صحيفة: توقعات بتغيرات واسعة في خريطة التحالفات السياسية بعد حسم النتائج
كل ما تم الإعلان عنه من تفاهمات سابقة لم يكتب له الصمود
من المتوقع ان تحدث تغيرات في خارطة التحالفات السياسية بالعراق بعد حسم الجدل حول نتائج الانتخابات وانتهاء العد والفرز اليدوي الجزئي للصناديق الانتخابية، نتيجة تحركات داخلية واقليمية اجهضت غالبية التحالفات السابقة التي اعلنتها القوى السياسية بعد الاعلان عن نتائج الانتخابات النيابية التي جرت في 12 ايار 2018.
وذكر تقرير لصحيفة الشرق الاوسط اليوم (6 تموز 2018) نقلا عن سياسي بارز مقرب من احدى الكتل الكبيرة، ان “تحركات داخلية وإقليمية ودولية أجهضت غالبية التحالفات التي أعلنتها القوى السياسية المختلفة منذ ظهور نتائج الانتخابات التي جرت في (أيار) الماضي”، وتوقع “تغيرات واسعة في خريطة التحالفات بعد حسم الجدل في شأن النتائج”.
واضاف، ان “كل ما تم الإعلان عنه من تفاهمات وتحالفات، لم يكتب له الصمود فضلا عن النجاح، لكن لا أحد يريد الإعلان عن فك الشراكة لأنه لم تترتب عليها اتفاقات ملزمة، بل غالبا كانت لقاءات يتم فيها بحث مشتركات يعقبها مؤتمر صحافي مشترك يعلن عن تفاهم أو تحالف سرعان ما يجري التحرك عليه، إما لإجهاضه أو للانضمام إليه، لكن أحياناً بشروط قد تكون صعبة مثل إقصاء طرف أو عدم الموافقة على التحرك ضد طرف آخر”.
واوضح، إن “بعض هذه التحركات نجح إلى حد كبير، ولا سيما الدوران الإيراني والأميركي وتدخل بعض الأطراف الإقليمية الأخرى؛ ما أدى إما إلى توقف المباحثات التفصيلية بين الأطراف التي أعلنت عن تحالفات مبكرة تحولت إلى طعم لتلك الأطراف الداخلية والخارجية المؤثرة لفرض شروطها، أو محاذيرها وتخوفاتها”.
وتابع، ان “التحالفات والتفاهمات التي بدت سريعة بعد إعلان النتائج الأولية، لا يبدو أنها ستصمد بسبب التدخلات الإقليمية والدولية التي غيرت إلى حد كبير من طبيعة التفاهمات إلى انتظار المصادقة النهائية على النتائج، وهو تبرير لا يصمد مع حقيقة ما يجري خلف الكواليس اليوم، سواء داخل العراق أو خارجه”.
واشارت الصحيفة الى أن آخر تغريدات زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، أمس الخميس، كشفت عن حجم الضغوط الخارجية التي تتعرض لها الكتل السياسية، وأكد الصدر عبر “تويتر” رفض التدخلات الخارجية التي تمارس على الكتل الفائزة لتغيير مسار التحالفات، وقال، “لن أسمح بأن يدار العراق من خلف الحدود، شمالا أم جنوبا شرقا أم غربا… العراق سيدار بسواعد عراقية وطنية خالصة، وبتحالفات نزيهة عابرة للمحاصصة”.
ونقلت الصحيفة عن السياسي البارز الذي لم يكشف عن اسمه قوله، ان ما عبر عنه الصدر يبقى في حدود الأمنيات لأنه إذا لم يكن الصدر مستعدا للقبول بالضغوط الخارجية، فإن هناك من يقبل بشكل أو بآخر، وكل طرف له تبريره في فهم التدخل الخارجي، سواء أكان إقليميا أم دوليا”.
وفي تطور ذي صلة دعا الأكاديمي والسياسي المستقل نديم الجابري إلى إجراء انتخابات مبكرة، “لأن قضية الشرعية ستبقى تطارد الحكومة والبرلمان المقبلين”.
واضاف، انه “لتفادي الانزلاق إلى أزمة جديدة، يجب أن يصار إلى إلغاء نتائج الانتخابات كليا وإجراء انتخابات جديدة أو إقرار نتائج الانتخابات رغم ما شابها من شبهات، مع تحديد موعد قريب لانتخابات مبكرة”، بحسب الشرق الاوسط.
الجدير بالذكر انه “وطبقاً لكل المؤشرات، فإن عملية العد والفرز اليدوي الجزئي للأصوات لن تؤدي إلى تغيير في الخريطة الانتخابية لجهة النتائج، ومع أن نحو أربع محافظات أخرى هي بغداد، والأنبار، وصلاح الدين، ونينوى، ستشهد عدا وفرزا يدويين للصناديق المطعون في نتائجها، فإن الاطمئنان بات يسود القوائم الكبيرة التي تصدرت النتائج “.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية