مارس 28, 2024

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

شبح الحرب الأهلية يقترب.. المكونات الثلاثة في العراق ترسم السيناريوهات المرتقبة

شبح الحرب الأهلية يقترب.. المكونات الثلاثة في العراق ترسم السيناريوهات المرتقبة

يبدو أن الأوضاع المتسارعة في العراق لا تبشر بخير، وهنالك مخاوف من جر البلاد الى اقتتال داخلي “حرب أهلية”، عقب تداعيات اعلان نتائج الانتخابات الأخيرة، في ظل اعتراضات الكتل السياسية الخاسرة وتصعيد احتجاجاتها واعتصامها أمام أبواب المنطقة الخضراء، وسط العاصمة بغداد.

يوم الجمعة الماضي شهد مقتل أربعة أشخاص وإصابة أكثر من مئة آخرين بجروح إثر مواجهات بين قوى أمنية ومتظاهرين محتجين على نتائج الانتخابات، عندما حاولوا اقتحام المنطقة الخضراء، وقبل أكثر من أسبوعين بدأ المئات من المعترضين على نتائج الانتخابات، اعتصاماً قرب المنطقة الخضراء وسط بغداد، حيث يقع أيضا مقر المفوضية العليا للانتخابات، احتجاجا على “تزوير” يقولون إنه شاب الانتخابات التشريعية المبكرة، وشوهد مئات المتظاهرين يرفعون لافتات كتب عليها “كلا كلا للتزوير” ويرددون شعارات من بينها “كلا كلا للتزوير”، و”نعم نعم للحشد”، قرب أحد مداخل المنطقة الخضراء، وسط انتشار كثيف للقوات الأمنية في عدد من الشوارع المؤدية إلى المنطقة الخضراء، ذات التحصين الشديد، والتي تضم مقرات حكومية والبرلمان وبعثات دبلوماسية وسفارات.

رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، أعلن عن تعرضه الى محاولة اغتيال بطائرة مسيّرة مفخخة استهدفت مقر إقامته في المنطقة الخضراء في بغداد فجر الأحد، وكتب على حسابه الرسمي في تويتر أنه بخير، داعياً إلى “التهدئة وضبط النفس من الجميع من أجل العراق”، فيما أعلنت خلية الإعلام الأمني أن الكاظمي تعرض لمحاولة اغتيال فاشلة بواسطة طائرة مسيرة مفخخة حاولت استهداف مكان إقامته في المنطقة الخضراء ببغداد، من دون أن يصاب بأي أذى، في حين سُمع صوت صافرات الإنذار من السفارة الأميركية داخل المنطقة الخضراء في بغداد عقب سقوط الصاروخ.

سياسيون من أطراف كوردية وسنية وشيعية، أبدوا مخاوفهم من القادم في البلاد، لاسيما عقب التوترات الأمنية التي تمثلت بسقوط قتلى وجرحى خلال المصادمات بين القوات الأمنية والمحتجين على نتائج الانتخابات، يوم الجمعة، ومن ثم بعدها بيوم تعرض منزل رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي الى قصف بطائرات مسيّرة “درون” اسفرت عن أضرار مادية في المبنى والعجلات القريبة منه.

“أنزه انتخابات بتاريخ العراق”

عضو حزب الاتحاد الاسلامي الفائز في الانتخابات مثنى أمين، يقول لشبكة رووداو الإعلامية، يوم الاثنين (8 تشرين الثاني 2021)، إنه “ينبغي الذهاب الى القبول بنتائج الانتخابات خصوصاً مع عدم توفر ادلة جدية على حدوث تزوير بهذا الخصوص”، مبيناً أن “هذه القوة التي تقوم بفرض ارادتها بالقوة على الشارع وتريد خلق التبريرات للازمات، ستخسر، وربما العراق سيخسر معه الكثير”.

“المفروض الذهاب الى حالة من التعقل والقبول بهذه النتائج والبناء عليها ومحاولة استدراك بعض ما فات من خلال نوع من التوافقات”، وفقاً لأمين، الذي أضاف أنه “مع عدم وجود أدلة جدية على حدوث خروقات أو تزوير في الانتخابات فعلى كل القوى السياسية أن تقبل بهذه النتائج”.

أما بشأن تشكيك بعض الجهات السياسية بنتائج الانتخابات، رأى أمين أنه “في اقليم كوردستان لم نشهد انتخابات أنزه من هذه الانتخابات، وهذه حقيقة تسندها مجموعة كبيرة من الوقائع والأدلة”، واصفاً الانتخابات التي جرت بأنها “أنزه انتخابات في تأريخ العراق، ولا نرى أي تبرير لهذه الحركات والتصعيد من بعض القوى السياسية”.

عضو حزب الاتحاد الاسلامي، اعرب عن أمله في أن “يجعلوا الأمن والاستقرار فوق أي اعتبار، والا سنخسر البلد”، مشدداً أنه “اذا استمروا على هذا النحو سيذهب البلد الى المزيد من الكوارث والصدامات، ويتوقع ان ينجر هذا الامر الى حرب اهلية”.

أمين، لفت الى أنه “كان هنالك تزوير واسع وتهكير في انتخابات 2018 اعترف بها الجميع لاحقاً، ونحن من القوى التي خسرت في تلك الانتخابات بسبب ذلك التزوير، لكننا قبلنا بنتائجها وذهبنا الى الامام دون المساس بالسلم الأهلي والاستقرار والمكتسبات الديمقراطية في البلد”، مردفاً أن “القوى التي خسرت الآن وتعتقد ان هنالك تزويراً وتتشبث بالعنف والسلاح، اذا بقيت مصرة وتؤزم الوضع وتقوم بمثل هذه الحركات، فسنقرأ على البلد السلام وسيذهب الى الحرب الأهلية والصدامات المسلحة، وستذهب الكثير من الدماء، وبالنتيجة سيخسر الجميع ولن يكون هنالك رابح ونضطر الى العودة لهذه النقطة ونبني عليها مرة أخرى”.

وأضاف أنه “من المفترض أن يتصرف هؤلاء الناس بحكمة وعقلانية، ويتم القبول بهذه النتائج حتى لو لم تكن مرضية لهم، وتبحث عن ما يمكن ان يحدث من توافقات بأي طريقة أو أخرى”.

في خضم الأحداث، أدان رئيس الولايات المتحدة الأميركية جو بايدن “بشدّة” استهداف مقرّ رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، مشيراً الى وجوب معاقبة المسؤولين عن “الاعتداء الإرهابي على الدولة العراقية، مبيناً أنه طالب فريق الأمن القومي “تقديم جميع المساعدات المناسبة للقوات الأمنية العراقية، في حين قيامها بالتحقيقات والبحث عن المسؤولين عن الاعتداء”.

“الجميع خاسرون بالحرب الأهلية”

من جانبه، يقول السياسي الفائز في الانتخابات مشعان الجبوري، لشبكة رووداو الاعلامية، يوم الاثنين (8 تشرين الثاني 2021)، إن “الوضع في العراق غير جيد الآن، ولا توجد غير لغة الحوار لحل الوضع الحالي”، مبيناً أنه “لا توجد حرب أهلية في التاريخ انتصر بها فريق على آخر، فالجميع يخسر في المواجهات بين أبناء الشعب أو الدولة الواحدة”، عاداً الوضع في العراق “مزرياً وصعباً”.

بخصوص امكانية تشكيل الحكومة في وقت قريب، اشار الجبوري الى أنه “قبل ان تصادق المحكمة الاتحادية على نتائج الانتخابات ونرى الردود في ضوئها، لا يمكن معرفة ذلك”.

“قبل يومين كنا في اجتماع مع وفد الحزب الديمقراطي الكوردستاني في بغداد وانتهينا من الاجتماع في الساعة 11 ليلاً، لكن في الساعة الثانية ليلاً هاجموا منزل رئيس الوزراء، لذا اي كلام تحدثنا به لم تعد له أهمية ولم يعد قابلاً للتحقيق في ضوء ما جرى”، وفقاً للجبوري.

اقتتال داخلي وفوضى

بدوره، يقول القيادي في تحالف العقد الوطني حيدر التميمي، لشبكة رووداو الاعلامية، يوم الاثنين (8 تشرين الثاني 2021)، إن “أي تصعيد في أي جانب يضر بجميع الاطراف، وبالتالي على الجميع الانصات الى الأصوات التي تنادي بالتهدئة وسلوك السبل القانونية واحترام المعايير التي وضعها الدستور وكفل حرية التعبير”.

ونوّه الى ان “من يريد التظاهر من حقه ان يتظاهر، ومن حق من يريد الاعتراض أن يعترض”، موضحاً أن “أغلب المطالب شرعية وأخذت السبل القانونية ولم تتجه باتجاه مخالف للقوانين والأنظمة، وبالتالي نحن نطالب الحكومة أن تأخذ مسؤوليتها على اعتبار انها الحامي للعملية السياسية، ومسؤولة عن الاجهزة الأمنية وأخذ أعلى درجات الانضباط والحفاظ على الجمهور والمتظاهرين والوضع”.

“ناشدنا رئاسة الجمهورية باعتباره الحامي للدستور ان يكون جزءاً من التهدئة في الموضوع، وعلى الجميع أن يجلسوا الى طاولة حوار، وأن لا يخرجوا من اطار الدستور والمعايير الدستورية، ولا تسهم الأطراف في جر العملية الى اقتتال داخلي أو خلق فوضى داخل البلد لا تنفع أحداً اطلاقاً”، وفقاً للتميمي.

القيادي في تحالف العقد الوطني، رأى أن “على الجميع ان يتقبلوا النتائج التي ستكون فيصلاً للجميع، وهنالك السبل القانونية لاتباعها، ومن يريد الدخول في اطارات للتفاهمات مع كتل سياسية ويسعى الى تشكيل الحكومة فالباب مفتوح، ومن يبقى في محله ويأخذ دور المعارضة فالباب مفتوح ايضاً، لذا على الجميع ان يضعوا العراق وواقعه قبل كل شيء”.

التميمي، لفت الى أن “العراق مر بأزمات متعددة، لذا فهو يحتاج الى ان يستقر بعض الشيء، لاسيما بعد أزمات جائحة كورونا والتظاهرات السابقة والواقع الاقتصادي، وأمور نحتاج الى ترميم بلدنا وعمليتنا السياسية”، مؤكداً أنه “من غير الصالح لجميع الأطراف تحول الاعتراض الى اقتتال داخلي، لذا على الجميع السعي الى اطار التفاهمات والحوار البناء والهادف”.

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi