أبريل 22, 2025

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

اليوم هو الذكرى السنوية الـ 78 لتأسيس جمهورية كوردستان في مهاباد

اليوم هو الذكرى السنوية الـ 78 لتأسيس جمهورية كوردستان في مهاباد

يمر اليوم 22 يناير/ كانون الثاني الذكرى السنوية الـ 78 لتأسيس جمهورية كوردستان في شرقي كوردستان (كوردستان) ، ففي ذلك اليوم التاريخي ، وفي احتفال كبير وبحضور الآلاف من أبناء الشعب الكوردي أعلن القاضي محمد في ساحة “جوار جرا” (المشاعل الأربعة) وسط مدينة مهاباد عن تأسيس جمهورية كوردستان ورفع العلم الكوردستاني لأول مرة ، ليصبح القاضي محمد رئيساً للجمهورية الفتية.

وقد ألقى القاضي محمد خطاباً في الجماهير الحاضرة ، مشيراً فيها الى تاريخ شعب كوردستان ومؤكداً فيه حق هذا الشعب في تقرير مصيره. كما دعا إلى توحيد الصفوف والتطلع والنضال من اجل الاستقلال والحرية. كما ردد القسم كرئيس للجمهورية الوليدة ، بهذه الكلمات “أقسم بالله، بالقومية الكوردية والعلم المقدس لكوردستان بأنني سأحمي جمهورية كوردستان واستقلالها حتى آخر قطرة من دمي وحتى أنفاسي الأخيرة” وهذا مافعله.

وما هي إلا أيام قليلة حتى تشكلت الحكومة التي تألفت من أربعة عشر وزيراً، واختير نشيد “أي رقيب” للشاعر الكوردي “دلدار” نشيداً وطنياً للجمهورية الحديثة ، وبدأت المطبعة الوحيدة في البلاد بالعمل على نشر الإعلانات التأسيسية.

وعلى الفور بدأ نشاط مؤسسات الجمهورية على أكثر من جبهة ، فباشرت المدارس التعليم باللغة الكوردية التي باتت اللغة الرسمية للبلاد ، والتي كان محرم التحدث بها في إيران في السابق ، كما أُسست إذاعة كوردية، وجيش كوردي، انضمت إليه كافة المجموعات المسلحة ، وشُكلت نقابات مهنية، بالإضافة إلى إغناء الصحافة الكوردية، والإصلاحات الزراعية والإدارية، إلى جانب تطوير الفن الكوردي، إذ أُسست دار للأوبرا في مدة وجيزة من إعلان الجمهورية.

ويحسب لجمهورية كوردستان الفتية ، العمل على نشر التعليم بين الجنسين، وافتتاح مراكز محو الأمية، والسماح بإصدار مجلات وصحف، وتأسيس دور نشر، وإبراز دور المرأة في إدارة البلاد، وذلك من خلال تأسيس اتحاد نسائي ، وقد شجع القاضي محمد المرأة على الدخول في العملية السياسية الاجتماعية وقد شجع زوجته وبناته على المشاركة.

وقد شكل الخالد مصطفى بارزاني مع بيشمركته من جنوب كوردستان (إقليم كوردستان العراق) العمود الفقري لقوات الجمهورية ، وأناط القاضي محمد بالبارزاني الخالد دورا كبيرا في جمهورية كوردستان ، وفي آخر لقاء بينهما سلّمه القاضي محمد علم جمهورية كوردستان وطلب منه الحفاظ عليه ، وهو العلم الذي مازال يُرفع حتى اليوم وبات رمزاً لحرية واستقلال كوردستان.

ولم يكن قيام جمهورية كوردستان في مهاباد أمراً مقبولاً لدى السلطات الإيرانية، التي كانت ترى في هذه الجمهورية الوليدة تهديداً لها، كما لم يكن نشوء الجمهورية مقبولاً لدى جارتها تركيا، التي كانت تخشى من أن يؤدي قيام دولة كوردية مستقلة إلى زعزعة استقرارها الداخلي الهش.

وشهدت الفترة التي تلت الحرب العالمية الثانية، تقلبات سياسية عدة، فالدعم الذي تلقاه الكورد من الاتحاد السوفييتي توقف تحت ضغط مجلس الأمن الدولي ومن خلفه كل من بريطانيا وأمريكا، التي باتت تنظر لموسكو كعدو عوضاً عن حليف كان لهما عدو واحد وهو النازية.

وفيما بعد رضخت موسكو للضغوط الدولية ، ووقعت اتفاقيات نفطية مع طهران قبل أن يخرج الجيش الروسي في التاسع من مايو/أيار من عام 1946 من المناطق التي كان يتواجد فيها آنذاك ، وهو ما جعل جمهورية كوردستان فريسة سهلة للإيرانيين الذين أعدوا العدة لفرض سطوتهم من جديد.

وفي يونيو/حزيران من ذلك العام، أعادت إيران سيطرتها على أذربيجان الإيرانية ، إذ عزلت هذه الخطوة جمهورية كوردستان الفتية ، فتضاءلت محاصيل وإمدادات القبائل التي دعمت قاضي محمد ، كما اختفت المساعدات الاقتصادية والمساعدات العسكرية من الاتحاد السوفييتي.

وما إن دخل الجيش الإيراني مدينة مهاباد عاصمة الجمهورية في السابع عشر من ديسمبر/ كانون الأول من عام 1946، حتى اعتقلت رئيس الجمهورية قاضي محمد ، الذي آثر عدم مواجهة الجيش الإيراني، درءاً لسفك الدماء، نظراً لفرق القوة العسكرية بين الطرفين .

وإلى جانب الاعتقالات التعسفية ، مارست السلطات الإيرانية شتى أنواع الانتهاكات بحق الكورد في جمهورية كوردستان، كما أغلقت المطبعة الكوردية، وعادت وحظرت تدريس اللغة الكوردية، وأحرقت جميع الكتب الكوردية بما فيها المدرسية.

وبعد يوم واحد من الذكرى السنوية الأولى لتأسيس الجمهورية، حكمت السلطات الإيرانية بالإعدام على القاضي محمد، ونفذت الحكم فيه مع اثنين من إخوته، في الحادي والثلاثين من مارس/آذار من عام 1947، في ساحة جوارجرا، التي أعلن منها قاضي محمد ميلاد الجمهورية.

وهكذا طوى الكورد صفحة أخرى من تاريخهم برحيل مؤسس جمهورية كوردستان ، القاضي محمد، الذي كان معلماً وزعيماً دينياً، اتسم بنكران الذات، لذلك أحبه أبناء شعبه والتفوا حوله.

اما الخالد مصطفى البارزاني فبعد انهيار الجمهورية توجه إلى الاتحاد السوفييتي برفقة 500 من مسلّحيه سيرًا على الأقدام مجتازين حدودًا جبلية وعرة في إيران وتركيا حيث واجهوا عقبات كثيرة في طريقهم وصولاً إلى الحدود الأذربيجانية السوفييتية ودخلو الاتحاد السوفيتي وبقوا فيها عشرة سنوات ، وقد عاد في عام 1958 الى العراق مع إعلان الجمهورية العراقية حيث دعاه الزعيم العراقي عبد الكريم قاسم للعودة.

وتُعد جمهورية كوردستان فصلاً بارزاً في حركة الاستقلال الكوردية، فقد كانت المحاولة الثانية من قبل الشعب الكوردي لإقامة دولة خاصة به، بعد جمهورية آرارات في جنوب شرق تركيا عام 1927.

وعلى الرغم من أن جمهورية كوردستان لم تعش طويلاً، إلا أن إرثها لا يزال قائماً في المجتمع الكوردي ، ولا يزال يلهم الكورد في جميع أنحاء العالم.

 

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi