يونيو 19, 2025

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

كوبيتش: مستقبل وفيدرالية إقليم كوردستان تضمنها المشاركة في برلمان بغداد

يان كوبيتش لرووداو: مستقبل وفيدرالية إقليم كوردستان تضمنها المشاركة في برلمان بغداد

رووداو – نيويورك: تحدث المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، يان كوبيتش، عن الانتخابات العراقية التي أجريت في وقت سابق، وقال إنها كانت ضرورية جداً، ليس فقط لأن الدستور ذكرها، مع أني أعتقد بأن على جميع الدول وجميع القادة السياسيين أن يحترموا دستور وقوانين بلادهم. في نفس الوقت، كانت الانتخابات الخطوة الطبيعية التي يجب أن تلي هزيمة داعش، لتعزيز ذلك الانتصار.

وقال يان كوبيتش، في مقابلة خاصة لشبكة رووداو الإعلامية، إن الكثير من الأطراف السياسية جاءت إلينا للتعبير عن الاستياء من عملية التصويت ومن النتائج، ولاحظنا أن الوضع حساس، وكانت هناك مشاكل أثناء عملية التصويت في كثير من مناطق البلد، نحن نستخدم هذا كمثل للفت انتباه مفوضية الانتخابات إلى تدريب كوادرها بصورة مهنية… وفيما يلي نص المقابلة:

رووداو: شكراً سيد كوبيش على إتاحة هذه الفرصة، أظن أن هذه أولى مقابلة لك بعد الاستفتاء وهزيمة داعش، كانت مقابلتنا الأخيرة في العام 2016، وقد شهد العراق الكثير من الأحداث، بشأن الانتخابات، ما رأيك فيها؟

يان كوبيش: كان ذلك قبل فترة طويلة.
أولاً أعتقد أن الانتخابات كانت ضرورية جداً، ليس فقط لأن الدستور ذكرها، مع أني أعتقد بأن على جميع الدول وجميع القادة السياسيين أن يحترموا دستور وقوانين بلادهم. في نفس الوقت، كانت الانتخابات الخطوة الطبيعية التي يجب أن تلي هزيمة داعش، لتعزيز ذلك الانتصار، كما كانت ضرورية لتهيئة ظروف سياسية ملائمة لتشكيل حكومة جديدة تمضي بالبلد نحو العمل المشترك في مرحلة ما بعد داعش، وتُبدل التوترات بإصلاحات هامة جداً، اقتصادية وسياسية واجتماعية.

رووداو: وماذا عن العملية الانتخابية نفسها، فهناك اتهامات كثيرة بالتزوير وشكاوى كثيرة؟

كوبيش: تعلمون أولاً، لاحظنا أن الانتخابات جرت في ظل رقابة أمنية شديدة، وعلينا ألا ننسى أن داعش هدد بتخريب الانتخابات لكنه فشل، حاول ذلك لكن محاولته لم تكن مؤثرة، وقرر الناس أن يذهبوا للإدلاء بأصواتهم. ثانياً، كانت هناك استعدادات كبيرة. ثالثاً، الانتخابات محفوفة بالمشاكل دائماً، وكما هو مثبت في القانون فإن متابعة الشكاوى تدخل ضمن مهام مفوضية الانتخابات، وهي الآن تعمل على ذلك. هناك شكاوى من الأطراف، ونتلقى الكثير من شكاوى الأطراف، وهي تنتظر قرار هيئة إدارة الانتخابات، لأنها هي المسؤولة عن اتخاذ القرار بشأن الشكاوى. الشكاوى تُعرض على هيئة القضاء وهي التي تقرر.

رووداو: في كلمتكم الموجهة لمجلس الأمن، ركزتم على كركوك، لماذا؟ هل كان ذلك فقط بسبب كثرة الشكاوى هناك؟

كوبيش: كما لاحظتم، ولاحظنا نحن أيضاً، جاءنا الكثير من الأطراف السياسية للتعبير عن الاستياء من عملية التصويت ومن النتائج، ولاحظنا أن الوضع حساس، وكانت هناك مشاكل أثناء عملية التصويت في كثير من مناطق البلد، نحن نستخدم هذا كمثل للفت انتباه مفوضية الانتخابات إلى تدريب كوادرها بصورة مهنية جداً وعصرية، كما ينبغي التعاطي مع الشكاوى بمنتهى الشفافية والأخذ بها. ربما تكون لكركوك مكانة خاصة، ودعنا لا ننسى أن الانتخابات انتهت، ولكن هناك انتخابات مجالس المحافظات في هذه السنة، وربما تشهد كركوك، للمرة الأولى منذ 13 عاماً، انتخابات مجلس المحافظة، ويجب ضمان ثقة مواطني المحافظة بالانتخابات، وبأن طريقة حسم الشكاوى مهنية وشفافة، لبناء الثقة بالانتخابات قبل إجراء انتخابات مجالس المحافظات لضمان مشاركة الناس فيها.

رووداو: هناك أطراف تسعى بجد لإعادة العد والفرز وحتى لإعادة الانتخابات، هل أن احتمالاً كهذا قائم؟ وهل ستكون خطوة جيدة؟

كوبيش: قبل كل شيء، يجب اتخاذ القرار بهذا الشأن من جانب الهيئة المسؤولة عن الانتخابات، ونحن في الأمم المتحدة لا نتولى إدارة الانتخابات ولا نشرف عليها. نحن لسنا جزءاً من عملية التعامل مع الشكاوى، نحن فقط نعرض المشاكل على المسؤولين لكن اتخاذ القرار مسؤوليتهم، ويجب أن يكون على أساس دستور وقوانين البلد. من حق الأطراف أن تشتكي وتتذمر، لكني أشدد على أن ذلك يجب أن يجري وفقاً للدستور والقوانين والإجراءات المتبعة.

رووداو: لكنكم وجميع ممثلي الدول عموماً، قدمتم تهانيكم بمناسبة إجراء هذه العملية عند التعبير عن مواقفكم، وأعلنت السفيرة الأمريكية، نيكي هايلي، أن نفس القوات الأمنية التي حاربت داعش، تتولى الآن حماية صناديق الاقتراع… ولهذا تصف كافة الدول هذه الانتخابات بالانتصار. كيف تجري عملية تشكيل الحكومة الجديدة؟

كوبيش: صحيح، أعتقد أن الخطوة الأخيرة لم تتخذ بعد. التوقيع النهائي على نتائج الانتخابات هو الخطوة الطبيعية التالية، ولهذا الغرض يجب حسم الشكاوى. أعتقد أن المفاوضات الحقيقية بخصوص تشكيل الحكومة ستبدأ فقط بعد إعلان النتائج النهائية، الأحزاب والقوائم والكيانات والتحالفات تجري مباحثات حالياً، وتتبادل الآراء والمقترحات، ومنها تلك التي تتعلق بشكل وأسس الحكومة التي يتوقع أن تشكل. أعتقد أن تبادل الآراء خطوة طبيعية، لكن أشدد على عدم تجاوز المراحل، لأنني أعتقد بأن حسم الشكاوى خطوة هامة جداً، وأتوقع أن تسرع الأطراف في تدشين المفاوضات بعد تلك الخطوة لأن الذي يهم، على الأقل من وجهة نظري، هو عملية فورية تسفر عن تشكيل حكومة جديدة. هناك الكثير من المهام التي تنتظر البلد وتحديات أكثر، وقد امتنعت نسبة كبيرة من المواطنين عن التصويت لأنهم يشعرون باليأس والإحباط. لكنهم في نفس الوقت لديهم توقعات مستقبلية. حتى الذين لم يصوتوا يبعثون إلينا بإشارات تطالبنا بالاعتناء بالمسائل التي يقال إنها أساسية ومرتبطة بالأمن والاقتصاد والأوضاع الاجتماعية للشعب. يجب تشكيل الحكومة في أسرع وقت، وببرنامج عمل جيد، ويجب أن تكون حكومة تمثل الجميع، لا تعتدي على حدود المكونات وتضم الجميع إليها، وتضمن مصالح كل الشعب وتراعي مطالبه.

رووداو: أنتم المسؤول والدبلوماسي الوحيد في العراق، تتصلون مباشرة مع جميع الأطراف، المقربة إلى إيران وتلك التي تعتبر مقربة إلى أمريكا، ومن بين الذين تتواصلون معهم، السيد مقتدى الصدر، الفائز في هذه الانتخابات، ما رأيك في الصدر؟ هل سيبقى كزعيم، الشخصية الرئيسة في عملية تشكيل الحكومة؟

كوبيش: في الواقع، هذا ليس برأيي، لكنه الواقع، وأستطيع القول إنه بعد إعلان النتائج الأولية مباشرة أصبح السيد مقتدى الصدر الأول بين القوائم المتساوية، لأن الاختلافات بين القوائم الثلاثة الفائزة ليست كبيرة، وكما رأينا فقد بدأ الصدر محادثات ونشاطات مع عدد من الأطراف الأخرى، زار تلك الأطراف أو دعاها إليه، وقبلت الأطراف تلك دعوته. هذا يخبرنا بأن الأطراف في هذه المرحلة، التي تسبق إعلان النتائج النهائية، قبلت أن يكون السيد مقتدى الصدر هو القوة المحركة. كما أن الأطراف الأخرى أيضاً تتباحث فيما بينها، لكن إن تحدثت عن الواقع الميداني، فإن السيد مقتدى يمارس دوراً كبيراً.

رووداو: ما مدى أهمية مشاركة الكورد في الحكومة العراقية القادمة؟

كوبيش: هامة جداً، إنها ذات أهمية كبرى. يسرني كثيراً أن أرى، في فترة سير عملية البت في الشكاوى، أن جميع الأطراف، ليس جميعها بل غالبية الأطراف السياسية تدرك أن الحفاظ على المستقبل والفدرالية ومصالح إقليم كوردستان وشعبه، يجري من خلال المشاركة المباشرة في برلمان بغداد وفي حكومة بغداد، وأعتقد أن هذا هو الطريق الصحيح، وهذا هو الذي دفع الكثيرين في إقليم كوردستان للذهاب والإدلاء بأصواتهم رغم اليأس الذي جاء بعد الاستفتاء، فهم يعلمون بأن الطريق إلى مستقبل جيد يتمثل في العمل الجيد مع بغداد.

رووداو: بخصوص كركوك… ذكرت لي مصادر دبلوماسية بأن الأمريكيين كانوا ينوون في مطلع هذا الشهر إدراج حل قضية كركوك وتنفيذ المادة 140 في برنامج الأمم المتحدة. أعلم أن هذا القرار منوط بمجلس الأمن الدولي، لكن هل تعتقد أن برنامج الأمم المتحدة قادر على تولي مهمة كبيرة كتنفيذ المادة 140؟

كوبيش: أعتقد نعم، أنا أرى أنه من خلال التحاور مع الأطراف نلمس أحياناً نوعاً من اليأس عند تلك الأطراف وتظهر انتقادات من جانبهم، لكنهم يدركون دورنا ومستعدون للعمل معنا. أعتقد أننا مستعدون لتولي أي مهمة، إنه أمر جيد أن يكون هذا ضمن برنامج عملنا. لكن الأمر منوط بمجلس الأمن الذي يجب أن يشير إليه بوضوح في برنامج العمل الجديد، وسيتم إعداد البرنامج الجديد في شهر تموز. لقد اتخذنا منذ الآن خطوات تمهيدية، وتحدثنا إلى الأطراف في كركوك، إليهم جميعاً، حتى المنظمات المدنية التي تتعرض للإهمال في كثير من الأحيان، وكذلك إلى المجاميع النسوية التي يتم إهمالها كثيراً. إذاً نعم، هذا هو هدفنا، إذا أرادت الأطراف ذلك أيضاً. بعد إعلان النتائج النهائية للانتخابات ستكون لدينا مشاركة أكبر مع الأطراف في كركوك وبغداد والمناطق الأخرى، ونأمل أن يكون لنا دور في العثور على حل لمسألة كركوك.

رووداو: هل أضيفت هذه النقطة إلى المسودة؟ وهل هناك حديث عنها؟

كوبيش: لا أستطيع تأكيد ذلك، لأنه من مهام أعضاء مجلس الأمن، لكنني أقترح عليهم إبقاء هذا الموضوع مفتوحاً وإدراجه في جدول أعمالنا.

رووداو: لكن اقتراحاً أمريكياً سابقاً، واقتراحاً حالياً لحكومة إقليم كوردستان، من خلال رسالة إلى أعضاء مجلس الأمن، حصلت عليها رووداو بشكل خاص، تطالب حكومة الإقليم فيها بدور أكبر ليونامي وبإبراز موضوع المادة 140، وليست حكومة الإقليم وحيدة، بل أن الأطراف الأخرى أيضاً تريد دوراً أكبر للأمم المتحدة، ما الذي تستطيعون القيام به لحل هذا الموضوع الشائك؟

كوبيش: في البداية، ولغرض فهم الحالة سنتحدث إلى الأطراف، لكي تتولد لدينا أفكار بخصوص طريقة مساعدة الأطراف على تنظيم سياسة وإيجاد حل في المحافظة. كما يجب أن نتحدث إلى الأطراف السياسية الأخرى في بغداد وأربيل والسليمانية، هذا كله يدخل في إطار عملنا. نعم أنا على علم برسالة حكومة إقليم كوردستان إلى أعضاء مجلس الأمن وأنها طلبت منهم ذلك. هذا يدخل في إطار عمل مجلس الأمن وبلا شك من خلال التشاور مع حكومة بغداد لإعداد برنامج العمل هذا لنا. مرة أخرى أقول إنني أجد هذه المهمة من مهام ما بعد الانتخابات الهامة جداً، وتستطيع الأمم المتحدة أن تلعب دوراً في العثور على حل.

رووداو: كنت سأسأل عن هذه النقطة، ما مدى أهمية هذه القضية… قضية كركوك القائمة منذ عشرات السنين بين الكورد وحكومة العراق، ما مدى أهمية محاولة حلها الآن، لماذا يجري التركيز عليها الآن؟

كوبيش: لقد قلت بنفسك، هذه المسألة قائمة منذ فترة طويلة، وهناك أسباب حالت دون إجراء انتخابات مجلس محافظة كركوك لسنوات، الوضع في كركوك تضمن مجموعة معوقات تعترض سبيل العثور على حل لأوضاع المدينة، وقد دخل البلد الآن في مرحلة جديدة، وأعتقد أن جميع الأطراف تعلّم الكثير من الدروس من ظهور داعش، ومن إجراء الاستفتاء، والتي حملت الكثير من الرسائل. أعتقد أن الجميع أدركوا الآن بأن الحوار هو الطريق الوحيد للتوصل إلى حلول لهذه المسائل الحساسة كمسألة كركوك، وقد آن الأوان للمضي بهذا الاتجاه.

رووداو: خاصة في هذه الفترة، حيث هناك تُهم التعريب، تعريب المنطقة من قبل القوى العراقية، وهناك تقارير عن طرد الكورد واستقدام عوائل عربية، أنت تعلم أنني من كركوك وأتصل بأقاربي وبأهالي مدينتي، الكورد في كركوك يرفضون الواقع العسكري المفروض بعد 16 أكتوبر ويعتبره البعض منهم احتلالاً عسكرياً، وبقاء هذا الواقع العسكري يثير الاستياء والتهديدات بوقوع مواجهات ومزيد من عدم الاستقرار، هل تشعرون بهذه المخاطر والتهديدات؟

كوبيش: أولاً أقول إن العراق بلد واحد، لذا لن أستخدم تلك المصطلحات التي تستخدمها أنت، مثل كلمة “احتلال”، وكركوك جزء من العراق، لكن لا يجوز أن يفرض هؤلاء الحل. يجب أن يأتي الحل من خلال حوار مفتوح بين جميع الأطراف. أن يطرح الجميع مخاوفهم على طاولة المفاوضات، من مسائل أمنية وديموغرافية واقتصادية وسياسية، والتباحث حول كل شيء من خلال التباحث بشأن طريقة إدارة المنطقة، ثم العثور على حل. يجب أن أقول بأنني رأيت بعض المناطق، ولا أريد الخوض في التفاصيل، لأننا نفتقر إلى الوقت، وقد وجدت أن بإمكان الأطراف أن تجد نقاطاً مشتركة وتتوصل إلى حل، لأنه في الحقيقة ليس هناك طرف راضٍ عن الوضع في كركوك، ليس الكورد وحدهم بل العرب والتركمان أيضاً. الجميع يطالبون بإيجاد حل، وأرى أن هذه بداية جيدة. لأننا نعرف ما هي المشاكل وما هي مصادر الشكوى، وهم أيضاً يعرفونها، الأمور تمضي باتجاه المزيد من الفهم، وليس مجرد التعبير عن الشكوى وتملص الطرف المقابل، هذا لن يحصل هذه المرة.

رووداو: من المؤكد أن وجود رؤى مشتركة بشرى خير، وماذا عن العلاقات بين أربيل وبغداد، هل صحيح أن مشكلة النفط ستكون موضوع الحوار القادم؟

كوبيش: أقول هناك بداية جديدة، حيث يقول إقليم كوردستان والأحزاب السياسية إن طريق التقدم يمر عبر التنسيق. هذه بداية جيدة. بداية جديدة تعني أنه لا شك في طرح بعض الأمور حتى في مفاوضات تشكيل الحكومة لغرض تحديد برنامج عمل الحكومة، ومنها العلاقات بين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم والسلطات المحلية. سيتم إدراج هذه المواضيع في جدول أعمال وبرنامج الحكومة، وهذه إشارات إلى المناطق التي ينبغي التأكيد عليها، وأظن أن النفط وطريقة توزيع عائداته سيكونان جزءاً من جدول الأعمال ذاك، وكذلك الحال بالنسبة إلى تصدير النفط. في نفس الوقت هناك مسائل أخرى، وأرجو أن يتضمن برنامج الحكومة الجديدة هذه المسائل، كما أتوقع أن يشارك فيها ممثلون عن مختلف أحزاب كوردستان ويكون لهم دور في تطوير الأوضاع.

رووداو: لكنهم استغلوا رواتب الشعب كورقة تفاوضية، وكورقة ضغط، هل من الصواب استخدام قوت الشعب ورواتبهم كمادة للتفاوض؟ ألا ترى أن الوقت قد حان لإبعاد الرواتب عن المعادلات السياسية وتنظيمها بقانون؟

كوبيش: أنا أؤمن بحكم القانون. يجب إيجاد حل لهذه المسألة بطريقة تسفر عن تفهم مشترك لقوانين اللعبة وتحدد واجبات كل طرف. أجد الآن أن بغداد تؤمن جزءاً من الرواتب وأربيل تؤمن جزءاً آخر، كما أن أربيل مازالت تحصل على جزء من العائدات وعلى إقليم كوردستان أن يوفر جزءاً من رواتب الموظفين، يجب على جميع الأطراف إبعاد هذه المسائل عن السياسة، وإيجاد الحلول على أسس واضحة وأن يكون هناك تفاهم حول كيفية التقدم ورسم خارطة طريق باتجاه الحل.

رووداو: من المؤكد أن للأطراف الدولية وخاصة أمريكا وإيران دوراً هاماً في هذه المرحلة، ما هي رسالة الأمم المتحدة ونصيحتها لهذه الأطراف؟ فمن الواضح أن إيران وأمريكا وحتى دول الجوار لا تزال تلعب دوراً كبيراً في العراق، كيف تريد أن يكون دور هؤلاء في المرحلة القادمة وخاصة في مسألة تشكيل الحكومة؟

كوبيش: من وجهة نظري، الذي يهم الآن هو وجود حكومة تنتهج بصدق سياسة الجار الجيد مع كل دول المنطقة وتكون لها علاقات جيدة مع جميع الحلفاء في المنطقة وخارجها، مع سيادة عراقية كاملة. يجب أن تحسم الحكومة العراقية موقفها وتبني علاقاتها على أساس المصالح المشتركة، وهناك مجالات عديدة بحاجة إلى تنسيق واتخاذ خطوات إلى الأمام، لكنها جميعاً تبدأ مع تشكيل الحكومة، فإذا كانت طريقة تشكيلها صحيحة، عندها يجب على الشركاء الدوليين أن يتقدموا وأرى أن العمل الأهم هو تشكيل حكومة صحيحة.

رووداو: تقصد أن على العراقيين أن يمارسوا الدور بأنفسهم… أنا واثق أنكم تعلمون بأن الدبلوماسيين الأمريكيين وحتى الروس ودبلوماسيي الدول الأخرى قلقون على موضوع أكثر من غيره، وهو ظهور داعش من جديد، وهذا الموضوع بالنسبة إلى أمريكا بصورة خاصة، يعد الأولوية والهدف الأول، هل تتقاسمون معهم نفس المخاوف والقلق؟

كوبيش: هذه مسألة شائكة جداً، فكما تعلمون، لم يظهر داعش صدفة ليحتل ثلث البلد. هناك حل وهو الاستماع إلى مطالب الشعب، وقبل الكل أولئك النازحين والمهجرين في الداخل الذين انتشروا في أنحاء البلد، هؤلاء يجب أن يعودوا إلى ديارهم وتهيأ لهم متطلبات الحياة. يجب أن تكون هناك عدالة، ومسؤولية بكل أنواعها، وأن يكون هناك استقرار، وتوفر فرص اقتصادية واجتماعية، وإدارة سياسية جيدة، وبصورة عامة إدارة جيدة للبلد. يجب العثور على حلول سياسية على مستوى البلد ككل، ومرة أخرى أقول إن هذا واجب يتحتم على البلد نفسه وعلى شعبه أن يؤديه، أن تعمل في سبيله الحكومة المركزية وحكومة إقليم كوردستان، كما يجب أن تعمل مجالس المحافظات بجد وإصرار على خدمة مناطقها.

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi