا تُقوى على مواجهتها، حيث تفتقر إلى الإمكانات اللازمة لتلبية حاجات المواطنين، كما أنها تواجه تحديات كبيرة في تنفيذ المشاريع الخدمية، بسبب الفساد المالي والإداري، وعدم الاكتراث لما يواجهه المواطنون.

مساجلات سياسية

وما فاقم ذلك هو انخراط تلك المجالس سريعاً في تصفية الحسابات والاتجاه نحو تحقيق المنافع الشخصية على حساب المصلحة العامة، ما أدى إلى تفاقم الأوضاع وتزايد حالة الغضب بين المواطنين، الذين يشعرون بأن مصالحهم تُهمل لصالح مصالح شخصية وفئوية.

بدوره يرى الناشط في تظاهرات ذي قار، مجيد المياحي، أن «الأوضاع الحالية لا تبشر بخير وأن المجالس المحلية عاجزة عن تحقيق الوعود التي قطعتها خلال الحملات الانتخابية، ما يعني أن التظاهرات ستستمر حتى يتم تحقيق مطالب المواطنين وتوفير الخدمات الأساسية بشكل يليق بمستوى حياة كريمة».

وأضاف المياحي لـ (باسنيوز)، أن «من الضروري أن تتخذ المجالس المحلية خطوات جادة وسريعة لحل المشاكل الحالية، والعمل على تحقيق الشفافية والنزاهة في أدائها ومكافحة الفساد، بل وإشراك المواطنين في عملية صنع القرار، ومراقبة أداء المجالس المحلية لضمان تحقيق العدالة والإنصاف».

فوضى مبكرة

وشهدت الجلسة الأولى لمجلس محافظة ديالى التي عقدت في نيسان الماضي، 2024، مشادات كلامية وصراخ وفوضى بين الأعضاء، ما عكس حالة الانقسام والتوتر التي تسود بين الكتل السياسية المختلفة داخل المجلس، والتي تعيق تنفيذ المشاريع الخدمية وتحقيق الاستقرار.

أما محافظة نينوى، فقد شهدت تجاذبات سياسية واسعة بعد توجه المجلس نحو إقالة مسؤولين محليين دون وجه حق، وبشكل مخالف للقانون، ما أثار حالة من القلق والاستياء والتعقيد في المدينة.

وقال المحلل السياسي عماد محمد، إن «الأوضاع الحالية تتطلب جهوداً مكثفة من كافة الأطراف المعنية لتحقيق الاستقرار وتحسين الخدمات، لكن ما يحصل أن بعض المجالس اتجهت سريعاً إلى تصفية الحسابات والاهتمام بوضع أعضائها على حساب المنفعة العامة»، مشيراً إلى «ضرورة توجيه المجالس نحو الخدمية الفعلية، والابتعاد عن التجاذبات التي تحصل بين الكتل السياسية، بما يحفظ لهذه المحافظات استقلالها الخدمي والسياسي».

وأكد محمد لـ (باسنيوز) أن «الحلول السريعة تتطلب تنسيقاً كبيراً بين الحكومة المركزية والمجالس المحلية، مع تخصيص الموارد اللازمة لتنفيذ المشاريع الخدمية، التي ستخفف من معاناة المواطنين وتحقق الاستقرار والتنمية في كافة المحافظات العراقية».

ويلجأ أغلب أعضاء المجالس المحلية، إلى تقديم الخدمات في الرقعة الجغرافية التي انطلقت دعايته الانتخابية منها فيما يتناسى المناطق الأخرى، ما يخفي ملامح تقديم الخدمة للمواطن في كل المحافظات.

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi