لماذا جواز السفر العراقي من بين الأسوأ في العالم؟
مراقب سياسي: العراق محكوم بالميليشيات والجواز العراقي يتنافس فقط مع أفغانستان!
يصنف جواز السفر العراقي من بين الأسوأ في العالم، ويرجع مراقب سياسي ذلك إلى أن العراق محكوم بالميليشيات، وأنه طالما بقيت هذه الميليشيات سيظل جواز سفره من بين الأسوأ، مشيراً إلى أن «ظروف معيشة الناس في العراق مثل أفغانستان، لذا فإن جوازي سفريهما من بين الأسوأ في العالم».
ووفقًا لتصنيف شركة الاستشارات السويسرية Henley & Partners للربع الثاني من عام 2022، يعد جواز السفر العراقي من بين الأسوأ في العالم، إلى جانب دولة مثل أفغانستان.
ويؤكد مراقبون، أن عدة عوامل تحدد قوة جواز السفر في أي دولة، وإذا لم تكن هذه العوامل موجودة، فسيكون جواز سفر تلك الدولة من بين أسوأ جوازات السفر في العالم.
كما يرون أن الترتيب العالمي لكل جواز سفر يقاس بعدد الدول المسموح لها بالدخول بدون تأشيرة، أو الدول التي يتم إصدار التأشيرات من خلال إجراءات بسيطة، والتي تعتمد بالطبع على عدة عوامل، خاصة الاستقرار الداخلي أي دولة، لأن بعض الدول تتشدد في إصدار التأشيرات للدول التي يهاجر منها مواطنوها.
بالصدد، قال المراقب السياسي د. مدحت سليمان لـ (باسنيوز): «يتم تقييم جواز سفر كل دولة وفق عدة عوامل، أولها يتعلق بالاستقرار السياسي والاقتصادي والأمني، والثاني يتعلق برفاهية ذلك البلد. أي، إذا كنت تعيش براحة في بلدك وحالتك جيدة، وإن كنت غير مهدد، ولم تكن لديك مشاكل سياسية أو أمنية أو مالية، فسيضمن ذلك أن تقوم الدول التي تصدر تأشيرات لمواطنيك بإصدارها على وجه اليقين، لأن البلد الذي ستذهب إليه على يقين من أن مواطن ذلك البلد لن يبقى في بلده ولن يتقدم بطلب للحصول على اللجوء، بل سيسافر ويعود فقط».
وأضاف: «على سبيل المثال، إذا قارنا العراق بالدنمارك، حيث هناك استقرار والناس يعيشون برفاهية، ولا أحد يهدد أحداً، ولا أحد يسرق من أحد، ولا مافيات ولا يوجد إرهاب، ولا ميليشيات دينية، لذلك أصبح جواز السفر الدنماركي من أفضل جوازات السفر في العالم، وغالباً ما تكون فنلندا أو الدنمارك الأول في العالم. لذلك إذا قارنت العراق بالدنمارك، التي لا تطلب 172 دولة تأشيرات من مواطنيها، فإن العراق من بين أسوأ البلدان، ومعظم الدول لا تصدر تأشيرات للعراقيين، باستثناء عدد قليل من الدول، وهو ما يرتبط بانعدام الاستقرار الأمني والسياسي والاقتصادي ووجود الإرهاب في البلاد».
وأوضح الدكتور مدحت سليمان، أنه «في العراق هناك تذبذب في قيمة الدينار مقابل الدولار، وهناك نسبة عالية من البطالة والفقر والأمية، والعراقيون يسألون الله أن يحصلوا على تأشيرة لمغادرة البلاد وعدم العودة. والعراق من الدول التي يتفشى فيها الفساد، ومعظم أحزابه السياسية فاسدة مالياً، والأحزاب فيها ميليشيات مما يجعل الحكومة لا تملك سلطة عليها، وهذه هي الأسباب التي تجعل العراق يمتلك واحدة أسوأ جوازات السفر في العالم، حيث تحجم معظم الدول المستقرة عن إصدار تأشيرات دخول للمواطنين العراقيين بشكل عام. لكن يحصل عليها البعض فقط، إذا كانوا يمتلكون شركات كبيرة، أو لديهم مناصب».
وشدد بالقول: «لا ينبغي أن يكون الوضع هكذا، لذلك إذا نظرت إلى الجواز العراقي، فهو يتنافس فقط مع جواز سفر بلد غير مستقر مثل أفغانستان، حيث يستمر فيه الإرهاب. والسبب الرئيسي في ذلك هو وجود الميليشيات التي أصبحت مصدراً لعدم الاستقرار والبطالة والفساد في البلاد، وطالما بقيت الميليشيات، لن يكون جواز السفر العراقي أفضل مما هو عليه الآن».
وقال: «لولا الحرب على الإرهاب وخفض الميزانية في 2014، لكان العراقيين كلهم في إقليم كوردستان، فإقليم كوردستان يختلف وضعه كثيراً عن العراق، لكنهم وضعوا إقليم كوردستان في حرب كبرى مع داعش والإرهاب ثم الحشد الشعبي، ثم قطعوا الميزانية، مما تسبب في عدم بقاء الوضع الاقتصادي في إقليم كوردستان على ما كان عليه قبل 2014».
وقال المراقب السياسي، إن «الوضع في العراق لا يمكن مقارنته بالوضع في إقليم كوردستان، ولكن للأسف وبسبب العراق تكبد إقليم كوردستان خسائر فادحة»، وتابع: «لا تزال هناك عقلية دكتاتورية في العراق، والمهم بالنسبة للمسؤولين هو ملء جيوبهم، وليس لديهم ولاء لبلدهم، مما يؤكد لنا أنه من الصعب لجواز السفر العراقي المضي قدماً في مثل هذه الحالة، وطالما أن هناك هذه الميليشيات، وطالما أن هناك الكثير من الفساد في العراق فليس هناك احتمال لتحسن وضع جواز السفر العراقي».
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية