عراقيون يتهافتون على زرع الشعر بطهران لإعادة الحياة لصحراء صلعاتهم
شفق نيوز/ لم يتصور هاني سليمان ان باب الأمل سيفتح امامه من جديد للتخلص من صلعته التي هي محل سخرية اصدقائه منذ عقد من الزمان مقابل نحو الفي دولار امريكي، وان خلاصه سيكون باعادة زرع الشعر في “صحراء راسه القاحلة”. حسب قوله.
ويقول في حديث لـ”شفق نيوز” ان “سقوط شعر الراس وخاصة للشباب في مقتبل العمر مشكلة لا يعرفها الا من يعانيها”.
واضاف “الكثير من اصدقائي كانوا يسخرون من راسي وصلعتي بمناسبة او بدونها، رغم انني لم اتمم العقد الثالث بعد”.
سليمان، وهو مدرس في محافظة نينوى، يسرد قصته مع زراعة الشعر بالقول “تناهى لسمعي ان العشرات من العراقيين الصلع يتوجهون لطهران لاعادة زرع الشعر في الصحاري القاحلة من صلعاتهم”.. قالها بسخرية.
وينوه الى ان “المشكلة كانت، حسبما سمعت، في الحجوزات ومواعيد زراعة الشعر”.
ويضيف بالقول “حزمت امري وتوجهت لطهران، والى عنوان وصفه لي زميل اصلع اخر سبقني بزرع الشعر، ثم حجزت لي موعدا بعد اربعة ايام لاولى جلسات زرع الشعر”.
ويقول ان “الجلسة الاولى شملت (قلع) بصيلات شعر من راسي وتحديدا من منطقة خلف اذناي واعلى رقبتي، لان الطبيب الايراني قال ان هذا الشعر هو اخر ما يسقط من الانسان وهو الشعر المعمر غالبا”.
وتابع بالقول “تم قلع 4500 بصيلة خلال 4 جلسات، وكان مساعدون للطبيب الايراني يضعون البصيلات في محلول خاص، ثم كان يتم زرعها في صحارى الراس القاحلة، وهذا يتم بالاتفاق بين الطبيب والشخص المعني، وهذا طبعا بعد اجراء عملية تخدير موضعي لفروة الراس”.
ويوضح سليمان بالقول “حسب تاكيدات الطبيب الايراني، فانه ينمو من البصيلة الواحدة شعرة واحدة الى اربع شعرات وهذا يعتمد على طبيعة ونوع شعر الشخص المراجع”، مبينا ان “الغاية ليست العودة بشعر الراس الى 20 سنة ماضية، بل تغطية خفيفة للصلعة المزعجة”.
وبحسب سليمان فان “المئات من العراقيين يراجعون العيادات الايرانية الخاصة بزراعة الشعر، وان طبيبي الايراني قال انه اشرف على زراعة الشعر لمئات العراقيين وهناك حجوزات لا تحصى لاخرين”.
وحول اسعار اعادة زرع الشعر، افاد سليمان بالقول “بالنسبة لي زرعت 4500 بصيلة بكلفة 1800 دولار، وبعملية حسابية فان كلفة زرع البصيلة الواحدة يقارب الـ 450 دينارا، وليس بضمنها تكاليف السفر والاقامة والطعام وغيرها”.
وافاد بانه “من المحتمل ان ينمو شعري مجددا وسيكون بامكاني حلاقته اذا تجاوز الطول الذي ارغب به، وهذا كان حلما كبيرا بالنسبة لي ولامثالي”.
وتحسنت بعد 2003 مدخولات الفرد العراقي وبالتحديد الموظفون.
وبطبيعة الحال كان لهذا السبب الرئيس لتشجيع اغلب العراقيين على اجراء عمليات تجميل ومنها زراعة الشعر.
وكان اغلب الراغبين بزراعة شعر الرأس يتوجهون إلى الهند نسبة لتطوير العلم هناك، إلا أن التوجه لنيودلهي له تكاليفه الباهظة عوضا عن اسعار العمليات.
وهذا الامر شجع من ناحية اخرى العراقيين على قصد ايران واجراء تلك العمليات هناك، حيث أن تسعيرة العمليات تكاد تصل لنصف قيمة تكلفة العمليات في اماكن اخرى، بحسب بعض العملاء.
خ خ/ ع ص/ م ف
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية