الموصل تصحو على خروج احد جسورها الرئيسية الخمسة عن الخدمة
تفاجأ الموصليون صباح اليوم الاحد، بخروج احد الجسور المؤقتة في الموصل عن الخدمة بسبب اضرار في قطع الجسر.
وأبلغ شهود عيان من سكان المدينة وكالة شفق نيوز “انهم تفاجأوا بإغلاق الجسر الخامس في المدينة صباح اليوم ومنع عبور العجلات منه بسبب اضرار فيه مما خلق ازمة خانقة على باقي جسور المدينة بسبب حيوية هذا الجسر واهميته”.
ويشار إلى ان الجسر الخامس الذي يربط بين حيي المهندسين والشفاء تعرض لضربات جوية كبقية جسور الموصل الخمسة اثناء عمليات التحرير وتم نصب قطع حديدة قبل عامين تقريبا على الأجزاء المتضررة منه لإعادة افتتاحه بصورة سريعة، وجاء هذا العمل بمبادرة من وزارة الدفاع العراقية بعد ان شاهد القادة الامنيون حجم الازمة التي تعيشها المدينة.
إعمار الجسور
وبالرغم من مرور الذكرى الرابعة على اعلان انطلاق عمليات تحرير الموصل، الا ان المدينة ماتزال تعيش في دوامة من المشاكل والأزمات، التي يعد أهمها جسور المدينة والتي لم يعد منها الا اثنان الى الخدمة وهما الجسر الأول والثاني اما الجسرين الخامس والرابع تم افتتاحهما بصورة مستعجلة فيما يتواصل العمل على اعمار الجسر الثالث.
اما عن وقت افتتاحه يقول مدير طرق وجسور نينوى عبد الستار الحبو لوكالة شفق نيوز أن “الجسر سينجز سينتهي خلال هذا العام وبعد افتتاحه سيتم إحالة الجسرين الرابع والخامس الى الاعمار”.
جسر واحد
في حين يرى مواطنون ان الازمة ستبقى مستمرة لسنوات مقبلة، ومما يزيد الأمور تعقيدا هو موقع الموصل الجغرافي الذي يجعلها حلقة وصل ما بين شمال العراق وجنوبه والطريق الاسهل لنقل البضائع من تركيا الى العراق وهذا الامر يجعل الاف الشاحنات تمر بالمدينة متجهة الى المحافظات الجنوبية والوسطى.
“نحن نعيش الاذلال والهوان منذ ثلاث سنوات ولا يوجد سوى جسر عائم واحد” يقول سائق الشاحنة لنقل البضائع والمواد الغذائية أحمد الراشدي، ويشير أن “هذا الجسر الوحيد الذي يسمح لنا باستخدامه للعبور ونحتاج الى يومين او ثلاثة أيام حتى نعبره واحيانا يجبروننا على انزال جزء من الحمولة قبل عبور الجسر ونقلها بعجلات صغيرة ومن ثم إعادة تحميلها بعد عبور الجسر”.
العبور لمن يدفع
ويضيف الراشدي أن “من يدفع (المال) للقوات المسيطرة على الجسر سيسمح له بالعبور حتى لو كانت حمولته اكثر من 70 طناً”، ويردف “القانون لمن يدفع وليس لمن يحمل وصولات اوزان رسمية معترف بها في كل مكان”.
ويعبر احمد عن اسفه لما يحصل من تهميش واهمال للمدينة ويرى ان “اعمار الجسور هو الشريان الحقيقي لإعادة الحياة الاقتصادية اليها واحياء الأجزاء الغربية منها”.
غير أن سائق الشاحنة لم يكن متفائلا بشأن اعمار الجسور: “حتى ان اعادوا اعمارها فلن يسمح بمرور الشاحنات عليها حتى لا تتعرض للأضرار فإعمارهم لا يمكن الوثوق به”، مؤكدا أن “خروج الجسر الخامس ليس بسبب الشاحنات الفارغة التي تستخدمه للعبور الى الجانب الايسر انما بسبب الفساد والسماح بعبور شاحنات محملة عبر هذه الجسور وفي نهاية المطاف الإهمال والفساد يزيدان من معاناتنا يوماً بعد يوم”.
دوامة الصراعات
وفي شأن تأخر اعمار الجسور يرى الناشط المدني سعد عامر ان “الموصل تعيش في دوامة من الصراعات السياسية ولا احد يكترث لمعاناة أهلها”، لافتاً إلى أن “هذه الازمات التي تعيشها الموصل ستستمر لعدة سنوات قادمة ولا حياة لمن تنادي”.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية