الباحث والاكاديمي الاسرائيلي ايدي كوهين: لا أحد يتجرأ على ايذائكم سيروا واسسوا دولتكم الكوردية
قال دولتكم ستكون مصدرا للاستقرار في المنطقة….
ايدي كوهين باحث واكاديمي اسرائيلي، محاضر بجامعة بار ايلان في اسرائيل، خبير في الشؤون العربية والاسرائيلية، ولالقاء المزيد من الضوء على جملة من القضايا ومنها الشؤون الكوردية ومسألة الاستفتاء والدولة الكوردية، اجرت (باسنيوز) خذخ المقابلة معه.
(باسنيوز) أنت متخصص بالشؤون العربية والكوردستانية، ما الذي دفعك للآهتمام بقضية الشعب الكوردي؟
ايدي كوهين : أولاَ سيدي العزيز الشعب اليهودي تربطه علاقات تأريخية مع الشعب الكوردي، عندما كان يتم التطرق الى اقامة دولة فلسطين، كنت اقول الدولة الكوردية أهم ، وهنا اقولها واكرر ، يجب اقامة الدولة الكوردية. ونحن في اسرائيل لدينا شريحة واسعة من اليهود الكورد وهم دائماَ يتكلمون عن الحنين للوطن وعن البارزاني وعن مساعدة اسرائيل للشعب الكوردي في الخمسينيات والستينيات وعن زيارة الزعيم التأريخي الكوردي مصطفى بارزاني لاسرائيل. وانا كحقوقي أعلم جيداَ بأنه كان هناك مظالم وخرق لحقوق الانسان ضدكم.
(باسنيوز) دول الجوار الكوردي أو الدول التي تحتل وتقتسم جغرافية كوردستان تنظر بحساسية عالية لمسألة تأسيس الدولة الكوردية في كوردستان العراق ويدّعون بأن ذلك سيكون سبباَ لافتعال أزمات جديدة في المنطقة، باعتبارك متخصصاَ في الشؤون الكوردية ايضاَ، ما الذي تخشاه هذه الدول من انبثاق دولة كوردستان؟
ايدي كوهين : كما ذكرت سابقا، العراق ودول الجوار لا تريد ان تنفصل عنها الكورد، الحكام العراقيون يريدون ان يقمعونكم كما في السابق، وكما فعلوا واقترفت اياديهم المجازر ضد الشعب الكوردي. نذكر منها ضرب الكورد بالكيمياوي وعمليات الانفال . والكورد ذاق المرّ من دول الجوار، لذا اقول الوقت الان في صالحكم لكي تكونوا دولة مستقلة وقوية لا أحد يتجرأ على ايذائكم، سيروا واسسوا دولتكم الكوردية.
(باسنيوز) العراق يعاني من تقاطعات سياسية بين السنة والشيعة والكورد، هل هناك من حل للمعضلة العراقية؟ أم ان تشكيل ثلاث كيانات يعد الحل الأمثل لهذه المعضلة؟
ايدي كوهين : العراق منذ سنين يعاني من الحروب والطائفية، داعش احتل العراق ومن انقذ العراق هم البيشمركة الابطال وبدمائهم الطاهرة في كركوك والموصل ومناطق اخرى من العراق، نعم هناك أزمة كبيرة في العراق ، ودولة كوردستان يجب ان لا تكون داخل هذه الدوامة ويجب عليها الانفصال، واذا العرب بسنتهم وشيعتهم يريدون ان يتقاتلوا فيما بينهم فهذا شأنهم وهذه الحرب الدائرة بينهم الان عمرها 1400 سنة ومستمرة لحد الآن .
ايدي كوهين
(باسنيوز) بعض المسؤولين العراقيين يشككون في عملية الاستفتاء المزمع اجراؤها في كوردستان، مدعين بأنه غير دستوورى ويصعدون من لهجتهم أحياناَ الى حد التهديد، ترى هل حق تقرير المصير الذي أقرته التشريعات الدولية ينطبق على الغير ولا ينطبق على الكورد؟
ايدي كوهين : بالتأكيد هؤلاء يخافون من اقامة دولة كوردية ولا يريدون ان تكونوا احراراَ ومستقلين، سمعنا تصريحات نوري المالكي حيث يقول لا نريد اسرائيل ثانية في المنطقة، دول المنطقة كلها لديها مصالح ويريدون استغلالكم واستغلال قضيتكم، انهم لا يريدون ان يكون للكورد دولة مستقلة وهذه الدول التي تهددكم وتقول بأن الاستفتاء غير دستوري، هذا غير صحيح بل هو دستوري ، وكما سمعتم قول فخامة السيد مسعود بارزاني حيث قال لا رجعة عن الاستفتاء ، ان هؤلاء يريدون ان يحبطوا معنويات الشعب الكوردي واعاقة الاستفتاء وعرقلة الاستقلال ، ورسالتي لفخامة الرئيس هي اعلن استقلالك ولا تضيعون وقتكم مع الاتراك والايرانيين والعرب، هؤلاء لا يريدون الخير لكم وهم يعملون ضدكم من وراء الكواليس لعرقلة الاستفتاء .
(باسنيوز) ما مدى جدية المخاطر الايرانية ضد دولة كوردستان، وهل تستطيع طهران ان تسقط هذا الحلم الكوردي؟
الخطر الايراني هو خطر، وأريد ان اذكركم عندما أعلن عن استقلال دولة اسرائيل، حاول العرب اجتياح دولة اسرائيل الصغيرة والمستقلة بست جيوش عربية لقتلنا ، وكانوا يريدون تدمير وقتل اليهود في هذه الدولة ، أما عن مخاطر ايران أنا لاأعتقد بأن الايرانيين سوف تكون لهم الجرأة لكي يفعلوا ذلك، لكن يحاولون تشغيل عملائهم وجواسيسهم والعمل ضدكم.
(باسنيوز) داخلياَ هناك توجس شعبي حول تداعيات الاستفتاء خصوصاَ قدر تعلق الأمر بفرض الحصار الاقتصادي على كوردستان المستقلة، هل يمتلك الكورد بدائل عن هذا الاحتمال الذي ربما سيهدد مشروع الدولة؟
ايدي كوهين :محاولة كسر العظام أو محاولة التأثير عليكم اقتصادياَ بعد الاستقلال أمر شبه مؤكد، لكن دولتكم سوف تجذب سياح العالم، ودولتكم عندما تحترم حقوق الانسان ستكونون مصدرا للاستقرار في المنطقة وسيجذب رجال الاعمال وايضاَ يشجع يهود الكورد على العودة الى ديارهم واراضيهم والاستثمار في بلادهم، لذلك يجب ان تكونوا مستعدين لمجابهة الحالة الاقتصادية التي سوف تفرض عليكم وأنا متأكد من أن الحكومة العراقية تحاول تدميركم اقتصادياَ.
(باسنيوز) استنادا لما ينشر في الاعلام الألكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي هناك دعوات شبابية عراقية للتطبيع مع دولة اسرائيل، كيف تقيّمون ذلك؟
ايدي كوهين : هذا كلام افتراضي، لربما هناك عراقيون متعاطفين مع دولة اسرائيل ومع اليهود، لكن يهود العراق اسقط عنهم جنسيتهم وزجوهم في السجون وتم طردهم من العراق ودمرت بيوتهم واستولوا على ممتلكاتهم، لكن يهود العراق لن يرجعوا للعراق ويهود العرب لن يرجعون الى بلدانهم الاصلية والحكومة العراقية ليست معنية بأي تواصل مع اسرائيل.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية