يوليو 28, 2025

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

بعد حملة “هدم الاسوار” القاعدة تستعد لـ “حصاد الجنود”

بعد حملة “هدم الاسوار” القاعدة تستعد لـ “حصاد الجنود”
جيسيكا لويس/ معهد دراسة الحرب: إستعاد تنظيم القاعدة في العراق نشاطه. وسبق للتنظيم  أن بلغ ذروته في القدرة التدميرية والسيطرة على الأراضي في أواخر عام 2006 وأوائل عام 2007، قبل أن تتمكن الزيادة في عدد القوات الاميركية وقوات الصحوة  من إزاحة المنظمة من ملاذاتها الآمنة في بغداد و حولها.

وتسببت عمليات تعقب تنظيم القاعدة اللاحقة  في محافظات ديالى وصلاح الدين  والموصل، في إضعاف المنظمة في 2007-2008،  وما تبقى من قادتها وخلاياها الفاعلة وقدراتها الارهابية تمركزت في الموصل. لكن واعتبارا من شهر آب عام 2013، أعادت القاعدة تنظيم صفوفها، واستعادت قدراتها، وأنتشرت في المناطق التي طردت منها.

ومنظمة القاعدة في العراق اصبحت في عام 2013 منظمة قوية للغاية ومرنة، وقادرة أن تعمل من البصرة إلى سوريا الساحلية. وتقريرنا هذا يتتبع إحياء “تنظيم القاعدة” في العراق منذ تموز 2012، حين شن التنظيم عملية متواصلة منذ عام سماها  حملة “تحطيم الجدران”. وتألفت هذه الحملة من سلسلة هجمات قامت بها  24  سيارة ملغمة و8 عمليات تهريب سجناء وهو ما يدل على تطور القدرة العسكرية لتنظيم القاعدة في العراق على طول  الفترة الماضية، وسيتم وصف هذه الهجمات بالتفصيل لاحقا.

وكانت الهجمات بالسيارات الملغمة  تمثل النمط المميز الخاص  بتنظيم القاعدة في العراق منذ 2006 حتي 2008. ومنذ أيار/ مايو 2013، زاد التنظيم باستمرار من عدد الهجمات بالسيارات الملغمة في الشهر الواحد مقارنة بسيارات حزيران 2007، مع الحفاظ على عملياته في سوريا كذلك.

وانتهت حملة “تحطيم الجدران” في 21 تموز 2013، حين تمكنت القاعدة بنجاح من إختراق سجن أبو غريب، مما أدى إلى هروب 500 سجينٍ أو أكثر، ومعظم الهاربين كان قد تم اعتقالهم خلال حرب العراق لقيامهم بأنشطة إرهابية. واعادت الولايات المتحدة تخصيص 10 ملايين دولار ثمنا لأبي بكر البغدادي، زعيم تنظيم القاعدة في العراق الذي يقول المسؤولون الاميركان إنه استقر في سوريا في شهر آب 2013.

وعلى أية حال فلن يكون استهداف زعيم تنظيم القاعدة في العراق أثرا فعالا على نمو المنظمة. ولم يعد تنظيم القاعدة مجرد كادر صغير يلتف حول زعيم واحد، بل إنها اصبحت منظمة عسكرية فعالة أعيد تشكيلها وتعمل في العراق وسوريا .

وقد وافقت الولايات المتحدة أيضا على تقديم الدعم في مجال مكافحة الإرهاب لحكومة العراق. وكما قال مسؤول كبير في وزارة الخارجية فان الولايات المتحدة تريد ان يكون لدى العراق” معلومات ليكون قادرا على رسم خريطة للشبكة، ومعرفة طرق تمويلها، وأن يكون دقيقا جدا عند استهدافها، وذلك لأن القوات العراقية باتت مهددة، وأنها” عرضة لارتكاب الاخطاء مثل معالجة المخاطر بصورة متشابهة، واعتقال عدد كبير جدا من الناس، واستهداف الشخص الخطأ، الأمر الذي يجعل المشكلة برمتها أسوأ”.  ولكن شبكة القاعدة في العراق نمت قوية على مدى الاشهر الأربعة عشر الماضية، وإن رسم خرائط للشبكة ومعرفة مواردها المالية قد لا يكون كافيا لوقف توسعها .

ولاحظ مسؤول بارز في الإدارة الأميركية النمو غير المتوقع في حملة التفجيرات الانتحارية لتنظيم القاعدة في العراق. وقال في 15 آب 2013 في معرض حديثه عن التفجيرات”على مدى العامين الماضيين، كان لدينا في المتوسط نحو 5 – 10 إنتحاريين في الشهر، في حين أننا في عام 2011 و 2012 …. رأينا خلال الأيام الـ 90 الاخيرة إن عدد الانتحاريين يكاد يصل الى نحو 30  في الشهر، ونحن ما زلنا نعتقد  بان معظم هؤلاء يأتون من سوريا”.

وعلى أية حال فإن المسار الحربي لتنظيم القاعدة في العراق ليس مفاجئا. فلقد بدأ العنف يتصاعد في حزيران 2012 قبل بدء حملة  “تحطيم الجدران”. وقد ارتفعت مستويات الخسائر في العراق بشكل كبير خلال الفترة 2012-2013، وهي ناجمة أساسا عن هجمات تنظيم القاعدة بالسيارات الملغمة. وبشكل عام كان مستوى العنف في العراق في تموز 2013 يتناسب مع مستويات زمن الحرب الأخيرة التي تمت ملاحظتها في نيسان 2008. وتجاوز مجموع عدد الوفيات الشهرية في نهاية تموز 2013 الالف لأول مرة منذ ذلك التاريخ، على وفق بعثة يونامي التابعة للأمم المتحدة.

وقدرة تنظيم القاعدة في العراق على النمو  ليس سببها الملاذات الآمنة ووجود أرضيات للتجنيد في سوريا فقط، ولكن لأنه أيضا استعاد القوى العاملة ذات الخبرة نتيجة الهروب من السجن داخل العراق. وإشتملت حملة  “تحطيم الجدران” على ما مجموعه ثماني هجمات مركبة على السجون العراقية، ونجحت إثنتان منها في تحرير قدامى عناصر القاعدة من الذين على الارحج  كانوا من شبكة القاعدة وشاركوا في صناعة بصمة القاعدة في تلغيم السيارات خلال الفترة 2006 حتي 2007.  وسوف يركز هذا التقرير على استعمال تنظيم القاعدة في العراق للسيارات الملغمة في حملة “تحطيم الجدران”  بوصفه مؤشرا رئيسيا على تنامي قدرة تنظيم القاعدة التنظيمية والتشغيلية داخل العراق، حتى لو كان الانتحاريون يتدفقون  الى البلاد من سوريا .

ودراسة نجاح حملة “تحطيم الجدران” ستلقي ضوءا على القدرة العسكرية المتجددة لتنظيم القاعدة في العراق. والسيارات الملغمة تتطلب تخطيطا واسعا وبنية لوجستية، و تبين موجات السيارات الملغمة في عامي 2012 و2013 مقدار تطور جهود التخطيط ضمن المستوى القتالي داخل المؤسسة العسكرية لتنظيم القاعدة في العراق وتنسيق هجمات متزامنة تقوم بها العديد  من الخلايا. ومن الأهمية بمكان تقدير القوة القتالية لتنظيم القاعدة في العراق من أجل تقييم مستوى التهديد الذي  يمثله للدولة العراقية ولمصالح الولايات المتحدة  كذلك.

وحملة “تحطيم الجدران” دعمت الأهداف المعلنة للتنظيم المتمثلة في استعادة الأراضي التي كانت تسيطر عليها سابقا وإقامة حكم في أجزاء من العراق وسوريا . وحسنتْ عمليات السيارات الملغمة  مجملَ عمليات التنظيم وقهرت قوات الأمن العراقية وقللت من الثقة الشعبية في قدرتها على حماية السكان . وتمكن التنظيم من إنجاز أهداف 2012-2013  بشكل مرضٍ. وأعلن في 30 تموز 2013حملة 2013-2014 الجديدة المسماة ” حصاد الجنود”.

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi