كردستان تسير في طريق مستقبل واعد
خندان- ضياء الخليفة: ابدى الصحفي العراقي المغترب ملهم الملائكة ارتياحه لما آلت اليه مدن كردستان من تطور وازدهار ،مؤكدا انها تسير في طريق مستقبل واعد، فيما اشار الى ان ظاهرة وجود الفقر والفساد وحتى التضييق على الحريات الصحفية ليست ظاهرة تخص الاقليم بقدر كونها ظاهرة شرق أسيوية رغم الفارق في المعدلات.
وقال الصحفي ملهم الملائكة المقيم في ألمانيا انه زار اقليم كردستان المرة الاولى في عام 2009 وكتب مقالا تحت عنوان (وطن الخراب،وطن العافية) بعد إتمام الزيارة جاء فيه ان”الشظية الشمالية من الأرض المتشظية ظلت قرونا طويلة مبتلاة بهويتها الكردية.. الا أن اختلاف توازنات القوة، وبركات التفتت العولمي، ووضوح الرؤية لدى الزعيمين الحليفين اللدودين، كل ذلك- وفي غفلة من الزمن السيء الذي طالما ظلمهم – اتاح لأربيل والسليمانية ودهوك أن تصنع وطنا جديدا بعيدا عن محاولات بناء الوطن العراقي الأكبر الفاشلة بشكل مزمن”،مضيفا انهم “نجحوا في أن يصنعوا وطنا، لأن قيادتهم المزدوجة صادقة مع نفسها وأمينة مع الرعية وصادقة مع الغرب الحليف.. هم أول من اعترضوا على الانسحاب الاميركي، وهم يصرون أن يسموا العمليات العسكرية الغربية في العراق باسمها الصريح الرسمي تحرير العراق”.
واضاف ” هم لا يتعلقون بوهم التحالف مع العرب، ويعرفون كيف يقاربون الترك الاعداء ومن أين يحدثوهم، وقد خبروا الأيرانيين ويعرفون الى أي حد يمكن ان يأتمنوهم”.
ولكن الملائكة يقول انه جوبه بحرب هوجاء من بعض القوميين والمعادين للكرد نتيجة صراحته في مقاله بعد زيارته الاولى ، ولكن اصراره على قول الحقيقة وبيان الفارق بين بغداد واربيل دفعه للتصريح لمراسل “خندان” بعد ان انهى زيارته الثانية مؤخرا.
حيث قال الملائكة ان”مطار اربيل الذي استقبلني وودعني ، صار هذه المرة نسخة من مطار كولونيا في المانيا، بالأعمدة الضخمة التي تحمل مسقفاته الأنيقة”،مضيفا “لا يهمني أن أسرد حجم الإعمار ومستوى البنية التحتية -ومنها الكهرباء التي لم تنقطع لحظة واحدة طيلة الأسبوع الذي أمضيته هناك- والتي رأيتها في اربيل ودهوك..دهوك التي كانت اشبه بقرية بشارعها الوحيد، تضم اليوم نحو مليون نسمة وتسبح ببحر الأضواء ليلا، وبأفواج السيارات نهارا”.
واضاف الملائكة كوني صحفي ومغترب يهمني جدا ان اعرف معدلات المعيشة والرفاهية التي تدلل على نوع الحياة التي يعيشها ابناء الاقليم”،مبينا انه” لاحظ العديد من الاشارات التي تدلل على وجود رفاهية وانتعاش اقتصادي عند عامة الناس وخصوصا الطبقة الوسطى من اصحاب المهن الحرة مثل الصحفيين او موظفي الدولة كالأساتذة والمعلمين وغيرهم وكذلك اصحاب الحرف والعاملين في التجارة والاسواق”،مضيفا ” سوق الجملة حول القلعة القديمة يعج بحركة البيع والشراء ليل نهار،أسواق الصاغة والذهب تكاثرت عن زيارتي الأولى عام 2009 أضعافا مضاعفة، وتعمل ليل نهار بنشاط دؤوب”.
واضاف الملائكة”كل سواق سيارات الأجرة الذين التقيتهم ، حمدوا الله على الرزق الوفير والخير العميم”،مبينا انه التقى عدد من عناصر الأسايش والبيشمركة وكانوا” راضون عن مستوى مداخيلهم وسعداء لعملهم في سلك الدولة بشكل مضمون كما ان حركة البناء جارية على قدم وساق في كل مكان”.
وفيما يخص الامن والاطمئنان قال الملائكة “الأمن في كل مكان، ولم أر امرأة تخشى التجول في شوارع أربيل ودهوك لوحدها”.
اما مايخص الفقر والفساد والحريات الصحفية فقال “هناك فقراء في كردستان . كذلك الأمر في ألمانيا حيث أعيش،هنالك فساد. كذلك الأمر في أرقى دول العالم..فما الجديد في فساد كردستان؟ هناك تحديد على الحريات الصحفية..نعم ولكن ليس من الحكومة، بل من بعض القوى المحافظة.. الحكومة ( مثلا) تريد أن تضع معايير للفنادق ذات النجوم الخمس، والمحافظون يعترضون على ما يسمونه” الحرية الزائدة،قنوات التلفزة تحاول أن تلحق بالقنوات العالمية في عروضها ومستوى ادائها ، فيعترض المحافظون والإسلاميون ويحدون من مساحة الطموح”.
وبخصوص قضية اللاجئين السوريين وانطباعه العام بخصوص وجودهم في كردستان قال الملائكة “شوارع كردستان تعج باللاجئين السوريين، وتراهم يخدمون في المطاعم والكازينوهات والفنادق. نعم ، ولكن كردستان لم تُشعل الحرب في سوريا، بل منحت الهاربين من تلك الحرب مأوى مؤقتا، وهم سعوا باحثين عن العمل، أي عمل”.
اما عن نظرته لاقتصاد الاقليم اشار الملائكة الى ان “اقتصاد كردستان يقوم على واردات النفط وقطاع الخدمات، وتفتقر الى قاعدة صناعية وزراعية رصينة.. نعم، ولكن أليست جارتاها الكبريان ، تركيا وايران، هكذا” ؟.
وختم الملائكة حديثه قائلا “العيب ليس في كردستان ..فهي تحمل من أمراض دول الشرق الأوسط ملامح كثيرة، لكنها في المجمل تسير في طريق مستقبل واعد، خاصة اذا نجحت نخبها السياسية في تجنيبها كوارث الحروب وأزمات ونفقات التصنيع العسكري والتسلح”.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية
