مئة حالة زواج بمخيم دوميز مع “وقف التنفيذ” وإدارته تطالب الحكومة الكردستانية بخيم جديدة لهم
المدى برس/ دهوك: لم تمنع الهجرة والظروف الصعبة اللاجئ السوري الشاب حسين عارف حسين (27 سنة)، في مخيم دوميز بمحافظة دهوك بإقليم كردستان العراق، من إكمال نصف دينه، من دون أن يعلم أن ذلك سيكون “مع وقف التنفيذ”، كونه يعيش مع عائلة شقيقه وعدد آخر من افراد أقاربه في “منزل” مؤلف من ثلاث غرف سقفها من القماش والنايلون.
ويقول اللاجئ حسين عارف، في حديث إلى (المدى برس)، إن “هموم الغربة والعزوبية دفعتني إلى الإقدام على الزواج لاسيما بعد أن وجدت بنت الحلال في خيمة مجاورة لتلك التي أسكنها مع عائلة شقيقي”، ويشير إلى أن “قصة حب بنت خيمة الجيران بدأت عندما شاهدتها واقفة أمام مدخل خيمة عائلتها مع عمتها فأعجبت بها ورجوت زوجة شقيقي الأكبر أن تجس نبضها”.
ويضيف عارف، “ذهب شقيقي الأكبر وخالي وعمي لخطبة بنت خيمة الجيران وتزوجنا في(الـ30 من آب 2013)”، ويبين أن “مهر العروس كلف مليون و75 ألف دينار كما هو سائد لدى العوائل السورية، في حين بلغت تكاليف العرس 2000 دولار”.
وأوضح اللاجئ السوري، الذي يعمل في بلدية دهوك، أن “المبلغ الذي وفرته من عملي ساعدني في دفع تكاليف الزواج لأن الوضع المادي لأهلي لا يمكن من تحمل ذلك”، ويلفت إلى أن “العرس كان بسيطاً ومن دون مظاهر فرح كالزغاريد والدبكة احتراما للشهداء الذين سقطوا في سوريا، إذ اقتصر على حضور بعض الأصدقاء والجيران وتقديم وجبة من الشاورما والمشروبات الغازية”
ويشكو عارف، من كونه “عريس مع وقف التنفيذ”، ويتابع أن “الأوضاع في المخيم وسوريا وعدم توافر خيمة خاصة تعيق ممارسة الحياة الزوجية”.
من جهتها تقول دلفين التي تبلغ من العمر (15 سنة)، ومر على زواجها نحو شهر، فتقول في حديث إلى (المدى برس)، إن “الزواج سنة الحياة التي لا بد أن نجاريها مهما كانت الظروف”، وتضيف لقد “قبلت الزواج من دون سابق معرفة بزوجي إلا يوم الخطوبة، ولم أعترض على ذلك”.
وتعرب دلفين، عن “الأمل بأن تتحسن الأوضاع في سوريا لتتمكن من العودة إليها وتأسيس عائلة وولادة أطفال هناك”.
بدوره يقول اللاجئ سالار توفيق (27 سنة)، في حدث إلى (المدى برس)، إن “مشروع الزواج فاقم من معاناتي النفسية بدلاً من معالجتها”، ويبين أن “الطبيب الذي فحصني في دهوك رفض الموافقة على زواجي إلا بعد شفائي من مرض أبو صفار الذي أعاني منه”.
ويخشى توفيق، أن “يكون الطبيب قد اكتشف مرضاً خبيثاً اضطره لرفض زواجي من دون أن يبلغني ذلك”، واستطرد أن “خطيبتي هي ابنة عمي الموجودة في سوريا حالياً وتربطنا علاقة حب قديمة”.
إلى أن والده توفيق صلاح، يقول في حديث إلى (المدى برس)، إن “زواج سالار سيتم في موعده يوم (الـ22 من أيلول 2013 الجاري) ولن يؤجل حتى إن لم نحصل على الترخيص الطبي”، ويؤكد “أنتظر هذا اليوم بفارغ الصبر ودعوت 1500 شخص لحضور حفل الزواج”.
على صعيد متصل يشكو اللاجئ السوري نافع جميل (32 سنة)، في حديث إلى (المدى برس)، من “عدم قدرته على الممارسة الحياة الزوجية منذ القدوم إلى مخيم دوميز قبل ستة أشهر مع زوجتي وأطفالي الثلاثة”، ويتساءل “كيف نمارس حياتنا الزوجية ونحن نحشر في خيمة صغيرة ونعاني الكآبة لأن بلدنا يشهد الموت والدمار يومياً”.
بالمقابل يقول مسؤول عام القواطع في مخيم دوميز، عمر حسن مادي، سوري الجنسية، في حديث إلى (المدى برس) إن “إدارة المخيم سجلت حتى الآن نحو 100 حالة زواج بين اللاجئين والمستوطنين”، ويضيف أن هناك “حفلات زواج تقام داخل المخيم أو خارجه لأن بعض العائلات تقوم بتأجير قاعات في مدينة دهوك بـ400 دولار أميركي للاحتفال بأبنائها”.
ويذكر مادي، أن “حكومة إقليم كردستان تقدم تسهيلات للمتزوجين من خلال تسجيلهم بالمحاكم الرسمية في دهوك وإجراء الفحوصات الطبية”، ويطالب “حكومة إقليم كردستان بتقديم دعم مادي رمزي للمتزوجين”.
ويدعو مسؤول عام القواطع في مخيم دوميز، منظمة شؤون اللاجئين الدولية بضرورة “توزيع خيم جديدة على المتزوجين ليتسنى لهم ممارسة حياتهم الزوجية بنحو طبيعي”، ويؤكد أن “إدارة المخيم لم تمانع أو تعرقل أي حالة زواج بل تشجع الشباب على ذلك وتسهم بحضور حفلاتهم للتخفيف من اثار الغربة والهجرة عليهم”.
وتبلغ مساحة مخيم دوميز 600 دونم، ويقع على بعد 20 كم جنوب غربي مدينة دهوك،(460 كم إلى الشمال من العاصمة بغداد)، وغالبية سكانه من القومية الكردية، نزحوا إلى إقليم كردستان بحثاً عن الأمان بعد أن أصبحوا ضحية للنظام السوري، وجبهة النصرة، التي “أباحت قتلهم” مخلفين ورائهم منازلهم وأملاكهم.
ويقطن اللاجئون السورين في مخيم دوميز، في نحو تسعة آلاف خيمة وفرتها لهم حكومة إقليم كردستان، التي تتولى رعايتهم وتأمين جل احتياجاتهم بالتعاون مع بعض المنظمات الدولية، في ظل غياب كامل لدعم الحكومة الاتحادية في بغداد.
وكانت الأمم المتحدة، أقرت في (الـ31 من آب 2013)، أن تدفق أكثر من مئتي ألف لاجئ سوري على إقليم كردستان يمثل “عبئاً كبيراً” على البنى التحتية للإقليم واقتصاده، لاسيما في ظل “مخاطر الحرب الجارية” قرب الحدود، وفي حين عدت أن الإقليم يشكل “مرفأ أمان واستقرار ضمن منطقة مضطربة جداً من العالم”، أكدت أنها ستواصل “تواجدها” بالمنطقة طالما استمر “دعم” حكومة الإقليم “واحتياج” اللاجئين السوريون.
كما أعلنت الأمم المتحدة، في،(الـ26 من آب المنصرم)، أن أكثر من 30 ألف سوري لجأ إلى كردستان العراق منذ أربعة أيام، في موجة هجرة “غير مسبوقة” لمواطنين سورين هربا من الصراع الدموي الدائر منذ أكثر من سنتين، وفي حين بينت أن أغلب هؤلاء اللاجئين هم من المناطق الكردية في سوريا، أكدت أن الأعداد الأخيرة قد رفعت الرقم الحالي المسجل للاجئين السوريين في كردستان ليصبح نحو 195 لاجئاً.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية