يونيو 19, 2025

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

خبير أمني ألماني: أردوغان «يستعرض العضلات» بتهديده بإغلاق إنجرليك

خبير أمني ألماني: أردوغان «يستعرض العضلات» بتهديده بإغلاق إنجرليك

يعتقد أولريش كون من معهد بحوث السلم والسياسة الأمنية بجامعة هامبورغ في ألمانيا، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ليس جاداً بتهديداته حيال إغلاق قاعدة إنجرليك الأمريكية جنوب تركيا، وإنما «يستعرض العضلات» فقط، بعد التطورات الأخيرة في العلاقات بين أنقرة وواشنطن.

فقد وضعت أنقرة العلاقات الثنائية مع الولايات المتحدة الأمريكية على المحك بسبب شراء نظام صواريخ روسية اس 400 وعلى ضوء الهجوم العسكري في شمال سوريا. ومن جانبه أغضب مجلس النواب الأمريكي الحكومة التركية بإصدار قرار بغالبية الأصوات يقر بأن المذابح بحق الأرمن إبادة جماعية.

وذاد من درجة التصعيد بين البلدين بعد أن هدد رجب طيب أردوغان الأمريكيين بإغلاق قاعدة إنجرليك الجوية ومحطة الرادار في كوريجيك «إذا استدعت الضرورة»، أي إذا ما دخلت العقوبات التي يطالب بها بعض النواب الأمريكيين حيز التنفيذ.

يقول الخبير الأمني اللألماني، إن «التهديد جسيم، لأن الأمريكيين استخدموا في السابق القاعدة بكثرة ـ وحتى محطة الرادار في كوريجيك تبقى مهمة بالنسبة إلى حلف شمال الأطلسي في مواجهة الصواريخ. كما تعلب كورجيك دورا كبيرا في برنامج التحذير المبكر للحلف. لكنني لست متأكدا فيما إذا كان ينبغي اتخاذ هذا التهديد على محمل الجد. هذا يذكرني أكثر بلعبة الدجاج بين واشنطن وأنقرة ـ من يتنازل أولا يبرهن على خوفه ويخسر بذلك اللعبة».

ويردف «لا أتصور أن أردوغان سينفذ تهديداته. فأنقرة ستخاطر بعضويتها في حلف شمال الأطلسي. وهذا التصعيد سيلحق الضر أيضا بحلف شمال الأطلسي، فهناك تبعية متبادلة هائلة. ومن ثم سيكون تصعيد كامل غير معقول. وهذا التهديد يبدو لي أكثر كمناورة داخلية، لأن أردوغان يواجه حاليا ضغوطا داخل البلاد. فهو يرغب في استعراض العضلات في وجه الأمريكيين، لأن ذلك يعجب الناخبين».

وحول احتمال الانسحاب من القاعدة مع وجود الترسانة النووية الأمريكية في إنجرليك، يتابع كون «يوجد هناك قنابل من نوع ب 61، فهي قنبلة يمكن تثبيتها تحت المقاتلات. وهي سلاح نووي يصلح في سياسة الردع لحلف شمال الأطلسي. والأسلحة النووية موجودة تحت الأرض في مخازن ـ ومن الممكن وضعها قيد العمل في الأزمات. إذن هي ليست إشاعة، بل من المؤكد أنه يوجد هناك أسلحة نووية. ليس هناك فقط تأكيد رسمي من جانب الأمريكيين».

ويمضي قائلاً: «لكن هناك في الولايات المتحدة أصوات جدية خارج الحكومة تؤيد انسحابا، لأن تركيا ليست شريكا أميناً. وتوجد هذه الأفكار، لا سيما من دوائر الديمقراطيين. لكن من حكومة ترامب لا يُسمع إلا القليل في هذا الاتجاه».

ويوضح أنه «في حال حدوث انسحاب أمريكي، فلن يكون على الأقل متوقعا أن تجلب القوات المسلحة التركية الأسلحة النووية إليها. فتلك الأسلحة تخضع في النهاية لمراقبة جنود أمريكيين. وإذا لم يكن في حوزة المرء الرقم النووي السري، فلا يمكن له على كل حال عمل الكثير. وللتعرف على الرقم السري، نحتاج على الأقل إلى نصف سنة. وسيتوجب على الأمريكيين بعد الانسحاب البحث عن قاعدة جوية جديدة. وحسب رادار يسجل تحركات الوحدات، يبدو أن طائرات نقل عسكرية أمريكية تحركت من القاعدة الجوية الأمريكية. فهل تلك ردة فعل على إغلاق محتمل أو صدفة، هذا لا نعرفه. فهي إلى حد الآن تكهنات».

ويعلق الخبير الأمني الألماني على احتمال تصعيد الموقف أكثر بين أنقرة وواشنطن وفرض الأخيرة عقوبات على الأولى، قائلاً: «هل سيحصل هذا فعلا؟ أنا أشك هنا. فكلا الطرفين سيخسر الكثير في حال حصول هذا الأمر. وفي حال إقصاء تركيا من برنامج ف 35 فإنها ستكون مجبرة على إيجاد موردين جدد، وهذا سيزيد في الخلاف مع حلف شمال الأطلسي. ولكن كذلك بالنسبة إلى الولايات المتحدة الأمريكية توجد مصلحة اقتصادية قوية ـ فالمجموعة العسكرية الصناعية تريد على كل حال بيع الطائرات. ومن الناحية الجيوسياسية سيكون خلاف كامل مع أنقرة خسارة كبيرة،لاسيما لحلف شمال الأطلسي. فتركيا حصن كبير ـ حليف له أهمية هائلة بالنظر إلى جنوب القوقاز وسوريا. كما أن الحكومة التركية ستلجأ إلى تشكيل تحالف قوي مع روسيا، وهذا ما يريد الأوروبيون على كل حال تفاديه».

وعن سبب تمسك أنقرة ببرنامج طائرات ف 35 الأمريكية، يضيف «قد لا يمكن تفهم هذا كليا في ألمانيا، لأنه ليس لدينا نزاعات مباشرة على حدود الوطن. وبالنسبة إلى تركيا الوضع مختلف: هناك نزاعات عسكرية في شمال سوريا وفي العراق وفي القوقاز. وبالطبع لدى الحكومة التركية حاجة أمنية هائلة واهتمام للدفاع بقوة عن البلاد. فالمقاتلة ف 35 رئيسية في الدفاع. إنها الفيراري بين الطائرات المقاتلة ـ وبإمكانها التحليق على انخفاض كبير وإرباك الرادار المعادي. وهذه الطائرة مكلفة وحديثة جدا. كما أن غالبية دول حلف الناتو تشتري هذه الطائرة. أما تركيا فلا تريد الإقصاء من البرنامج، وهو أمر يمكن تفهمه بالكامل».

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi