أبريل 16, 2024

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

تقرير: نفوذ داعش من حلب إلى عتبة بغداد.. ومخاوف من تحول الانبار لسوريا ثانية

تقرير: نفوذ داعش من حلب إلى عتبة بغداد.. ومخاوف من تحول الانبار لسوريا ثانية

شفق نيوز/ ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الامريكية، الثلاثاء، ان مناطق عدة في الانبار ومنها الفلوجة، لم تزل تخضع لسيطرة المسلحين، فيما اشارت الى ان خبراء بدأوا يتحدثون عن مساحة شاسعة من الأرض تمتد من حلب في سوريا وتمر بالانبار ومن ثم إلى عتبة بغداد التي يسيطر عليها المتشددون الإسلاميون.

وقالت الصحيفة في تقرير اطلعت عليه “شفق نيوز”، انه بالإمكان رؤية القناصة فوق أسطح المنازل عبر الفلوجة، بانتظار الحصول على فرصتهم لاطلاق النار على جنود الحكومة اذا تقدموا، كما جرى تلغيم المنازل لتنفجر أيضا في حال اندفاع الجنود في داخل المدينة، مبينة ان الطرق قد زرعت بعدد لا يحصى من القنابل المخبأة، من النوع الذي قتل كثيرا من الجنود الأمريكيين.

وتشير الصحيفة الأمريكية إلى أن الفلوجة، وبقية مدن محافظة الأنبار، من اكثر الاماكن في العراق التي سعت فيها الولايات المتحدة لترويض التمرد الذي اعقب غزوها، ولكن الآن، فإن الكثير من المناطق أصبحت مرة أخرى خارج سلطة الحكومة المركزية وتحت سيطرة الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش”، وهي جماعة جهادية راديكالية تعمل بمعزل عن تنظيم القاعدة الذي أصر على السماح لقتل الشيعة من دون تمييز.

وتتابع ان هذا الواقع يظهر أن الحكومة عاجزة عن علاجه، وذلك الامر اعطى مسبقا مسوغا للحرب الأمريكية؛ وهو يشكل الآن خلفية للانتخابات المقررة يوم غد الأربعاء، وهي اول تصويت في انتخابات وطنية في العراق منذ انسحاب قوات الولايات المتحدة في نهاية 2011، و أنه من الواضح أنها ستعقد وسط تزايد العنف المسلح و العنف الطائفي.

وتذهب الصحيفة في تقريرها إلى أن الخوف الأكبر، برغم ذلك، هو أنه لا يوجد طريق للعودة هذه المرة، وأن التقسيم الطائفي للأمة ترسخ كما تركز الحكومة قواتها على حماية مقاعد سلطتها في بغداد، مع وصول القتال الى ابي غريب، على الطرف الغربي من بغداد، وبمسافة أقل من 20 كيلومترا من مركز المدينة، كما أغلقت الحكومة مؤخرا السجن المركزي في ابي غريب، وازدادت قوة المسلحين في محافظة صلاح الدين، إلى الشمال من بغداد ، وفي محافظة ديالى ، شمال شرق العاصمة.

وتقول مديرة الأبحاث في معهد دراسة الحرب في واشنطن، الذي يتابع عن كثب القتال في الانبار، جيسيكا لويس، ان “كل السهام تشير نحو بغداد الآن”.

وتذكر الصحيفة ان قوات الأمن العراقية كانت قد صرفت على التدريب من قبل الولايات المتحدة مليارات الدولارات، ومع ذلك فهي غير قادر على طرد المسلحين، وانها في محاولة لطلب مساعدة الولايات المتحدة قد جعلت الأمور أكثر سوءا عندما ضغطت على الحكومة لتسليح القبائل في المنطقة لمحاربة المتطرفين، وهي الاستراتيجية التي عملت الولايات المتحدة منذ البداية على تنفيذها لاستعادة النظام في المنطقة.

ومنذ كانون الثاني الماضي، سارعت واشنطن بتزويد العراق بالذخائر الحربية،  بما في ذلك 14 مليون طلقة ذخيرة وأكثر من 250 الف قذيفة، وتنقل الصحيفة عن مسؤولين وزعماء القبائل قولهم إن تسليح القبائل لم ينجح، وبعض تلك الأسلحة الأمريكية التي جرى توفيرها هي الآن في أيدي المسلحين، اذ شوهدت لديهم بعد ان اعتقلوا خلال الاشتباكات.

وينقل التقرير عن الشيخ وسام الحردان، وهو زعيم قبلي في ناحية الكرمة، قرب الفلوجة قوله ان “تسليح القبائل في الانبار كان خطأ كبيرا”، مبينا انه “يعارض سيطرة كل من الحكومة المركزية والإسلاميين المتطرفين على المنطقة وان هذا يدفع القبائل لمحاربة القبائل الأخرى، وحيازة الأسلحة من قبل الجماعات المسلحة”.

وتلفت الصحيفة الأمريكية إلى أن “السكان الذين بقوا في الفلوجة، الذين دعموا المسلحين يعانون من ممارسات قاسية من المتطرفين الاسلاميين المتحالفين مع تنظيم القاعدة في الامارة التي أنشئت قبل عشر سنوات، قبل أن يتم طردهم من قبل مشاة البحرية الأمريكية في القتال الدامي الذي حصد مئات الأرواح”.

وتضيف ان “المتمردين، نظموا عملية جمع القمامة من قبل السكان ويسمح للرجال بتدخين السجائر وليس مطلوبا منهم اطالة لحاهم، وان النساء، يفرض عليهن الحجاب الكامل، أي النقاب”، وتقول امرأة تبلغ من العمر 24 عاما قدمت فقط اسمها الأول، سوسن، “أنا يمكن أن اظهر عيني فقط ولا شيء غير ذلك ولا يسمح بأي ماكياج”.

وتقول انها كانت “تتطلع إلى التخرج من الجامعة هذا العام، ولكن جرى إغلاق الجامعة وان مستقبلا مجهولا ينتظرنا، ولا توجد أي بارقة أمل في داخلنا”.

وإضافة إلى المشهد القاتم، ومع مكاسب المتشددين في محافظة الأنبار و التمرد في العراق واقتران ذلك على نحو متزايد مع الحرب الأهلية في سوريا فان خبراء ومسؤولين بدأوا يتحدثون عن مساحة شاسعة من الأرض تمتد من حلب في سوريا مرورا بمحافظة الأنبار لتصل إلى عتبة بغداد التي يسيطر عليها المتطرفون الإسلاميون، بحسب التقرير.

وتقول الصحيفة إن قوات الأمن العراقية فقدت الارض، وتكبدت خسائر يشاع أنها بالالوف ولكن لم يكشف عنها من قبل الحكومة، ودمرت الجسور من قبل المسلحين، واستولوا على السدود، وقطعوا إمدادات هامة من المياه إلى الجنوب، وتسببوا بالفيضانات في المناطق المحيطة بالفلوجة ويجرون عروضا عسكرية في شاحنات استولوا عليها من القوات الخاصة العراقية.

وبحسب التقرير فإن المقاتلين في الانبار ، مزيج من المتطرفين و المقاتلين القبليين المحليين ، وهم  أفضل تدريبا من الذين واجهوا الأمريكيين، مشيرا الى ان السكان المحليين ، بما في ذلك بعض شيوخ القبائل ، بعد ان شهدوا قوة المتمردين في ساحة المعركة، والسلطة التي يمارسونها في داخل المجتمعات المحلية، هم الآن أكثر ميلا إلى المتطرفين من حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي،  وان الميليشيات القبلية تقاتل احداها الأخرى في بعض الأماكن ، وهذا يعقد المعركة.

وتقول، ماريا فانتابي، محللة أوضاع العراق في “مجموعة الأزمات الدولية”، وهي منظمة تسعى لحل النزاعات، ان “ما أخشاه ، هو أن الأنبار و الفلوجة ستتحولان إلى سوريا ثانية، و ان جهود المزيد والمزيد من العراقيين ستتركز على حماية المنطقة الخضراء”.

ويقول بلال الجبوري، 32 عاما، وهو عاطل عن العمل ويعيش بالقرب من مدينة الرمادي، ان  “هذه المجموعات لديها القدرة على قتلي، وأنهم يسيطرون على أجزاء كثيرة من الانبار”، مضيفا “ولا معنى لأن اضع حياتي في خطر، بعد كل شيء ، ونحن لم نحصل على شيء من الانتخابات السابقة”.

ويقول أحد المرشحين السابقين من قرية قرب الفلوجة، الذي كان مرعوبا جدا لإعطاء اسمه، انه اختطف مؤخرا من قبل مسلحين ظهروا في منزله في سيارة رياضية، مبينا انه  “قالوا لي يجب الانسحاب من الانتخابات أو أننا سوف نقتلك وأسرتك ونحرق منزلك اذا أعطت الدولة الإسلامية أوامرها”.

محمد انمار ، وهو نجار ، ويعمل في بيع الأثاث لكسب لقمة العيش، يقول “الآن أنا مجرد عاطل، وبانتظار ما سيحدث في الزمن المقبل في هذه المدينة التي هي ميتة،  لقد كانت لدينا حياة هنا، اما الآن، فلا عمل ، ولا أي نبض يشعرنا بالحياة”.

يذكر ان الأمم المتحدة قدرت أن مئات الالوف من سكان الانبار فروا من القتال ، مما يديم دورة النزوح والعودة التي بدأت بعد الغزو الأميركي في عام 2003 ، ولم ينقطع تماما.

ويظهر التقرير انه عندما يقبض المسلحون على الجنود العراقيين، عادة يتم إعدامهم على الفور، ولكن رجال الشرطة المحلية، الذين هم من السنة و من المنطقة، فيعطون الفرصة، إذا رجعوا وتابوا عن خدمتهم للحكومة و تعهدوا بالولاء للدولة الإسلامية في العراق والشام، فانها تقدم لهم السلاح، يعطى مرتبا و للعمل كجندي في الحرب ضد الحكومة.

ويختتم تقرير النيويورك تايمز بالقول ان “المقابلات  الأخيرة مع سكان الفلوجة رسمت صورة بائسة من الخوف وعدم اليقين و توقف الحياة، كما أغلقت المدارس ، وجرى توقف مراسيم الزواج ،؛ كما ان عددا من الصحفيين المحليين القليلين الذين بقوا تعرضوا للتهديد بالقتل”.

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi