مفوضية الانتخابات تؤشر “نجاحا كبيرا” بالتصويت الخاص وتعترف بمشاكل
شفق نيوز/ أغلقت مراكز الاقتراع المخصصة للتصويت الخاص في العراق أبوابها بعد انتهاء الوقت المخصص للمشمولين به للإدلاء بأصواتهم من القوات الامنية.
وفتحت مكاتب الاقتراع في العراق أبوابها صباح الخميس أمام نحو مليون عسكري للإدلاء بأصواتهم في عملية تصويت خاصة، قبل يومين على الانتخابات التشريعية المقررة في 12 أيار/مايو الجاري.
وافتتحت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات 494 مركزا انتخابيا للتصويت الخاص بالقوات الامنية، بعدد محطات اقتراع بلغت 2239، وبلغ عدد الذين يحق لهم التصويت الخاص من الأجهزة الأمنية 943639 الف ناخب تقريبا، وافتتحت مراكز للتصويت المشروط، وهي مراكز للنازحين 75 مركزا بعدد محطات بلغ (510 محطة)، كما افتتحت مراكز لتصويت السجناء بعدد 25 مركزا، حيث بلغ عدد المشمولين بالتصويت 26770.
وشكا منتسبو الأجهزة الأمنية في العراق وإقليم كوردستان يوم الخميس من بطء استجابة أجهزة التصويت الالكترونية وحدوث خلل فني في بعضها.
واعلنت المفوضية ان التصويت الالكتروني المستحدث حقق “نجاحا كبيرا”، وقالت انها لم تسجل خروقات “رغم حصول عطل ببعض الاجهزة”.
وبحسب تسريبات فقد سجلت مراكز التصويت الخاص مشاركة كبيرة بخاصة في المحافظات الجنوبية.
وسجلت منظمة تموز المراقبة لسير عملية الانتخابات، عددا من الملاحظات خلال تصويت القوات الامنية قبل يومين من الانتخاب العام.
وذكر تقرير للمنظمة ورد لشفق نيوز، انها اشرت وجود دعاية انتخابية قرب المراكز الانتخابية في أغلب المحافظات، وتأخر افتتاح عدد من المراكز ومحطات الاقتراع لفترة تتراوح بين 10 دقيقة الى 60 دقيقة، ومنع دخول مراقبي منظمة تموز لمركز بردة في قضاء الشرقاط.
وتابعت “عدم تعليق أسماء الناخبين على جدران المركز والاعتماد على الكمبيوتر مما أدى الى حصول فوضى عارمة في بعض المراكز، عطل جهاز قارئ البطاقة الالكترونية والبصمة في عدد من المراكز كما في مركز السدير 1107 في بغداد- مدينة الصدر وصلاح الدين ومركز النور/النجف ومركز القمة- ديالى ومركز النصر في الموصل، كثافة وفوضى داخل محطات الاقتراع بسبب عدم وجود مراقب طابور من جهة وتأخير في عمل جهاز قراءة البطاقة والبصمة بين 5 الى 10 دقائق من جهة أخرى”.
واشرت ايضا حصول “تشابك بالأيدي بين الموظفين والناخبين بسبب تأخر عمل الاجهزة وضعف في خبرات الموظفين كما حصل في مركز الزهراء رقم 164450 في محافظة النجف ومركز الصراط رقم 172104 في السماوة ومركز اعدادية عمار بن ياسر في الانبار”.
واضافت “سحب بطاقة الناخب البايومترية من قبل المفوضية بعد الانتخاب في عدد من المراكز في بغداد والمحافظات ومراكز أخرى لم يجر سحبها، نسبة المشاركة جيدة في أغلب المراكز مع وجود كثافة في مراكز أخرى، وجود نقص في اعداد بعض الموظفين في المراكز ومحاولات لتعويضهم بآخرين من غير الموظفين، وجود تدخلات في عدد محدود من المحطات بهدف التوجيه لانتخاب قوائم معينة، رصد شكاوى من الناخبين لعدم السماح لهم بالتصويت في مركز مدرسة الامل بسبب انهم من محافظة البصرة وان تصويتهم يجب ان يكون هناك، مما يعني عدم وجود تحديثات عن اماكن تواجد العسكر”.
وتابعت منظمة تموز في رصدها لعملية التصويت الخاص “السماح بالتصويت لمن لا توجد اسماءهم في سجلات الناخبين بما لا يتجاوز الخمسين ناخبا، كما في محطات مركز كولوجو في كلار- السليمانية، خرق لسرية الاقتراع من قبل مراقب صندوق الاقتراع حيث يقوم موظف المفوضية بإدخال ورقة الاقتراع في الصندوق وليس الناخب علما ان ورقة الاقتراع ظاهرة للعيان”.
وحذر رئيس مفوضية الانتخابات السابق فرج الحيدري من جملة مشاكل فنية وتقنية قد تشهدها عملية التصويت الالكتروني للانتخابات التشريعية العراقية في 12 ايار مايو الجاري وما يرافقها من عمليات عد وفرز.
ويحق لـ24 مليون عراقي الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات من أصل 37 مليون نسمة، وذلك من خلال البطاقة الالكترونية التي يجري اعتمادها للمرة الأولى، في مسعى لسد الطريق أمام التلاعب والتزوير.
وبحسب مسؤولي المفوضية فان عملية التصويت الالكترونية من شأنها اختصار الزمن الذي تستغرقه عملية التصويت الى النصف، وان اعلان النتائج النهائية سيتم اعلانها في غضون ساعتين فقط بعد إغلاق مراكز الاقتراع.
لكن منظمات معنية بمراقبة الانتخابات قلّلت من أهمية هذا المشروع عازية ذلك الى عدم توفر البُنى تحتية للتصويت الالكتروني مشيرين الى تذبذب التيار الكهربائي وضعف أو انعدام شبكات الإنترنت لا سيما في المناطق النائية، وانتشار الأمية الالكترونية.
إلا ان رئيس مفوضية الانتخابات السابق فرد الحيدري دعا من خلال شفق نيوز القائمين والمعنيين على ملف الانتخابات الى مراعاة النقاط لخطورتها بعد اطلاعه ميدانيا على اجهزة التصويت الالكتروني:
1- الاجهزة لا تقرأ الباركود مما سيجبر الموظف على ادخاله يدويا، الامر قد يحتاج وقتا اطول لاتمام العملية.
2- افتقار اجهزة التصويت الالكترونية الحساسة الى اليات تبريد تجعل من عملها لايتعرض الى مخاطر الحرارة لاسيما مع افتقار كثير من مراكز التصويت الى اجواء مناسبة للحفاظ على تلك الاجهزة وهناك مخاوف من توقف عمل الاجهزة بسبب درجات الحرارة بالتالي يفضي الامر الى التصويت اليدوي.
3- كثير من الاجهزة تقرأ وجها واحدا للاوراق الانتخابية اي بمعنى قد يقوم الجهاز بقراءة 30 ورقة انتخابية من اصل 50.
4- الجهاز حساس جدا واي ضغط متواصل عليه يتسبب باطفائه واعادة تشغيله تتسبب بمشاكل تقنية.
5- ارسال البيانات يتطلب فضاءً مفتوحا واغلب مراكز التصويت تفتقر الى ذلك، او شبكة ناهيك عن مخاطر احتمالات ذهاب البيانات الى دبي ومن ثم عودتها الى مراكز الادخال في مفوضية الانتخابات او المكتب الوطني.
وعبر الحيدري عن قلقه من انعكاسات ذلك على العملية الانتخابية متوقعا ان يتم التوجه الى “التصويت اليدوي في الجهاز ذاته بعد ساعات محدودة من بدء عمليات التصويت”.
وبحسب وكالة يونهاب الكورية فقد فان شركة ميرو سيستيمز الكورية الجنوبية وقعت مع مفوضية الانتخابات العراقية على عقد بقيمة 100 مليون دولار لتجهيزها بأجهزة عد وفرز نتائج الانتخابات.
الجهاز هو عبارة عن (ماسح ضوئي Scanner) يوضع فوق الصندوق الانتخابي ليقوم الناخب بعد اختيار مرشحه في ورقة الاقتراع بوضعها في فتحة الجهاز لتسجل خياره الكترونياً.
وبالمجمل يتنافس في الانتخابات 320 حزبا سياسيا وائتلافا وقائمة انتخابية، موزعة على النحو التالي: 88 قائمة انتخابية و205 كيانات سياسية و27 تحالفًا انتخابياً، وذلك من خلال 7 آلاف و367 مرشحا.
وتتوزع المقاعد البرلمانية على المحافظات العراقية الـ18 استنادا إلى التعداد السكاني لكل منها.
فالعاصمة العراقية بغداد تأخذ 71 مقعدا، ونينوى 34، والبصرة 25، وذي قار 19، والسليمانية 18، وبابل 17، وأربيل 16، والأنبار 15.
في حين يكون من نصيب ديالى 14 مقعدا، وكركوك 13، والنجف ودهوك وصلاح الدين 12 مقعدا لكل منهم، والديوانية وكربلاء وواسط 11 مقعدا في كل محافظة، وتأخذ ميسان 10 مقاعد، والمثنى 7.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية