حكومة إقليم كوردستان: بغداد ستواصل إرسال الأموال المخصصة لتغطية رواتب الموظفين
رووداو – أربيل: أكد المتحدث باسم حكومة إقليم كوردستان، سفين دزيي، أن بغداد ستواصل إرسال 317 مليار دينار المخصصة لتوزيع رواتب موظفي الإقليم، معبراً عن أمله في وصول دفعة جديدة من الأموال قبل حلول عيد الأضحى.
وقال دزيي لشبكة رووداو الإعلامية: “ستستمر بغداد في صرف مبلغ 317 مليار دينار لإقليم كوردستان، ولأن المبلغ يصرف من قبل البنك المركزي العراقي فإن صرفه يكون بين 18 و21 من الشهر، وقد تم صرف هذا المبلغ بانتظام منذ شهر آذار في نفس المواعيد، وفي الشهر الماضي تم الصرف في 12 حزيران بسبب عطلة عيد الفطر”.
وعن زيارة رئيس وزراء إقليم كوردستان، يوم أمس، 30 تموز 2018، إلى بغداد ومضمونها، قال دزَيي: “ضمت محاور اللقاء عدة مواضيع، منها أوضاع العراق بصورة عامة، الأوضاع الأمنية الحالية، وعودة داعش للظهور، والعمليات العسكرية الحالية وخاصة التي نفذت في مخمور قبل أسبوعين، حيث يبدو أن داعش عاد إلى الظهور في بعض المناطق، وارتؤيت ضرورة التنسيق الاستخباري والعسكري والأمني لتفويت الفرصة على تحرك داعش بحرية في تلك المناطق، من خلال القضاء على مفارزه فيها”.
وأضاف المتحدث باسم حكومة إقليم كوردستان: “هناك مجموعة ملفات، صحيح أن جميع الملفات قد لا يمكن حسمها في اجتماع أو بعض اجتماعات، لكن موضوع النفط (مثلاً) كان من بين المقترحات التي قدمت للسيد العبادي قبل منتدى دافوس بستة أشهر، وكان المقترح يقضي بتصدير نفط كركوك الذي كانت حكومة إقليم كوردستان تسيطر عليه ثم آلت هذه السيطرة إلى الحكومة الاتحادية، عبر أنبوب إقليم كوردستان إلى تركيا وأن تتولى الحكومة العراقية المسؤولية عن بيعه وتسويقه، ليكون عائداً إضافياً للعراق يساعد في أزمته ويسهم في حل كثير من مشاكل العراق الحالية وحتى جزء من مشاكل إقليم كوردستان”.
وفيما يأتي نص اللقاء الذي أجرته شبكة رووداو الإعلامية مع المتحدث باسم حكومة إقليم كوردستان، سفين دزيي:
رووداو: كانت لكم يوم أمس زيارة مفاجئة إلى بغداد، هل من الممكن تسليط الضوء على مضمون الاجتماع والهدف من زيارة رئيس وزراء اقليم كوردستان هذه؟
سفين دزَيي: لقد تجاوزنا مراحل التوتر ومشاكل العام الماضي، سواء على المستوى المحلي أو المستوى الدولي. وأرى أن هذه الظروف الحساسة تجعل من هذه اللقاءات والاجتماعات بين الحكومتين ضرورة، صحيح أن الأطراف السياسية زارت بغداد منفردة أو في مجموعات، واجتمعت مع الأطراف السياسية العراقية، لكن الاجتماع بين الحكومتين حاجة أكثر إلحاحاً الآن، وهناك اجتماعات على المستوى المحلي وعلى مستوى القوات الأمنية وعلى المستويات الإدارية.
ضمت محاور اللقاء عدة مواضيع، منها أوضاع العراق بصورة عامة، الأوضاع الأمنية الحالية، وعودة داعش للظهور، والعمليات العسكرية الحالية وخاصة التي نفذت في مخمور قبل أسبوعين، حيث يبدو أن داعش عاد إلى الظهور في بعض المناطق، وارتؤيت ضرورة التنسيق الاستخباري والعسكري والأمني لتفويت الفرصة على تحرك داعش بحرية في تلك المناطق، من خلال القضاء على مفارزه فيها.
وهناك ملفات مشتركة بين أربيل وبغداد، صحيح أن جميع الملفات قد لا يمكن حسمها في اجتماع أو بعض اجتماعات، لكن موضوع النفط (مثلاً) كان من بين المقترحات التي قدمت للسيد العبادي قبل منتدى دافوس بستة أشهر، وكان المقترح يقضي بتصدير نفط كركوك الذي كانت حكومة إقليم كوردستان تسيطر عليه ثم آلت هذه السيطرة إلى الحكومة الاتحادية، عبر أنبوب إقليم كوردستان إلى تركيا وأن تتولى الحكومة العراقية المسؤولية عن بيعه وتسويقه، ليكون عائداً إضافياً للعراق يساعد في أزمته ويسهم في حل كثير من مشاكل العراق الحالية وحتى جزء من مشاكل إقليم كوردستان. كان ذلك مقترحاً لم يجر العمل عليه فيما سبق، ورحب العراق بالفكرة وقال إنه سيعمل عليه وسيحاول تطبيقه.
كان الاجتماع في ظل الظروف الحالية أمراً إيجابياً، إن تطبيع الأوضاع بين أربيل وبغداد خطوة فخطوة، بعد كل تلك التوترات، سيبني نوعاً من الثقة، وقد شارك إقليم كوردستان والأطراف السياسية فيه بقوة في الانتخابات العراقية، لكي تشارك في البرلمان والحكومة العراقيين الجديدين، ومن الجلي أن أية حكومة عراقية قادمة لن تشكل بدون مشاركة الكورد، وحضور إقليم كوردستان لحل المشاكل دستورياً وقانونياً ضروري، ومن الضروري أيضاً أن تحضر كافة الأطراف السياسية في بغداد موحدة صوتها وخطابها، وأن تتعامل الحكومة مع الحكومة.
رووداو: هل كان هناك حديث عن عودة قوات البيشمركة إلى كركوك، وعن تنفيذ المادة 140، بعد أحداث 16 أكتوبر؟
دزَيي: المادة 140 مادة دستورية تعرضت للانتهاك، ليس في فترة حكم حيدر العبادي، بل في زمن الحكومات السابقة، أو أهملت ولم ينفذ غير جزء صغير جداً منها، ويؤسفنا أن نجد عملية التعريب تجري اليوم بطريقة أخرى، وكل ما تم إنجازه منذ العام 2005 أعيد إلى نقطة الصفر. إن الحكومة الحالية لا تستطيع حل المشاكل، وقد لا يكون طرح هذا الملف في اجتماع لبضع ساعات في محله. لكن المؤكد أن الكتل الكوردستانية في البرلمان والحكومة القادمين ستؤكد على تنفيذ المادة 140، لكن الملف لم يبحث في هذا الاجتماع.
أما عن قوات البيشمركة، التي انسحبت من تلك المناطق بسبب أحداث العام الماضي، ولم تستطع القوات العراقية سد ذلك الفراغ، وأدى ذلك إلى عودة داعش للظهور. ولكون داعش عدواً للإنسانية، ارتؤي أن يكون هناك تنسيق بين جميع الأطراف (القوات العراقية والبيشمركة والحلفاء)، وكان الذي أنجز في منطقة مخمور تشاركاً وتنسيقاً جيداً، ولمسنا النجاح في كثير من العمليات المشتركة الأخرى، ويمكن أن تتخذ تلك العمليات كنموذج قابل للتكرار وأن تكون هناك آلية مشتركة للتعامل مع المناطق التي تشهد فراغاً أمنياً.
رووداو: هل كان ثم حديث عن إعادة فتح طريقي كركوك – أربيل والموصل – دهوك؟
دزَيي: كانت إعادة فتح طريقي أربيل – كركوك ودهوك – الموصل، من بين النقاط التي جرى التركيز عليها، فطريق الموصل – دهوك هو طريق اقتصادي رئيس للموصل وسائر أنحاء العراق، خاصة وأن الشاحنات القادمة من تركيا تستخدم هذا الطريق في الغالب، وهي الآن مضطرة لسلوك طريق بديل صعب وغير ملائم، وكان هذا الموضوع من بين المسائل التي تم التأكيد عليها، وكذلك الحال بالنسبة إلى طريق كركوك، وكان الدكتور العبادي قد أصدر في وقت سابق تعليمات بفتح الطريق، لكن يبدو أن هناك بعض مشاكل فنية ومحلية، لكنهم تعهدوا بحلها وإعادة فتح الطريقين، ولم يحدد موعد لإعادة فتح الطرق لكن كان هناك اجتماعان في الأسبوع الماضي وهناك اتفاق مبدئي بهذا الشأن، لكن موعد فتح الطرق لم يحدد، ويبدو أن الدكتور العبادي يولي اهتماماً كبيراً بمسألة الطريقين، ونأمل فتحهما في المستقبل القريب.
رووداو: بموجب اتفاق بين حكومة العراق وحكومة إقليم كوردستان، تصرف بغداد شهرياً مبلغ 317 مليار دينار للإقليم، هل تعهد العبادي بالاستمرار في صرف هذا المبلغ؟
دزَيي: كان هناك حديث عن استمرار بغداد في صرف مبلغ 317 مليار دينار لإقليم كوردستان، ولأن المبلغ يصرف من قبل البنك المركزي العراقي فإن صرفه يكون بين 18 و21 من الشهر، وقد تم صرف هذا المبلغ بانتظام منذ شهر آذار في نفس المواعيد، وفي الشهر الماضي تم الصرف في 12 حزيران بسبب عطلة عيد الفطر
رووداو: تحدث أحد ضيوف رووداو عن احتمال زيارة حيدر العبادي إلى إقليم كوردستان، بعد زيارة نيجيرفان البارزاني إلى بغداد، هل هناك تخطيط للأمر؟
دزَيي: يجب تطبيع الأوضاع، ويجب أن لا تعود الزيارات بين أربيل وبغداد حدثاً يحتل عناوين الأخبار، وقد رأينا العنف الذي مورس ضد إقليم كوردستان، وأظهر انطباع بأن الشارع العربي يصوت للأطراف على قدر عدائها لإقليم كوردستان، وثبت أن ذلك الانطباع لا أساس له، فقد فشل أعلب الذين كانوا أشدهم على الإقليم في الدخول في البرلمان، ويبدو أن شعب العراق يعادي العنف وليس إقليم كوردستان، ونحن نرى في التقارير التي تعرض على شاشة شبكتكم كيف أن المواطنين العراقيين يتحدثون عن إقليم كوردستان بخير.
كما أن تبادل الزيارات بين الأطراف السياسية ضروري، وقد وجدتم كيف جرى التحدث عن إقليم كوردستان وقيادته بلغة بعيدة عن الدبلوماسية والسياسة والأخلاق السياسية، لكن وجدنا في هذه الفترة الأخيرة كيف توالت زيارات القوى السياسية على إقليم كوردستان، وأثبت لقاء الرئيس بارزاني أن إقليم كوردستان حافظ على مكانته ومقامه وسينزل إلى الساحة السياسية أقوى من ذي قبل.
ورأينا، بعد الحصار السياسي لإقليم كوردستان، زيارات إلى فرنسا، الفاتيكان، ألمانيا، تركيا، إيران، العراق، وروسيا وغيرها، ونحن نتوقع زيارة السيد العبادي إلى إقليم كوردستان، سواء بصفته رئيس وزراء العراق أو لعلاقاته وعلاقات حزبه السياسية الطويلة مع القوى السياسية في إقليم كوردستان.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية