ماذا يقول نيجيرفان البارزاني عن الانتخابات البرلمانية واستفتاء الاستقلال؟
رووداو – اربيل: تتوجه أنظار كافة الأحزاب في إقليم كوردستان، وكذلك في العراق، نحو الحزب الديمقراطي الكوردستاني فيما يتعلق بالانتخابات التشريعية العراقية المقبلة، وما الذي ينوي الحزب الديمقراطي الكوردستاني فعله في هذا السياق.
وتأتي مشاركة الحزب الديمقراطي الكوردستاني في الانتخابات التشريعية العراقية، في وقت أشرف فيه الحزب على استفتاء استقلال كوردستان، وفي حال توجه إلى بغداد، فماذا سيحصلُ لنتائج الاستفتاء يا ترى؟
وتعتبر نتائج الاستفتاء بمثابة وثيقة قانونية وتاريخية بيد الحزب الديمقراطي الكوردستاني وإقليم كوردستان، فيما يؤكد الحزب على أنهم لن يساوموا على نتائج الاستفتاء.
وخلال مشاركة رئيس حكومة إقليم كوردستان، ونائب رئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني، نيجيرفان البارزاني، في برنامج “Çi Dikin” على شاشة قناة رووداو، في مكتبه الخاص بأربيل، تحدث عن الانتخابات العراقية القادمة، وأوضاع الكورد فيها، وبرامج وخطط الحزب الديمقراطي الكوردستاني قبل وبعد هذه الانتخابات، وفيما يلي نص اللقاء:
رووداو: بماذا أنتم منشغلون سيد نيجيرفان؟
نيجيرفان البارزاني: نحن منشغلون بالحكومة وبأعمالنا وبالانتخابات، كل هذه الأمور معاً…
رووداو: سيد نيجيرفان، في وقت سابق، أجريت لقاء معكم في السليمانية، وأخبرتكم بأن هناك عُقداً، ولا يزال هناك عُقد…
نيجيرفان البارزاني: ألم تنفك بعض الشيء؟
رووداو: هل انفكت؟ مثلاً كانت هناك عُقد مع تركيا، مع إيران، مع بغداد، وكانت العقدة مع تركيا صعبة لدرجة عصية، كيف انفكت؟
نيجيرفان البارزاني: يجب أن تكون هناك مقارنة، أليس كذلك؟ فلو أننا أجرينا مقارنة بين الحاضر وبين ثلاثة أشهر من الآن…
رووداو: هناك الكثير من الاختلاف، سيد نيجيرفان، أليس كذلك؟
نيجيرفان البارزاني: هناك الكثير من الفرق، لقد تغير الكثير. بالنسبة للعُقد التي كنت تتحدث عنها، بعد الاستفتاء كانت هناك مبادرة من الرئيس الفرنسي، السيد ماكرون، ثم من السيدة ميركل ثم الدول الأخرى الأوروبية، وقد أدت هذه إلى فك تلك العُقد.
رووداو: سيد نيجيرفان، لقد بدأت حملة الدعاية الانتخابية، وتركز الأطراف كثيراً على الوضع الداخلي وتسقيط بعضها البعض، لكنها لا تركز بنفس القدر على بغداد وعلى ما ستفعله عندما ستكون في بغداد. ماذا تقولون عن هذا؟ والحزب الديمقراطي الكوردستاني لم يضع بعد كل ثقله على الحملة الانتخابية، وإذا بدأ حملته الحقيقية، ماذا سيفعل؟
نيجيرفان البارزاني: في الحقيقة، أرى أن ما يجري الآن سيء جداً، يبدو أن هؤلاء لا يدركون بأن هذه الانتخابات ليست انتخابات برلمان كوردستان، إنها انتخابات مجلس النواب العراقي، وقد ثبت أنه في حال لم تكن كلمة الكورد واحدة موحدة في بغداد بخصوص القضايا، فلن يتمكن أي منهم أن يفعل شيئاً لوحده.
هذا التسقيط في إقليم كوردستان يوهم بأن الانتخابات خاصة بكوردستان فينبري الجميع لتسقيط الآخر، هذا يزعجنا في الحزب الديمقراطي الكوردستان وهو مرفوض من جانبنا. نحن نعتقد بضرورة توحيد الصف، لأن مقاعد الكورد مجتمعة تبلغ حوالى 55 مقعداً، ولو تشتت هذه المقاعد الخمسة والخمسون، فما هو الانجاز المتوقع من وراء ذلك؟
وحملة التسقيط التي أجدها اليوم في كوردستان، من خلال شاشات التلفاز والحملات الانتخابية وبرنامج “ماذا تفعلون؟” وغيرها، سيئة إلى أقصى الحدود، لأنه إذا كان الكورد متحدين وكان الكوردستانيون موحدين، عندها فقط يستطيعون المطالبة وتحقيق مكاسب لإقليم كوردستان، أما مع هذا التشتت فلن يتمكنوا من انجاز أي شيء…
رووداو: سيد نيجيرفان هناك من يحد سكينه على حكومة إقليم كوردستان…
نيجيرفان البارزاني: ماذا يفعلون؟
رووداو: يقولون إن الحكومة فاسدة، لا تدفع الرواتب، ويقولون أرأيتم كيف يلغون نظام ادخار الرواتب، حتى أن برهم صالح يتساءل: أليس من المعيب أن يتقاضى البيشمركة نصف رواتبهم! الكل يوجه كلامه إليكم، وأنتم في الحزب الديمقراطي الكوردستاني، إلى من توجهون كلامكم؟
نيجيرفان البارزاني: إنها الدعاية الانتخابية. كل هذا يدخل في إطار الدعاية الانتخابية، ولو أنهم حلوا محلنا لما استطاعوا أن ينجزوا أكثر مما فعلنا، وهم أنفسهم واثقون من هذا. هم واثقون تماماً من هذا، لأن هذا هو ما تفرضه الظروف.
فهل من المعقول أن تمتنع حكومة قادرة على صرف رواتب كاملة، عن صرف رواتب مواطنيها، هذا لا يعقل ابداً. لذا أرى أن هذا في أغلبه يهدف إلى حث المواطنين بصورة من الصور على التصويت لصالحهم، وإلا فإنه لا يغير شيئاً من الواقع.
رووداو: سيد نيجيرفان، تقولون في واحدة من المقابلات إن الجميع يعتبر نفسه شريكاً للحزب الديمقراطي الكوردستاني عندما تكون هناك مكاسب، لكن عندما يحدث ما يسوء، يلقي الجميع المسؤولية كلها على الحزب الديمقراطي الكوردستاني. هل ترى أن الأطراف مازالت متمسكة بهذا؟ وقلتم أيضاً أن الحزب الديمقراطي الكوردستاني يتحمل المسؤولية في كلتا الحالتين.
نيجيرفان البارزاني: هذه حقيقة. الآن هناك هجمة على الذي قام بالاستفتاء، وعلى الاستفتاء، أنظر في وسائل الإعلام. يأتي هذا بينما حضر الجميع عند الاستفتاء وأدلوا بأصواتهم متفاخرين.
أنا أدعو أبناء كوردستان لتقييم هذا بنفسهم، ويعرفوا ماذا يعني هذا. نحن لم نقل مثل قولهم، وقد تحملنا المسؤولية، ووضعناها على عاتقنا، وإن شاء الله سنصلح الأمور بل وسنجعلها أفضل. هذا من جانبنا.
لكن لا يعقل أن يأتي الذين تفاخروا وتباهوا بالاستفتاء فيما سبق، ليظهروا على شاشات التلفاز ويتحدثوا ضد الاستفتاء ويقولوا إنهم كانوا ضده. على المرء أن يتحمل المسؤولية.
رووداو: سيد نيجيرفان، يطرح منافسو الحزب الديمقراطي الكوردستاني وآخرون سؤالاً مفاده: كيف تولى الحزب الديمقراطي الكوردستاني قيادة الاستفتاء لاستقلال اقليم كوردستان، ويخوض الآن حملة انتخابات مجلس النواب العراقي، ألا يتضمن هذا تناقضاً في مواقف الحزب الديمقراطي الكوردستاني؟
نيجيرفان البارزاني: ليس هناك أي تناقض، وحتى عندما طرحنا مسألة الاستفتاء، هل يستطيع أي منهم أن يأتي بمقولة لنا صرحنا فيها بأننا سنفرض رأينا عنوة، لقد تمسكنا بالقول بأننا سنفعل كل شي من خلال الحوار، ومن خلال التفاوض مع بغداد، وقلنا بأننا سنحل المشاكل على طاولة المفاوضات، والآن لم تتغير سياستنا تلك.
إن حق تقرير المصير بالنسبة لشعب كوردستان ليس بالأمر الذي نستطيع نحن التنازل عنه، ولا يستطيع أي كوردي ذلك. ونعتقد نحن في هذه المرحلة، أننا نستطيع مع بغداد وعلى طاولة المفاوضات التوصل إلى حل يصب في مصلحة شعب كوردستان وفي مصلحة العراق أيضاً. ويهمنا أن نعرف إلى أي مدى سنكون مؤثرين في بغداد، فلا ينبغي أن نغادر بغداد، وستظل بغداد شريكاً ستراتيجياً لنا، لكن هذا لن يغير من قضيتنا شيئاً، ولو أننا سرنا باتجاه الفدرالية أو الكونفدرالية أو الاستقلال أو أي شيء آخر، فإن بغداد في تصورنا ستظل الشريك الستراتيجي لإقليم كوردستان. ويجب علينا أن نتوصل مع بغداد إلى تفاهم مشترك بشأن مستقبل كوردستان.
رووداو: سيد نيجيرفان، أنتم ترأسون حكومة إقليم كوردستان، وأنتم في قيادة الحزب الديمقراطي الكوردستاني، ما هي قيمة السلطة عندكم؟
نيجيرفان البارزاني: أرى أن السلطة إن كانت لأجل خدمة الشعب فإنها جيدة، أما إن لم تكن لخدمة الشعب فلا قيمة لها.
رووداو: يبدو الحزب الديمقراطي الكوردستاني متلكئاً بعض الشيء في الدعاية الانتخابية، وخصوصاً في كرميان ومحافظة السليمانية، ما سبب ذلك؟
نيجيرفان البارزاني: يمكن طرح هذا السؤال على تنظيمات الحزب الديمقراطي الكوردستاني، ومع ذلك هناك استعدادات، بل هناك استعداد جيد، كما لا يزال أمامنا متسع من الوقت، فلم ينقض الوقت. في الحقيقة يعمل الحزب الديمقراطي الكوردستاني على تنظيماته، ونحن لا تعجبنا كثيراً هذه المعمعة التي تجري الآن، والتي تقض مضاجع الناس، نحن لا نحب هذا.
رووداو: قلتم قبل أيام في أربيل، إنكم ستكونون الحزب الأول، ما الذي تعتمدون عليه لتكونوا القوة الأولى في إقليم كوردستان؟
نيجيرفان البارزاني: نعتمد على أصوات شعب كوردستان، فنحن مطمئنون إلى أن الكوردستانيين يدركون جيداً بأن الحزب الديمقراطي الكوردستاني هو القوة التي تستطيع تحقيق حقوقهم، وتسعى بجد في سبيلها. نحن معتمدون على أصوات الشعب.
رووداو: سيد نيجيرفان، هل السلطة ممتعة، هل يسعد المرء عندما يكون في السلطة؟ كيف تكون ممتعة وكيف تكون متعبة؟
نيجيرفان البارزاني: من المؤكد أنه ليس صحيحاً أن يقول المرء بأن السلطة ليست ممتعة، لكن السلطة مسؤولية، وعندما تكون لديك السلطة عليك أن تقبل بتلك المسؤولية وأن تعرف كيف تتصرف في إطار سلطتك، وعليك أن تدفع الضريبة عنها، فالسلطة لا تخولك أن تفعل ما تشاء. فالسلطة لا تعني استخدامها فيما تحب، إنها مسؤولية عليك أن تشعر بها.
رووداو: في كثير من الاحيان يقول الناس إن أصحاب السلطة لا يتسنى لهم النوم لأن عليهم أن يراقبوا البلد على مدار 24 ساعة. متى تنام ومتى تستيقظ من النوم يومياً؟
نيجيرفان البارزاني: انا استيقظ مبكرا في حوالى السادسة والنصف صباحاً، وفي أغلب الأيام أكون في العمل في مكتبي في حوالى السابعة والنصف.
رووداو: في السابعة والنصف صباحاً؟
نيجيرفان البارزاني: بلى، في ما بين السابعة والنصف حتى الثامنة صباحاً.
رووداو: سيد نيجيرفان هل تمارس الرياضة؟
نيجيرفان البارزاني: نعم أمارس الرياضة أيضاً، خصصت وقتا للرياضة، في السابق كنت أركز على الجري، لكني الآن أركز على الدراجة الهوائية.
رووداو: وتتسلق الجبال؟
نيجيرفان البارزاني: نعم أتسلق الجبال، كلما واتتني الفرصة، وخاصة في الربيع وفي الخريف، أمارس رياضة التسلق مع الأصدقاء.
رووداو: سيد نيجيرفان، بعد أن تخلى السيد الرئيس عن منصب رئاسة الإقليم، ألم يزد ذلك من أعبائكم.
نيجيرفان البارزاني: من المؤكد أن العبء زاد بعد الاستفتاء، ولكن كل ما نقوم به الآن يحظى بدعم سيادة الرئيس، فهو يدعمنا مائة بالمائة، ويدعم الخطوات التي نخطوها. وعندما اتصل به العبادي هاتفياً، أكد له بأنه يدعم كل الخطوات التي تتخذها حكومة إقليم كوردستان.
رووداو: ولكن السيد مسعود البارزاني يظهر قليلاً، وخاصة في الدعاية الانتخابية للحزب الديمقراطي الكوردستاني والاجتماعات وتجمعات الحزب الخاصة بالدعاية الانتخابية الخاصة بانتخابات مجلس النواب العراقي.
نيجيرفان البارزاني: ربما يكون أقل ظهوراً من ذي قبل، لكن ذلك لا يعني أنه لا يدعم العملية. وإن شاء الله سيظهر.
رووداو: عفوا سيد نيجيرفان، هل يريد هو أن يصوت أبناء كوردستان وخاصة أعضاء وجماهير الحزب الديمقراطي الكوردستاني في هذه الانتخابات؟
نيجيرفان البارزاني: نعم، هو يريد أن يصوت أبناء كوردستان وأعضاء الحزب الديمقراطي الكوردستاني في هذه الانتخابات. والذي يهتم به في المقام الأول هو وحدة الصف الكوردي، وكان يرغب أن يقرر الجميع معاً مقاطعة الانتخابات أو المشاركة فيها، أو الانسحاب مجتمعين من بغداد في حال عدم حصولنا على حقوقنا الدستورية، لكن المؤسف جداً أننا في كوردستان غير موحدين وهناك الكثير من التشتت.
رووداو: ماذا تفعلون لكي يحافظ الذين يذهبون إلى بغداد على وحدة الصف الكوردي ويظهروا بقوة؟ هل ثم خطة لتحقيق المزيد من المكاسب.
نيجيرفان البارزاني: يا سيد هيفيدار، دعني أخبرك بإن الكورد إذا ظلوا مشتتين ولم يتحدوا فلن يحصلوا على شيء في بغداد. نعم نحن لدينا خطة، ونخطط أن نجتمع معا جميعاً بعد الانتخابات، وأن نوحد صفوفنا، نعم يهم عدد الأصوات والمقاعد التي ستحصل عليها في الانتخابات العراقية، لكن الأهم هو التحالفات التي تتبع الانتخابات.
رووداو: هل كانت هناك أبواب لانضمام دول أخرى لحصارنا، ماذا لو فعلت تركيا ذلك؟
نيجيرفان البارزاني: إنها مصالح مشتركة، فمثلاً هناك عدد من المنافذ الحدودية بيننا وبين إيران، وهذه المنافذ لا تهمنا نحن وحدنا بل تهم إيران أيضاً لأن المعاش اليومي لسكان تلك المناطق الحدودية يعتمد على هذه المنافذ، لهذا أعادت جمهورية إيران الإسلامية مشكورة فتح تلك المنافذ، أما تلك التي مع تركيا فكانت على حالها، والوضع الآن أفضل مما كان عليه في ذلك الوقت.
رووداو: نعود إلى العراق، كانت رئاسة الجمهورية من نصيب الكورد لثلاث دورات، هل تعتقد أنها ستكون من نصيب الكورد هذه المرة أيضاً، واذا كانت للكورد فلمن ستذهب؟
نيجيرفان البارزاني: أعتقد أن هذا المنصب سيبقى من نصيب الكورد، لا أظن أنه سيذهب لغير الكورد، لأن من المؤكد أن واحداً من هذه المناصب سيكون للكورد، ولا أعتقد أن منصب رئيس الوزراء سيكون للكورد، مجلس النواب هام بالنسبة لنا ولكن هل ستتفق المكونات على إسناد هذا المنصب للكورد، والاحتمال الغالب على ما أرى هو إسناد منصب رئيس الجمهورية للكورد.
لكن المسألة لم تحسم بعد. كما لم يحسم لمن سيذهب المنصب إذا كان من حصة الكورد، لأن هذا الموضوع تدخل فيه حسابات يجب أن تبحثها القوى الكوردية وتتخذ قرارها ولا أجد الأمر سهلاً.
رووداو: إذن، ورغم كون المنصب من نصيب الاتحاد الوطني الكوردستاني لثلاث دورات، لا يشترط أن يذهب إليهم هذه المرة ايضاً؟
نيجيرفان البارزاني: كلا، هذا غير مشترط. أبداً، يجب أن تجتمع الأطراف وتتفق بشأن الأمر. الوضع فيما مضى كان مختلفاً، لكن ذلك الوضع لم يعد قائماً. فقد كان المرحوم مام جلال حينها موجوداً وكان سيادة الرئيس رئيساً للإقليم، الأمور تغيرت الآن، لذا من المؤكد أن تختلف طريقة التفاوض واتخاذ القرار بخصوص هذا الموضوع. ولن تعود كما كانت في السابق.
رووداو: سيد نيجيرفان، يتطلع موظفو إقليم كوردستان إلى المزيد من المراجعة لنظام ادخار الرواتب، هل لديكم خطط لإلغاء نظام الادخار نهائياً؟
نيجيرفان البارزاني: لقد تأخرت الرواتب وظلت. وقد سررنا أن استطعنا في الشهرين الأخيرين تعديل ذلك النظام، بطريقة جعلت الرواتب أفضل مما كانت عليه من قبل. لكن أجد من المناسب حقا أن نذكر أنفسنا بأننا مررنا منذ العام 2014 بفترة عصيبة جداً في كوردستان، ولولا صمود مواطني كوردستان وتفهمهم الكامل لبات الوضع أسوأ بكثير.
وأنتهز هذه الفرصة لأقول مرة أخرى بأننا نشكر شكراً خاصاً جميع موظفي إقليم كوردستان على تفهمهم التام للوضع الصعب الذي عاناه إقليم كوردستان. حيث قطع الموازنة أولاً، ثم حرب داعش، فقدوم مليون وثمانمائة ألف نازح ولاجئ، وهبوط أسعار النفط بصورة غير متوقعة أبداً، تتابعت هذه كلها لتخلق مشاكل صعبة جدا لإقليم كوردستان ولولا تحمل وتفهم ومساندة مواطني إقليم كوردستان لاختلف وضع الإقليم ولكان بصورة أخرى.
يسرنا أننا استطعنا إجراء تعديل جيد في الرواتب، لكننا نأمل أن نتمكن من الانتهاء مما يسمى بالادخار، وأن لا تعود هذه المسألة موضوع الساعة والشغل الشاغل للإعلام وتنتشر الاشاعات عنه.
رووداو: هل خططتم للقيام بذلك في موعد محدد؟
نيجيرفان البارزاني: لدينا خطة…
رووداو: إذن هناك خبر سار؟
نيجيرفان البارزاني: من المؤكد أن لدينا خطة …
رووداو: لإنهاء هذا الادخار؟
نيجيرفان البارزاني: نعم لإنهائه، لكن الرواتب التي تدفع تتناسب مع العائدات المتوفرة لدينا، ومن المؤكد أننا حين نلمس زيادة في العائدات والمبالغ التي تردنا من بغداد. ولازلنا نخوض مباحثات جادة مع بغداد لحل بعض مشاكل النفط وغيرها، وعند حل هذه المشاكل الأخرى مع بغداد والتي أشعر بالتفاؤل حيال حل بعضها. أعتقد أن هذا الادخار سيلغى حينها.
رووداو: هناك قلق من توقف صرف الـ318 مليار دينار من جانب العراق، وثم شائعات تقول إنها تتوقف بعد الانتخابات لأنها اتفاق بين السيد نيجيرفان والعبادي…
نيجيرفان البارزاني: إنه 317.
رووداو: يقولون إنه اتفاق بينكم وبين السيد العبادي، لاجتياز مرحلة الانتخابات، ثم تعود الأمور إلى سابق عهدها…
نيجيرفان البارزاني: هؤلاء خلطوا الأمور على العبادي ايضاً، هذه الأطراف التي كانت تتردد على بغداد باستمرار، كانوا قد خلطوا الأمور على رئيس الوزراء لكي لا يميز بين الصواب وغيره.
لكن الذي يدعو للارتياح أنه بالنتيجة تعامل مع إقليم كوردستان ومع حكومة إقليم كوردستان. وهذا الاتفاق بيننا ليس اتفاقاً موقتاً. نعم إن الأمر بحاجة إلى المزيد من التباحث لتثبيته نهائياً، ولكن ليس هناك اتفاق بيني وبين السيد رئيس الوزراء على أن يكون الأمر موقتاً.
لقد اتخذ هذا القرار مشكورا بصفته رئيس وزراء العراق، صحيح أن قراره جاء متأخراً، لكن التأخير كان نتيجة التشويش الذي تسببت فيه القوى الكوردستانية نفسها وجعلته في حيرة من أمره، حتى أوضحنا له الأمور واقتنع بأن الذي نقوله نحن هو الحقيقة الفعلية، وأن عليه التعامل مع حكومة إقليم كوردستان، الكيان السياسي المتمثل في حكومة إقليم كوردستان لحل هذه المشكلة.
هذه الانتخابات انتخابات هامة، وأعتقد أنه يجب التوقف عندها وتمحيصها بدقة، ومن هنا، من خلال قناتكم أدعو أعضاء ومؤيدي الحزب الديمقراطي الكوردستاني إلى حمل هذا الأمر على محمل الجد، لتعزيز الحزب الديمقراطي الكوردستاني الذي كلما كان أقوى في بغداد كلما حقق المزيد من المكاسب لإقليم كوردستان، وبخلافه، إذا لم يكن الحزب الديمقراطي الكوردستاني قوياً هناك، من المؤكد أن إقليم كوردستان سيخسر.
هذه حقيقة. ويجب أن يتوجهوا جميعاً وبشعور بالمسؤولية إلى صناديق الاقتراع في يوم الانتخابات ويدلوا بأصواتهم.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية