توطين مسلحي “فيلق الرحمن” وعائلاتهم في عفرين بعد تهجير مئات الآلاف من سكانها
رووداو – أربيل: وصل مسلحون من “فيلق الرحمن” مع عوائلهم إلى منطقة عفرين بكوردستان سوريا، وذلك بعد أيام من وصولهم إلى محافظة إدلب، على متن قوافل التهجير التي تتابعت على مدار أيام، ونقلت عشرات الآلاف من المسلحين وعوائلهم والمدنيين الرافضين لاتفاق “فيلق الرحمن” مع الروس بخصوص خروجهم من جوبر وزملكا وعربين، حيث توجهوا إلى مدينة عفرين، وفور وصولهم استوطنوا في منازل مواطنين نزحوا في الأسابيع الفائتة إثر هجوم القوات التركية والفصائل السورية الموالية، لها نحو مناطق في ريف حلب الشمالي، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ونقل المرصد عن مصادر وصفها بـ”الموثوقة”، قولها إن “فيلق الرحمن يعتزم التوجه إلى عفرين كوجهة له ضمن هذا الاتفاق الذي جرى بين (فيلق الرحمن) وجنرال روسي، والذي ينص في بنوده على البدء الفوري بنقل الحالات المرضية والجرحى إلى مشافي العاصمة دمشق أو المشافي الميدانية الروسية، عبر الهلال الأحمر، مع ضمانة روسية لعدم ملاحقتهم من قبل النظام، وتخييرهم بين العودة للغوطة أو الانتقال إلى الشمال السوري بعد انتهاء علاجهم، وخروج المقاتلين (المسلحين) بالأسلحة الخفيفة مع عوائلهم ومن يرغب من المدنيين إلى الشمال السوري، وأن يخرج المسلحون والمدنيون ومعهم أمتعتهم وأجهزتهم ووثائقهم وأموالهم، دون تعرضهم للتفتيش، ومن يختار البقاء فإن روسيا تضمن عدم ملاحقتهم من قبل قوات النظام، ويجري نشر نقاط للشرطة العسكرية الروسية داخل مدن وبلدات الغوطة الشرقية وحي جوبر”.
وأضاف المرصد أنه “بعد خروج الدفعة النهائية من المقاتلين (المسلحين) والمدنيين ممن جرى تهجيرهم من القطاع الأوسط في الغوطة الشرقية، باتت قوات النظام تبسط سيطرتها على نحو 94 % من مساحة غوطة دمشق الشرقية”.
مشيراً إلى أن “عدد الخارجين من غوطة دمشق الشرقية ارتفع إلى 195400 شخص، نحو الشمال السوري ومناطق النظام، ومنهم من بقي في المناطق التي سيطرت عليها قوات النظام ضمن الغوطة الشرقية، في الجيب الخاضع لسيطرة (فيلق الرحمن)”.
ولفت المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أنه “مع استمرار معاناة أبناء منطقة عفرين بأشكال مختلفة، توحدهما الأوضاع الإنسانية التي تتردى يوماً بعد الآخر، سواء في المناطق التي نزح إليها مئات آلاف المدنيين إلى منطقة تل رفعت وريف حلب الشمالي، أو المتبقين في قرى وبلدات منطقة عفرين ومدينتها، وسط صمت دولي وتعتيم إعلامي عن هذه الكارثة الإنسانية”.
كما نقل المرصد عن أهالي من منطقة عفرين قولهم، إنه “لا يزال مجهولاً مصير عشرات المواطنين المعتقلين لدى القوات التركية والفصائل المقاتلة (المسلحة) والإسلامية من المعارضة السورية المشاركة في عملية (غصن الزيتون)، وتحدث مدنيون من المنطقة، أن القوات التركية والفصائل تواصل عمليات مداهمة المنازل واعتقال المواطنين، بتهمة (الارتباط بالقوات الكوردية وحزب الاتحاد الديمقراطي)، حيث يجري نقلهم إلى أماكن مجهولة، فيما تجري عمليات المضايقات للأهالي المتبقين، وأكد الأهالي أن بعض العائلات اتجهت للخروج من منطقة عفرين ومناطق سيطرة قوات عملية (غصن الزيتون)، إلى مناطق ريف حلب الشمالي، نتيجة الاعتداءات المتكررة عليهم من قبل هذه القوات المسيطرة على مدينة عفرين وريفها، فيما تتواصل معاناة مئات آلاف المدنيين مع صم المنظمات الدولية والإغاثية والأمم المتحدة آذانها عن استغاثاتهم، وسط تناقص في المواد الغذائية والخدمات المقدمة لهم، تزامناً مع منع عودتهم إلى منطقة عفرين في الوقت الراهن”.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية