نائب عن الفتح: الكورد أحد أضلاع المثلث العراقي ولامانع من حصولهم على “رئاسة الوزراء”
رووداو – أربيل: أكد عضو مجلس النواب العراقي عن تحالف الفتح، وجيه عباس، أن “الكورد أحد أضلاع المثلث العراقي الذي لا يستقيم المثلث بدونه”، مضيفاً: “لا مانع من أن يأتي رئيس وزراء كوردي ليحكمنا”.
وقال عباس لشبكة رووداو الإعلامية إن “الانتخابات كانت انتخابات كسر العظم، حيث عرفت كل كتلة وزنها بعد 12 سنة من الخيبات والتهميش والسرقة، وكانت الفاصل الحقيقي في بيان نسبة دخول الديمقراطية ووعي الشعب العراقي ورغبته بالوصول إلى مرحلة التغيير”، مستدركاً: “حتى المقاطعة أحدثت تغييرات للوجوه بنسبةً 35%”.
وتابع: “تحالف الفتح يأتي في المرتبة الثانية بعد سائرون، ونحن لدينا مشروع استراتيجي كامل من أجل حفظ هيبة المواطن والدولة، وأيادينا مفتوحة للتفاوض مع الآخرين إلا صنفاً واحداً وهم من كانوا مع داعش ولم يقاتلوا التنظيم”، مبيناً: “كل الكتل عرفت أحجامها، فمن حصل على 92 مقعداً في انتخابات 2014 بسبب التزوير ومن خلال الضحك على الذقون، اليوم قبل بحصوله على 40 أو25 مقعداً”.
وأشار عباس إلى أن حصول تحالف الفتح الذي يمكن وصفه بـ “الحصان الأسود” على المرتبة الثانية في أول مرة يخوض فيها الانتخابات يعد إنجازاً، موضحاً: “نحن في مرحلة الإحماء استعداداً للعبور إلى المستقبل، والتحركات لم تبين حقيقة الصورة المقبلة، وهناك استعراض للعضلات وجس نبض التقبل والرفض من الآخرين، فالكتل تدور في نفس الدوامة، بعكس السنوات السابقة حيث كان الفائز يتنقل بين الدول، لكن اليوم الاخرين هم من يأتون إلى سائرون وكذلك إلى النصر والفتح”.
وذكر: “أنا كنائب لا يهمني من سيصبح رئيس الوزراء لكن المهم هو ما سيحصل عليه المواطن كنتيجة لكل ما يجري الآن، ويجب أن تحمل الهوية العراقية معنى المواطنة، فالعراق واحد غير قابل للتقسيم، وتاريخنا المشترك منذ 7 آلاف عام لن يتأثر سلباً بالعملية السياسية”.
وبشأن مدى صحة وجود سليماني في العراق ودوره في تشكيل حكومة جديدة، قال النائب عن تحالف الفتح: “لا أعلم إذا كان مستشار الحكومة العراقية في الحرب ضد داعش، قاسم سليماني موجوداً حقاً أم لا، وإثبات النفي أصعب من إثبات الشيء نفسه، لكننا لن نسمح لأي دولة بالتدخل فالتدخل مرفوض عراقياً وعروبياً، ونأبي أن نكون ذيلاً لجهة أخرى، فالانتخابات نتاج عمل العراقيين بأنفسهم لا السعوديين أو الأردينيين أو الإيرانيين”.
وحول تأثير واشنطن على العملية السياسية في العراق، قال إن “للسفارة الامريكية دوراً كبيراً ويمكن اعتبارها القائد الفعلي للحكومة العراقية، حيث لا يحدث شيء دون موافقة السفير الأمريكي والبريطاني وخاصة الأول، لكننا نريد تغيير ذلك، ونرفض تسييرنا حسب مفاهميهم”، لافتاً إلى أنه “نحن لدينا نفس عراقي خالص ونرفض الخضوع لمسؤولين منبطحين لهؤلاء (الأمريكيين)”.
وأوضح: “الديمقراطية الحالية مستوردة من على متن الصواريخ، لذا فإننا نتمنى إيجاد حكومة عراقية وطنية وبالمقابل معارضة وطنية حقيقية، بخلاف ما نراه الآن من انقسام السياسيين بين المعارضة والحكومة حسب قدرة كل شخص على السيطرة على المال الحرام، واعتقد أن هذه الدورة ستكون حافلة بالمعارضة الحقيقية ضد الفساد”.
ولفت إلى أنه “ليس بإمكان أي كتلة حكم العراق دون موافقة الآخرين، وفكرة الأغلبية السياسية طرحت من أجل كسب الأصوات القريبة”، مبيناً: “أنا كسياسي مستقل في قائمة الفتح لا يهمني سوى النفس العراقي الحقيقي لتذليل جميع المصاعب، وأن يقتنع الشعب العراقي بأن الحكومة مكونة من الشرفاء لا القتلة ومن ادخلوا داعش، نحن لدينا هذه النظرة ولا مانع من أن يأتي رئيس وزراء كوردي ليحكمنا”.
وتابع: “لدى الفتح لجنة تفاوضية فتحت أبوابها لضم الآخرين أو ضمنا مع الجهات الأخرى من خلال عقد سياسي عراقي وطني، لكن الخط الحقيقي لم يتضح بعد، ونرى أن العراق لن يُقاد بالأغلبية ما دامت الأحزاب ذاتها مقسمة فيما بينها”.
وفيما يتعلق بدور الكورد في تشكيل الحكومة الجديدة، قال عباس: “الكورد كانوا بيضة القبان، واليوم انتقلت (هذه البيضة) إلى بغداد لتذهب عند تحالف الفتح، وهم (الكورد) مواطنون عراقيون أولاً ولهم التمتع بكل الحقوق”، لافتاً إلى أن “الكورد أحد اضلاع المثلث العراقي الذي لا يستقيم المثلث بدونه، فيكفي أن يأتي حزب واحد ليمثل في نظر الآخرين جميع الكورد، ولاشك أن (إقليم كوردستان) جزء مهم من العراق وندعو إلى التغاضي عما حصل في السابق، لأنه لا وجود لحكومة بدون الكورد”.
وتابع: “لو أتى الكورد جميعاً بورقة تفاوض واحدة لكان هذا أفضل للشعب الكوردي البطل الذي قاوم الاحتلال والظلم الصدامي، أما لو دخل كل واحد منفرداً فإن النظرة اليهم ستكون أضعف”، مشيراً إلى أن “الكورد ستبقى لهم رئاسة الجمهورية ونيابة رئاسة البرلمان وبعض الوزارات، وكل ما كان لهم سيبقى، هذا إذا لم يزد بسبب الكرم الزائد لبعض السياسيين العراقيين”.
وأردف قائلاً: “الكورد خاصرة لينة لما حصل في العراق بعد سقوط الموصل، وهناك ذنب كوردي كبير بأخذ أسلحة الجيش العراقي والقتال بها في كوباني، إضافة إلى عدم إعطاء الأموال المستحصلة من النفط، إلى جانب مشكلة كركوك وكل ذلك جرّنا إلى الشكاوى التي نسمع عنها”، مستدركاً: “لكننا نتمنى حل جميع المشاكل ونرفض تقسيم العراق”.
وحسب النتائج النهائية للانتخابات العراقية، تصدر تحالف سائرون بزعامة مقتدى الصدر النتائج بواقع 54 مقعداً، ثم تحالف الفتح (يضم فصائل الحشد الشعبي) بـ47 مقعداً، ثم تحالف النصر بزعامة رئيس الوزراء حيدر العبادي بـ42 مقعداً.
فيما حصل تحالف القرار العراقي، بزعامة النجيفي، على 11 مقعداً من أصل 329 مقعداً.
وجاء إعلان النتائج وسط جدل واسع يدور في البلاد بشأن عمليات تزوير مزعومة.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية