أكبر موجة تهجير طائفي تكتسح جنوب العراق
وكالات: تشتد حملات التهجير الطائفي لاخلاء مناطق واسعة من محافظة البصرة من سكانها الأصليين تنفذها مليشيات مسلحة وسط صمت مريب من ادارة محافظة البصرة والهيئات الحكومية المركزية. واستهدفت التهجيرات القسرية عبر التهديد قضاء الزبير على نحو خاص ثم انتقلت الى مناطق اخرى في ابوالخصيب وسواها.
حيث عثر امس على جثتي شقيقين يمتلكان متجرا لبيع الخضار قتلا تحت التعذيب بعد خطفهما امس الاول في البصرة في اطار عمليات القتل على الهوية الطائفية والتطهير الطائفي الذي تشهده البصرة ضد اهل السنة والذي تنفذه الملشيات أمام انظار ومسامع السلطات المحلية والحكومة المركزية في بغداد التي تتلقى تقارير منتظمة حول نزوح مئات الالاف من اهل السنة الى غرب العراق ودول الخليج تاركين بيوتهم وممتلكاتهم خشية الاغتيال.
وقرر الوقف السني اغلاق جميع المساجد في البصرة واختصار الشعائر على الاذان فيما تنظم اليوم الثلاثاء عشائر وأعيان البصرة تظاهرة احتجاج ضد التهجير الطائفي.
وقالت مصادر سياسية بحسب صحيفة “الزمان” ان ملشيات تنفذ عمليات قتل ضد اهل السنة في البصرة على الهوية الطائفية خاصة في الاحياء المختلطة بهدف تطهيرها طائفيا. ولم تعلن السلطات عدد الذين طالهم الاغتيال لكن المصادر قالتان عمليات القتل الطائفي يوميا في البصرة واحيانا تنفذ ضد عائلة واحدة. وقالت المصادر الاسبوع الماضي عثر على عائلة من اهل السنة تتكون من الاب والزوجة وبناتهما الثلاث.
واوضحت ان عمليات القتل على الهوية والتطهير الطائفي في البصرة كانت مسبوقة بتوزيع منشورات جرى تعليقها على ابواب مساجد اهل السنه تطلب منهم الرحيل عن المدينة او مواجهة القتل خلال اسبوع واحد. واوضحت المصادر ان مدينة الزبير التاريخية التي يسكنها السنة من قرون خالية الان منهم فقد نزح سكانها جميعا تقريبا الى دول الخليج بفعل التهديدات التي تلقوها من الملشيات بالقتل بحسب مانشرته صحيفة الزمان.
واوضحت المصادر بحسب الزمان، ان اكثر من مائة عائلة تنتمي الى عشيرة السعدون العربية المقيمة في جنوب العراق من قرون قد اضطرت الى النزوح من البصرة والناصرية الى محافظة تكريت نتيجة التهديدات التي تلقتها.
ويلوم وجهاء السعدون زعماء عشائر البصرة والناصرية على هذا الصمت وهم يشهدون جرائم التهجير تجري أمامهم. وكان الشيخ مزاحم الكنعان التميمي رئيس قبيلة بني تميم، والذي كان شغل منصب أول محافظ للبصرة بُعيد الاحتلال إثر سقوط النظام السابق، قال إن اغتيالات تستهدف أهل السنة في البصرة، وتتم بدفع من جماعات معروفة لدى مسؤولي أجهزة السلطة والأحزاب السياسية الحاكمة الذين يغضّون الطرف عنها، ولم تبدر منهم أية بادرة لوقف هذا الإجرام لأسباب سياسية أو بدافع الخوف من تلك الجماعات. وتسود أجواء من الخوف بين سكان منطقة حمدان ببلدة أبو الخصيب ذات الغالبية السنية جنوب البصرة والذين تم اغتيال عدد منهم. كما يسود الرعب منطقة بلد محزوم بالبصرة التي يروّج بعض المتطرفين أن الفكر السلفي منتشر فيها، ما يجعل سكانها مرشحين للاغتيال. ويعيش في مدينة البصرة خليط من السنة والشيعة العرب، وقد تعايشوا على مر عقود طويلة دون أن يعكر صفو تلك الحياة الاجتماعية الهادئة أي عنف أو بغضاء بين الطائفتين. وتجسد التعايش في الزيجات المشتركة والمشاركة بالأعمال التجارية، وقد أصبح اسم البصرة رمزا للتعايش السلمي بين أبناء الشعب العراقي.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية