أثيل النجيفي: القيادة السياسية في بغداد تتحمل كامل المسؤولية عن تدهور الأمن بنينوى
رووداو – أربيل: أكد محافظ نينوى السابق، أثيل النجيفي، أن تنظيم داعش بدأ منذ فترة يتحرك في المنطقة بشكل ملحوظ، خصوصاً في أطراف كركوك باتجاه مخمور ثم مناطق غرب وجنوب الموصل، في منطقة الحضر وأطرافها وصولاً إلى البعاج فالحدود السورية، لافتاً إلى أن القيادة في بغداد هي المسؤولة الأولى عن التدهور الأمني الحاصل في محافظة نينوى.
وقال أثيل النجيفي، لشبكة رووداو الإعلامية، إن “هناك تحرك ملحوظ لداعش، وهناك مناطق أصبح لداعش الصوت الأعلى فيها، حيث يتحرك هناك بحرية دون أي تحرك مقابل للقوات العراقية لصده”.
وأضاف النجيفي أن “هذه المسألة تثير الكثير من الشك والريبة في أن العمليات العسكرية التي وجهت ضد داعش لم تأخذ مداها في القضاء عليه، وإنما تركت جيوباً عادت مجدداً إلى نشاطها في ترويع المواطنين”.
وتابع: “عندما نتحدث عن مسؤولية الفراغ الأمني، فلا بد أن نُحمل القيادة السياسية هذه المسؤولية، وعليه فإن القيادة في بغداد هي المسؤولة الأولى، ونحن لا نريد أن نغوص في أن الحشد الشعبي هو المسؤول، أو القوات الأمنية، الجيش، قائد العمليات، أو ما إلى ذلك، فنحن نُحمل المسؤولية للقيادة السياسية أولاً، لأنها الوحيدة القادرة على حل هذه المشكلة، فكافة القيادات الأمنية في الموصل تتبع للقيادات السياسية وتنفذ رغباتها”.
وزادَ قائلاً: “ولكن في محافظة نينوى لا يوجد شيء اسمه القيادة السياسية، حيث استطاعوا القضاء على مثل هذه القيادات في نينوى، وتركوا فراغاً من القيادة في هذه المحافظة، وعليه فإن القيادة في بغداد تتحمل المسؤولية الكاملة”.
واستطرد النجيفي: “لا أعتقد أن بإمكانهم تطمين أهالي الموصل، لأن نفس الأساليب السابقة التي كانت قبل 2014، عادت من جديد، مثل الابتزاز، الاعتقال بدون تحقيق كامل، والاعتماد على مخبرين من داعش للإخبار عن المواطنين، كما أن الكثير من عناصر داعش تمكنوا من الإفلات من قبضة الأمن بسبب الفساد المستشري في بعض الأجهزة، وبالتالي عادت الأمور إلى ما كنت عليه في السابق، ولا أعتقد أن القيادات الأمنية الموجودة في الوقت الحاضر، قادرة على توفير الأمان لأهالي نينوى، إلا من خلال اتخاذ إجراءات سياسية من بغداد، وتفعيل دور قيادات محلية في نينوى، وإعطاء دور جديد لهذه القيادات لكي تتمكن من حلِّ هذه الأزمة”.
وأوضح محافظ نينوى السابق: “أعتقد أننا في الوقت الحاضر نتجه نحو فراغ سياسي، يرافقه بعض الاضطراب الأمني في محافظة نينوى”.
مشيراً إلى أنه “يجب النظر بواقعية لداعش، فإذا تمكن التنظيم من إرهاب وإخافة الناس، فسوف يتعاون معه الكثيرون بدافع الخوف، أما إذا كانت الأجهزة الأمنية قادرة على حماية المواطنين، فلن يكون لداعش مكان، وعليه يجب ألا نلوم الناس إذا كانوا خائفين ولا يشعرون بوجود قوة تحميهم من داعش، لأنهم في هذه الحالة سيقبلون بالتعاون مع داعش وتنفيذ أوامره”.
كما أكد أنه “لم يتم تنظيم قوة من أهالي هذه المناطق أثناء فترة محاربة داعش لكي تكون مؤهلة لحمل هذه المسؤولية، باستثناء قوة حرس نينوى الموجودة حالياً في الموصل، ونحن لدينا القدرة على بسط الأمن في بعض الأحياء في الموصل، ولكن لا نملك الإمكانية للسيطرة على مساحات واسعة كمحافظة نينوى”.
ومضى قائلاً: “خلال بدء الحرب على داعش، لم يكن هناك قرار سياسي يهدف للقضاء على التنظيم، بل كان الهدف هو حسم بعض الملفات السياسية باستغلال حالة داعش”.
وأفاد النجيفي بأنه “قبل القضاء على داعش، نجد أن الصِدام أو التقاطع ما بين الحكومة المركزية وإقليم كوردستان، وحالة عدم التعاون التي حدثت في الفترة الأخيرة ما بين الجيش العراقي وقوات البيشمركة، كل ذلك أفسح المجال أمام عودة داعش من جديد”.
منوهاً إلى أن “هذه المنطقة فيها إشكاليات كثيرة، ويجب النظر إلى الملف الكوردي باهتمام أكبر، كما يجب أن تعرف بغداد أنه لا يمكن أن تحسم هذا الملف باستخدام القوة، بل يجب أن يكون هناك تفكير منطقي بأن العدو الأول هو الإرهاب بكل أشكاله، وأن على بغداد التعاون مع إقليم كوردستان لحسم ملف الإرهاب، وقبل ذلك يجب تأجيل كافة الملفات السياسية لكي يُنظر إليها على طاولة مفاوضات بعد القضاء على الإرهاب”.
مشدداً على أنه “لا يمكن خلط ملف مكافحة الإرهاب مع حسم ملفات سياسية شائكة ومعقدة استغرقت فترة طويلة من عمر العراق، وعليه يجب أن تكون القيادة العراقية واعية بتأجيل الملفات السياسية، ولا تنظر الآن إلا إلى التعاون مع كافة القوى الموجودة داخل العراق، سواء من القوى الكوردية (البيشمركة) أو القيادات السنية التي اعتبرتها بغداد خصوماً وحاولت إبعادها عن السلطة، وعليه فإن التعاون مع كل هؤلاء مهم لمنع عودة الإرهاب مجدداً”.
يذكر أن 23 نائباً عن محافظة نينوى اجتمعوا، أمس الجمعة، 9 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، في العاصمة العراقية بغداد، لبحث الوضع الأمني في المحافظة، مطالبين بتوحيد القوات الأمنية فيها وضمها تحت إمرة قيادة واحدة، وذلك إثر تدهور الوضع الأمني في المحافظة بشكل ملحوظ مؤخراً.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية