طول أمد الحرب.. بوتين حصل على “ما لم يكن يريده”
كلما طالت فترة دفاع الجيش الأوكراني عن بلاده أمام القوات الروسية، استفادت كييف من مزايا الأسلحة والتدريب الغربيين، وهو تحديداً ما كان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يحاول منعه، بحسب تحليل لوكالة “أسوشيتد برس”.
وقائمة الأسلحة التي تتدفق إلى أوكرانيا طويلة وتزداد طولاً وتشمل طائرات ومدافع حديثة.
وشملت هذه القائمة مضادات للدبابات ومركبات مدرعة وصواريخ المضادة للسفن وغيرها.
فضلاً عن الصواريخ المضادة للطائرات.
قال وزير الدفاع البريطاني، بن والاس، إن على الحلفاء التحرك بسرعة لتزويد أوكرانيا بمدفعية ثقيلة قادرة على الأقل على مجاراة روسيا، وفقا لموقع “ديفينس نيوز”.
وفي بيان لها يوم الاثنين، قالت وزارة الدفاع الأوكرانية، إنها تتلقى بالفعل مدافع عيار 155 ملم من الولايات المتحدة وشركاء آخرين.
وكشف وزير الدفاع البريطاني، حجم الإمدادات العسكرية البريطانية إلى أوكرانيا، والتي تضم 5361 صاروخا مضادا للدبابات من طراز NLAW – 1000 ، تم تسليمها الأسبوع الماضي وحده.
وتشمل الإمدادات أيضاً، 200 صاروخ من طراز جافلين، ومركبات لوجستية مصفحة، ونظارات للرؤية الليلية وصواريخ مضادة للطائرات.
وإذا تمكنت أوكرانيا من صد الروس، فإن “ترسانتها المتراكمة من الأسلحة الغربية يمكن أن يكون لها تأثير كبير في بلد كان مثل الجمهوريات السوفيتية السابقة الأخرى، يعتمد بشكل أساسي على الأسلحة والمعدات من الحقبة السوفيتية”، وفقاً لـ”أسوشيتد برس”.
ويبدو أن الحفاظ على تلك المساعدة العسكرية لن يكون سهلاً، بل محفوف بالمخاطر السياسية بالنسبة لبعض الدول الموردة.
ولذلك، يعقد وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، اجتماعا الثلاثاء، في قاعدة “رامشتاين الجوية” بألمانيا، للتوصل إلى طرق لإبقاء المساعدات العسكرية مستمرة، الآن وعلى المدى الطويل.
ويشارك في الاجتماع، وزراء الدفاع وكبار القادة العسكريين من حوالي 40 دولة.
وقال، أوستن، “الهدف ليس فقط دعم الدفاعات الأوكرانية ولكن مساعدتها على الانتصار ضد قوة غازية أكبر”.
وأضاف في تصريحات، الاثنين، “نعتقد أنهم يستطيعون الفوز إذا كانت لديهم المعدات المناسبة، والدعم المناسب”.
وأشار إلى أن الهدف هو “رؤية روسيا ضعيفة إلى درجة أنها لا تستطيع القيام بالأشياء التي فعلتها في غزو أوكرانيا”.
معركة دونباس.. لمن الغلبة؟
رغم الإخفاقات المستمرة، لا يزال الجيش الروسي يتمتع ببعض المزايا التي سيتم اختبارها في منطقة دونباس.
ويزيد الجيش الروسي تعزيزاته العسكرية، في ظل تسريع الولايات المتحدة وحلفائها في الناتو، إيصال المدفعية والأسلحة الثقيلة الأخرى إلى تلك المنطقة في الوقت المناسب لإحداث فرق في المعركة.
وفي ظل ضبابية المشهد بعد شهرين من القتال، يقدم البنتاغون إلى الجيش الأوكراني، 90 من أحدث مدافع الهاوتزر التابعة للجيش الأميركي.
وتقدم الولايات المتحدة كذلك 183000 طلقة من المدفعية، وغيرها من الأسلحة المتطورة، التي يمكن أن تمنح الأوكرانيين ميزة مهمة في المعارك التي تلوح في الأفق.
تقوم الولايات المتحدة أيضًا بترتيب المزيد من التدريبات للأوكرانيين على الأسلحة الرئيسية، بما في ذلك مدافع الهاوتزر وما لا يقل عن نوعين من الطائرات المسلحة دون طيار، بحسب الوكالة.
مساعدات عسكرية مستمرة لأوكرانيا
أعلنت الولايات المتحدة، الاثنين، تمويل أوكرانياً عسكرياً بقيمة 713 مليون دولار، وتخصيص 15 دولة حليفة وشريكة في أوروبا حوالي 322 مليون دولار لدعم كييف.
ويختلف هذا التمويل عن المساعدة العسكرية الأميركية السابقة لأوكرانيا، فهو ليس تبرعًا بالأسلحة والمعدات من مخزونات البنتاغون ولكنه بالأحرى نقود يمكن أن تستخدمها الدول لشراء الإمدادات التي قد تحتاجها.
يأتي ذلك في وقت تقول فيه كييف، إنها بحاجة إلى المزيد من الأسلحة، بما في ذلك أنظمة الدفاع الجوي بعيدة المدى والطائرات المقاتلة والدبابات وأنظمة الصواريخ متعددة الإطلاق.
بوتين وأمد الحرب
يقول، فيليب بريدلوف، الجنرال الأميركي المتقاعد الذي قاد الناتو في أوروبا في الفترة من 2013 إلى 2016، إن بوتين حصل على ما لم يريده، في أوكرانيا وأماكن أخرى على الأطراف الروسية وهو “تدفق الأسلحة، حضور الناتو بشكل أكبر، ووجود أميركي أكبر في أوروبا”.
وقبل شن الغزو على أوكرانيا، قال، بوتين، إن موسكو لا يمكنها أن تتسامح مع ما يراه محاولة غربية لجعل أوكرانيا عضوا بحكم الواقع في حلف شمال الأطلسي.
وقبل الغزو كان هناك احتمالية ضئيلة لانضمام أوكرانيا إلى الناتو، لكن الحرب الروسية جعلت الناتو أقرب إلى أوكرانيا.
ليس ذلك فقط، فقد كانت النتيجة منح أوكرانيا فرصة تدشين دفاعات ناجحة، في منطقة دونباس الشرقية حيث يتمتع الروس بمزايا معينة وحيث يقاتل الانفصاليون المدعومون من روسيا منذ عام 2014.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية