شهود عيان يروون لرووداو تفاصيل هجوم عرب سوريين وعراقيين على مهاجرين كورد في اليونان
رووداو – أثينا: تباينت المعلومات الواردة حول الهجوم الذي شنه مهاجرون عرب من سوريا والعراق، على مهاجرين كورد من كوردستان سوريا في جزيرة “ميتيليني” اليونانية.
وفي الوقت الذي تداول فيه ناشطون مقاطع فيديو على شبكات التواصل الاجتماعي، تُظهر جانباً من الهجوم الذي وقع في الجزيرة اليونانية، وأرجعوا الهجوم إلى أسباب قالوا إنها “دينية” تتعلق بجهر المهاجرين الكورد بالإفطار في شهر رمضان، أكدت مصادر لشبكة رووداو الإعلامية، عدم وجود أي دافع ديني وراء الهجوم.
وقال روني حسين، وهو أحد المهاجرين الكورد من مدينة الحسكة بكوردستان سوريا، الموجودين في اليونان، لشبكة رووداو الإعلامية، إن “أسباب الهجوم لم تكن دينية متعلقة بالجهر بالإفطار خلال شهر رمضان”.
وأضاف حسين أن “المهاجرين الذين شنوا الهجوم كانوا سوريين من محافظة ديرالزور، إلى جانب مهاجرين آخرين من العراق”.
مشيراً إلى “وجود روايتين حول الحادثة، الأولى تفيد بأن خيم المهاجرين الكورد موجودة في منطقة سهلية، وكانت المياه القادمة من جانب خيم المهاجرين الآخرين، الموجودة في الأعلى، تتجمع بجانب خيم الكورد، ورغم تقديم الشكاوى للجهات الأمنية، إلا أن الشرطة اليونانية لا تكترث للمهاجرين حتى لو وصلت المشاكل بينهم إلى القتل”.
وتابع حسين أن “الرواية الثانية تتحدث عن أن المهاجرين السوريين تولوا توزيع المواد الغذائية التي تقدمها المنظمات (لوجود علاقات شخصية مع مسؤولي تلك المنظمات)، على باقي المهاجرين، فتعمّد المهاجرون السوريون توزيع كميات قليلة من المواد الغذائية على المهاجرين الكورد، ما أثار حفيظتهم واستنكارهم”.
كما لفتَ حسين إلى أنه “بحسب المعلومات التي حصل عليها من أشخاص داخل الجزيرة، لا يوجد قتلى، وإنما هناك العديد من الجرحى”.
وفي سياق آخر قال روني حسين إن “أوضاع المهاجرين في اليونان مزرية للغاية، ولا يمر يوم إلا وتحدث فيه عمليات قتل واعتداء”.
مؤكداً أن “غالبية الذين يرتكبون المشاكل هم السوريون والعراقيون، سواء فيما بيهم، أو بين السوريين من جهة والعراقيين من جهة أخرى، في حين تكتفي قوات الأمن اليونانية بالتفرج”.
من جهته قال “كرم”، وهو أحد أبناء سوريا من المكون العربي، المقيمين في جزيرة “ميتيليني”، لرووداو، إن “الخلاف بدأ بسبب تسلط العرب السوريين والعراقيين داخل المخيم على جميع المهاجرين، سواء من حيث توزيع المواد الغذائية، أو التحكم بحركة الخروج والدخول إلى المخيم”.
وأضاف كرم أن “خلافاً كبيراً نشب قبل أسبوع بين مجموعة كوردية وأخرى عربية بسبب تجمع المياه القادمة من خيم المهاجرين العرب بجانب خيم المهاجرين الكورد، ما أسفر عن حدوث شجار بين المجموعيتن، تم على إثره نقل 5 شبان كورد مع عوائلهم إلى خارج المخيم، وكانوا في حالة صحية يرثى لها جراء الإصابات التي تعرضوا لها، دون أن تتدخل السطلات اليونانية”.
مشيراً إلى أنه “لا توجد معلومات مؤكدة حول وجود حالات وفاة، ولكن هناك مصابون جروحهم بالغة”.
وأردف كرم أن “أسباب المشاجرة لم تكن دينية في البداية، ولكنها تطورت إلى دينية قومية (عنصرية) بحق الكورد”.
لافتاً إلى أنه “عقب المشاجرة أقام السوريون (من أبناء محافظة ديرالزور) احتفالات حتى الصباح، ابتهاجاً بـ(ضرب) المهاجرين الكورد”، منوهاً إلى أن “3 شبان عرب سوريين، دافعوا عن الكورد خلال المشاجرة”.
أما محمد خليل، وهو مهاجر كوردي من كوردستان سوريا، وموجود في أحد مخيمات اليونان، فقال لرووداو، إن “مهاجرين سوريين وعراقيين، بالإضافة إلى مهاجرين عرب من جنسيات أخرى، خاطبونا بالقول إن كورد سوريا (كفار ولا يصومون)، ومن هنا بدأت المشكلة”.
وأضاف خليل أن “17 كوردياً أصيبوا بجروح، بينهم 10 إصاباتهم خطيرة، كما أن هناك مصابين في صفوف المهاجرين العرب، إلا أنهم يخشون نقلهم إلى المستشفيات خوفاً من الاعتقال”، نافياً وجود قتلى من الطرفين.
يذكر أن ناشطين تداولوا مقاطع فيديو منذ يوم أمس الجمعة، قالوا إنها لمهاجرين عرب سوريين وعراقيين شنوا هجوماً على مهاجرين كورد في جزيرة “ميتيليني” اليونانية، مستخدمين القضبان الحديدية، ما أسفر عن مقتل 4 مهاجرين كورد، وإصابة العشرات بجروح بالغة، على حدِّ قولهم.
وتُظهر مقاطع فيديو نُشرت على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعي، عدداً من الشبان السوريين، إلى جانب شبان عراقيين، وهم يهجمون على خيمِ مهاجرين كورد من كوردستان سوريا في جزيرة “ميتيليني” اليونانية، مستخدمين القضبان الحديدية.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية