بغداد وأربيل.. خلافات لا ترقى الى الصِدام لأسباب تأريخية وسياسيّة
بغداد/المسلة: يعتقد الكاتب اللبناني سركيس نعوم، ان الخلافات بين حكومتي المركز في بغداد، والإقليم في أربيل، لن تصل الى درجة الصدام، لأسباب كثيرة منها العلاقات التاريخية التي تربط الشيعة بالأكراد، التي كانت جيدة طوال عقود، بسبب القمع الذي تعرّض له الاثنان، من النظام العراقي البائد، لاسيما في فترة حكم الرئيس المخلوع صدام حسين.
ان أسبابا كثيرة تجعل الصِدام بين هذين المكونين امر مستبعد، بحسب الكاتب، وابرزها، ان الوضع الحالي يُشعر الشيعة بان المرحلة الحالية اكثر انصافا لهم أتاح لهم كغالبية، ممارسة السلطة مع المكونات العراقية الأخرى، ليترافق ذلك مع شعور مشابه لدى الأكراد، إذ يمارسون في ظل النظام الجديد، حكماً ذاتياً جعلتهم يعتقدون أنهم يعيشون في دولة مستقلة.
ويعتقد نعوم انه على رغم جدية الخلاف حول كركوك واستمراره من دون حل، فإنه لم يوصِل حكومة كردستان، والحكومة المركزية الى مواجهة نهائية وحاسمة سياسياً وربما عسكرياً، لسببين جوهريين:
الأول هو ان بغداد لم تتنكر لآلية حل لمشكلة كركوك، لكنها لا تنفِّذها. أما السبب الثاني، فهو ممارسة الأكراد سياسة عملية، قد تكرس مع الوقت “كردية” المدينة، رغم الأزمات التي يتسبب بها ذلك، والتي قد تصل إلى المواجهة العسكرية.
واضافة الى كركوك، فهناك الخلاف على النفط، فالحكومة الكردية تتصرف حيال هذا الموضوع، على انها دولة مستقلة، بحسب الكاتب.
وعلى رغم هذين الخلافين المهمين، فان الكاتب لا يتوقع ان تصل العلاقة بين حكومتي بغداد وكردستان إلى درجة الانهيار. أولاً، لأن لا مصلحة لهما في ضرب تحالف تاريخي شيعي – كردي، في مرحلة صعود التيارات الاسلامية الأصولية السنية، وسلوك المتطرفة جداً منها طريق العنف والارهاب، ونظرتها كلها إلى المكوِّنين ليست ايجابية.
وثانياً، لأن الانتخابات ستؤجل حسم الكثير من القضايا الخلافية بين الطرفين.
ويتوقع الكاتب ان الحلول المتوقعة للإشكالات بين المكونين الرئيسين في العراق وهما الشيعة والاكراد، ستكون بوضع قانون يعالج مسائل النفط والغاز ومشتقاتهما، وتخلي كردستان عن بعض “الاستقلالية”، وخصوصاً في موضوع النفط، في مقابل رفع نسبة مواردها المالية، وهي حالياً 18 في المئة.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية