الواشنطن بوست: معركة الأنبار من أكبر التحديات التي تواجهها حكومة المالكي والاردن اصبحت مقرا للتخطيط لثورة
المدى برس/ بغداد: كشفت صحيفة أميركية معروفة، اليوم الخميس، عن قيام مجموعة من رؤساء العشائر ورجال الدين العراقيين بالتخطيط من العاصمة الأردنية عمان، لـ”ثورة” يخوضونها في بلدهم انطلاقاً من الأنبار، لـ”تحرير” البلاد من “النفوذ الإيراني” وتشكيل حكومة “غير طائفية”، وفي حين بينت أن المعركة التي تخوضها القوات الحكومية في الفلوجة حالياً “أكثر تعقيداً” من تلك التي خاضتها القوات الأميركية قبل عشر سنوات، عدت أن ذلك يمثل “واحداً من أكبر التحديات” التي تواجهها حكومة المالكي منذ انسحاب تلك القوات من العراق نهاية العام 2011.
وتقول صحيفة الواشنطن بوست The Washington Post الأميركية، في تقرير لها، اليوم، اطلعت عليه (المدى برس)، إن “رؤساء عشائر ورجال دين، يخططون من خلال مكاتبهم، وسط العاصمة الأردنية عمان، لثورة يخوضونها في بلدهم”.
وتنقل الصحيفة، عن مثنى الضاري، رئيس المكتب الإعلامي لهيئة علماء المسلمين، وهو نجل رئيسها، حارث الضاري، الذي تتهمه الولايات المتحدة بصلته بالمجاميع الإرهابية، قوله “إنها الحرب”، وتبين أنه “يضع على جدران مكتبه، في عمان، خرائط أقمار اصطناعية لمنطقة الأنبار التي تدور فيها معارك بين القوات الحكومية ومسلحين”.
وتذكر الواشنطن بوست، أن “الأردن برزت بهدوء خلال السنتين الماضيتين، كقاعدة لزعماء العشائر الذين يقولون إنهم يخوضون معركة جديدة لإسقاط حكومة نوري المالكي، ووضع حد للنفوذ الإيراني في المنطقة”.
وتوضح الصحيفة، أن “قادة هيئة علماء المسلمين في العراق، عمدوا خلال الأشهر الأخيرة، إلى تحقيق تقارب قوي مع قوى عسكرية برزت في المنطقة بعد قيام القوات العسكرية الحكومية بالتحرك في كانون الثاني 2014، لاسترجاع مدينة الفلوجة،(62 كلم غرب العاصمة بغداد)، من المسلحين الذين بسطوا سيطرتهم عليها خلال كانون الأول 2013 المنصرم”.
وترى The Washington Post، أن “معركة الفلوجة الآن أكثر تعقيداً مما كانت عليه قبل عشر سنوات، عندما اضطرت القوات الأميركية إلى تدمير المدينة لطرد مسلحي القاعدة منها”، وتتابع أن “حكومة المالكي تحاول اليوم طرد مسلحي القاعدة من المدينة، وفي الوقت نفسه تسعى لكسب رضى العشائر فيها”.
وتنقل الصحيفة عن نائب مستشار الأمن الوطني العراقي، صفاء رسول حسين، قوله إن “العشائر منقسمة على نفسها لعدة مجاميع”، ويضيف أن “بعض العشائر يكون فيها موقف الأب غير ذلك الذي يتخذه ولده، وأن بعض أفراد العشائر يقاتلون إلى جنب القاعدة في حين يقاتل آخرون ضدها”.
وتواصل الواشنطن بوست، قائلة إنه في “الوقت الذي تؤكد فيه هيئة علماء المسلمين، أنها لا تمتلك أي تمثيل عسكري ضمن المجلس العسكري المشكل لقيادة العشائر في الأنبار، فإن البعض من المسؤولين فيها أقروا بأن لهم تحالفاً مؤقتاً مع تنظيم القاعدة الذي نفى صلته مؤخرا بتنظيم مسلحي الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام المعروف بـ(داعش)”.
ويقول مثنى الضاري، بحسب الصحيفة، “نحن نعتبر الحكومة العراقية غير شرعية لأنها صنيعة الاحتلال الأميركي”، ويضيف، أن “المالكي هاجم الشعب لذلك فإنهم يدافعون عن أنفسهم وقد انتفضوا وثاروا، ولهذا فإن المعركة تحولت الآن إلى ثورة”، بحسب رأيه.
ويؤكد الضاري، أن “المقاتلين مسلحين بقاذفات الصواريخ والمدافع الرشاشة مع المتفجرات ويستهدفون بهجماتهم القوات الأمنية العراقية والمؤسسات الحكومية بضمنها مطار بغداد والمنطقة الخضراء المحصنة”، وفقاً للصحيفة.
كما تنقل الصحيفة عن العضو “البارز” في هيئة علماء المسلمين، محمد بشار الفيضي، قوله، “نحن نخوض الآن ثورة مسلحة بقيادة مركزية، لذلك فإن كل الأمور أصبحت منظمة أكثر وعشوائية أقل”، ويؤكد أن “المجلس العسكري للعشائر يتميز بملامح الجيش النظامي المحترف، وأن هدف مقاتلي العشائر من مواجهتهم للقوات الحكومية هو تحرير البلاد من النفوذ الإيراني وتشكيل حكومة غير طائفية ترعى مصالح أهل السنة”، كما أوردت الواشنطن بوست.
وتعد The Washington Post، أنه برغم “كل شيء فإن الوضع الآن في الأنبار يمثل واحداً من أكبر التحديات التي تواجهها الحكومة منذ انسحاب القوات الأميركية من العراق نهاية العام 2011”.
وتنقل الصحيفة عن مسؤول عراقي، طلب عدم ذكر اسمه، قوله إن “قدرات المسلحين الذين يقاتلون القوات الحكومية في الأنبار، قد تحسنت بنسبة 100 بالمئة عما كانت عليه في السابق”، ويتابع أنهم “يمتلكون قناصة ماهرين وخبرات في مجال المتفجرات وتنفيذ الهجمات التي تحمل بصمات القاعدة”.
يذكر أن محافظة الأنبار، مركزها مدينة الرمادي،(110 كم غرب العاصمة بغداد)، تشهد منذ (الـ21 من كانون الأول 2013 المنصرم)، عمليات عسكرية واسعة النطاق، لملاحقة المجاميع المسلحة والتنظيمات “الإرهابية” مما أثر على وضع الأهالي واضطر مئات الآلاف منهم إلى النزوح خارج المحافظة أو داخلها، وخلق توتراً واستقطاباً حاداً في عموم العراق نتيجة ما أوقعته من ضحايا بين صفوف المدنيين والعسكريين فضلاً عن تدمير دور المواطنين والبنى التحتية.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية