وكالة (اور) تتقصى اسرار مباحثات سعدون الدليمي في طهران
بغداد/طهران/ اور نيوز: كشفت مصادر متطابقة ان رئيس الوزراء نوري المالكي خوّل وزير الدفاع العراقي وكالة سعدون الدليمي التباحث مع المسؤولين الايرانيين على ترسيم الحدود بين البلدين واعادة العلامات الحدودية واعتراف العراق باتفاقية الجزائر الموقعة بين صدام حسين وشاه ايران والتي تنص على اعتبار خط التالوك في شط العرب هو الحدود الدولية المعترف بها بين البلدين اضافة الى تشكيل ادارة مشتركة بين البلدين لشط العرب وتقاسم تكاليف اخراج السفن والبواخر الغارقة منذ الحرب بين البلدين والتي تعوق الملاحة فيه. لكن مصادر مطلعة في طهران استبعدت أن تفضي المباحثات إلى نتيجة ملموسة في الوقت الحالي.
وقالت المصادر ان محور المباحثات الاخر هو الازمة السورية وانعكاسها على التدهور الامني في العراق اضافة الى بحث ارسال مستشارين امنيين ايرانيين للحد من التدهور الامني وعقد صفقات تسليح يحصل العراق بموجبها على طائرات ايرانية من دون طيار وزوارق وسفن حربية سريعة تستخدمها البحرية العراقية اضافة الى شراء اسلحة خفيفة ومتوسطة وذخائر تصنعها المصانع الحربية الايرانية. واوضحت المصادر ان محور المباحثات الرئيس بين سعدون الدليمي ووزير الدفاع الايراني العميد حسين دهقان، هو ترسيم الحدود بين البلدين واعادة العلامات الحدودية غير الموجودة .
فيما قالت مصادر عراقية ان إيران تريد تمدد العلامات الحدودية الى داخل العراق بشكل يمكنها من اقتطاع اراض داخل محافظتي العمارة والسماوة يعتقد انها غنية بالنفط. وبشأن خط التالوك المثبت في اتفاقية الجزائر، قالت المصادر العراقية في تصريحاتها من بغداد ان ايران تريد من الحكومة الاعتراف بهذا الخط بدل اتفاقية عام 1932 بين البلدين لان التالوك متحرك بفعل طمى شط العرب داخل الاراضي العراقية مما يمكن ايران من ضم هذا الشرط بعد عقود عدة حيث يصبح شط العرب باكمله داخل ايران ولاحصة للعراق فيه.
وكان الرئيس الايراني السابق محمود احمدي نجاد قد الح على ضرورة اعادة ترسيم الحدود بين البلدين.
واوضحت المصادر العراقية ان الدليمي بحث مع المسؤولين الايرانيين تفعيل اتفاقات سابقة بين البلدين في اطار مكافحة الارهاب، اضافة الى التدابير المتخذة في العراق وايران لصد اي تأثير سلبي من الأزمة السورية، واطلاع القيادات العسكرية الايرانية على الاجراءات الاحترازية على الشريط الحدودي بين العراق وسوريا.
وتسيطر الأزمة السورية على حوارات سياسية رفيعة المستوى بين البلدين، خصوصاً في المجال العسكري، على خلفية مخاوف من تسرب مقاتلين متطرفين إلى العراق. ويتـوقــع خبـراء حدوث انهيار امني سريع في العراق، فور بدء حملة عسكرية غربية ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد, ورجح بعضهم بناء “حزام امني عازل” بين العراق وسورية بمعاونة ايران وروسيا.
وزيارة الدليمي، التي بدأها صباح الاثنين الماضي برفقة رئيس الاركان وقادة القوات البرية والبحرية والجوية، هي الزيارة الرسمية الثانية له إلى إيران وتأتي بع اسبوع من زيارة مماثلة قام بها رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي على رأس وفد يضم ممثلين عن مختلف الكتل البرلمانية حيث اجرى مباحثات مع القادة الإيرانيين يتقدمهم الرئيس حسن روحاني تناولت علاقات البلدين وأمن المنطقة على وقع تداعيات الازمة في سوريا.
وتأتي زيارة وزير الدفاع العراقي إلى طهران بعد يوم من احيائها لذكرى الحرب العراقية الإيرانية التي استمرت ثمان سنوات بين عامي 1980 و1988 حيث رعا الرئيس روحاني عرضا عسكريا ضخما عرضت خلاله صواريخ متطورة بعيدة المدى قالت طهران انها تصل إلى تل ابيب.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية