الامم المتحدة عن ايمن الموصل: هنا.. يبدو أن الحياة قد توقفت
بقدر ما يمكن أن ترى العين بات حطاما
على الرغم من اعلان انتهاء معركة غرب الموصل خلال الأسبوع الماضي، فإن الأدلة على وجود كارثة إنسانية بدأت الآن بتوضيح الصورة وذلك بحدوث أزمة قد تتجاوز التوقعات السابقة، هذا وفقا لما ذكرته هالة جابر من المنظمة الدولية للهجرة في العراق.
فعبر واحد من الجسور العائمة فوق نهر دجلة الذي يقسم الموصل إلى قاطعين القاطع الشرقي والغربي، تظهر اختلافات كاملة بصورة سريعة مع حدوث تغييرات في المنطقة دون سابق إنذار.
فبحسب الحكايات عن هاتين المدينتين، تظهر جميع المؤشرات إلى أن شرق الموصل يعود الى الحياة بخطوات سريعة، مع عودة الحياة إلى طبيعتها واستعادة جزء كبير من الخدمات، أما غرب الموصل فمن المتوقع أن يتخذ فترة أطول للتعافي .
حتى القطط والكلاب الضالة تركت المنطقة
ومن بين صخب وضجيج الحياة في القطاع الشرقي، عبَر فريق من المنظمة الدولية للهجرة (وكالة الأمم المتحدة للهجرة) الجسر، حيث الهدوء المخيف والغريب الذي يتناقض بصورة كاملة مع الاجواء العامة التي تطغي على قطاع الجانب الآخر من نهر دجلة، حيث الحياة تعود بسرعة هناك.
وقالت الوكالة في تقرير لها ، ارسلت نسخة منه الى (باسنيوز) ..هنا، يبدو أن الحياة قد توقفت.
فقد اصبحت صفوف من المنازل والأحياء أي بقدر ما يمكن أن ترى العين حطاما. كما تشهد هياكل السيارات المحترقة والتي تحولت إلى قطع صغيرة والتي ماتزال واقفة أمام القذائف على القتال الشرس الذي وقع في هذا الجزء من المدينة.
فالطرق التي كانت مزدحمة بالمركبات أصبحت فارغة ومهجورة وغالبا مشوهة بسبب الحفر الكبيرة. أما الأرصفة التي كان يلعب عليها الأطفال فأصبحت تحت أكوام من الأنقاض. حتى القطط والكلاب الضالة هرعوا مؤخرا وغادروا هذه الشوارع والمناطق المجاورة.
فكانت تكلفة معركة إستعادة الموصل من داعش باهضة للغاية، حيث خربت أحياء بأكملها في المدينة والتي يعود تاريخها إلى ٤٠١ قبل الميلاد، أما البلدة القديمة فأصبحت تقريبا مدينة أشباح.
احصائيات
ووفقا لتقرير الأمم المتحدة، من بين ٥٤ منطقة سكنية في غرب الموصل ، ١٥ منها “سُحقت” بالكامل مع تدمير ما يقرب من ٣٢ ألف منزل في تلك المناطق. وهناك ٢٣ مقاطعة أخرى تعرضت لأضرار معتدلة، مع تدمير ما يقرب من نصف مبانيها، وتعرض قُرابة ١٦ حي آخر لأضرار “خفيفة”، كما دُمر ١٦ ألف منزل آخر.
ووفقا لتقييم صور الأقمار الصناعية الذي قامت به منظمة الامم المتحدة هابيتات، ففي البلدة القديمة وحدها، تعرض أكثر من ٥٥٠٠ مبنى للضرر. كما دُمر حوالى ٤٩٠ منزلا فى الاسابيع الاخيرة من الهجوم.
وكانت جميع الجسور الخمسة المتاخمة لنهر دجلة متشابكة؛ والعديد من المدارس وشبكات المرافق حطمت تماما. وقد تسببت القذائف العنيفة في حدوث حفر ضخمة وضرب الطرق السريعة. فقد دمر مطار الموصل، وكذلك السكك الحديدية التاريخية في المدينة وجامعة واحدة على الأقل.
ويقدر المسؤولين أن ما يقرب من ٨٠ فى المائة من مدينة الموصل الطبية تركت كقذيفة محترقة. وكانت المدينة الطبية أكبر منشأة صحية في محافظة نينوى في العراق، حيث تضم العديد من المستشفيات ومدرسة طبية قريبة ومختبرات ومرافق طبية أخرى. ولا تزال الأجهزة المتفجرة تفرز طوابقها، ولا تزال العديد من السيارات المفخخة متوقفة في الداخل حيث تم الكشف عنها من قِبل زميل في المنظمة الدولية للهجرة.
اكبر عملية انسانية في العالم
حذرت خطة الأمم المتحدة للإستجابة الإنسانية في العراق الصادرة في فبراير/ شباط، “من أن العملية في الموصل يمكن أن تكون أكبر عملية إنسانية في العالم في عام ٢٠١٧”، وطلبت مبلغ بقدر ٩٨٥ مليون دولار أمريكي لهذا العام، بما في ذلك التكاليف المقدرة لدعم المدنيين المتضررين من القتال في الموصل.
وبحلول أوائل شهر تموز تم استلام مبلغ قدره ٤٤٠ مليون دولار أي أقل من نصف المبلغ المطلوب.
وبحسب التقرير، تواصل المنظمة الدولیة للھجرة تقدیم المساعدات الإنسانیة لعشرات الآلاف من النازحین داخلیا في مواقع الطوارئ التي شیدت في القیارة وحاج علي، فضلا عن الأسر التي لا تزال في المجتمعات المضیفة خارج المخیمات.
ومع ذلك، ومع الحصول على ٣٣٪ فقط من النداء الذي وجهته المنظمة الدولية للهجرة أي بقيمة ٢٨.٨٣ مليون دولار لأزمة الموصل – و ٣٤ في المائة من ٤٧.٤٦ مليون دولار لعام ٢٠١٧ تلبية لاحتياجات مناطق أخرى في العراق – فإن الفجوة التمويلية قد تؤثر بشكل كبير على العمليات الإنسانية في المستقبل.
فقد بقيت عشرات الآلاف من الأسر بدون منازل. فمنذ بداية عمليات الموصل في تشرين الأول ٢٠١٦، بلغ العدد التراكمي للنازحين داخليا الذين حددت مواقع نزوحهم أو مواقع العودة من قبل مصفوفة تتبع الطوارئ للمنظمة الدولية للهجرة لعمليات الموصل (مصفوفة تتبع النزوح) قُرابة ١٧٨،٦٩٥ أسرة، أي ما يعادل ١،٠٧٢،١٧٠ فردا.
ومن بین ھؤلاء النازحین، لا یزال أکثر من ٨٤٦،٢٥٢ فردا (١٤١،٠٤٢ أسرة) نازح. وعاد نحو ٢٢٥،٩١٨ نازح، مع عودة ما يقدر نحو ٨٠ في المائة من النازحين إلى مناطق المنشأ في شرق الموصل.
فمن بين جميع النازحين حاليا بسبب عمليات الموصل، يعيش أكثر من ٣٦٠،١٠٠ شخص (أو ٤٢٪) في المخيمات ومواقع الطوارئ في جميع أنحاء الموصل. وتستضيف مواقع الطوارئ التابعة للمنظمة الدولية للهجرة حوالي ٢٢ في المائة من هؤلاء الأفراد.
صرح توماس لوثر فايس، رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في العراق: “إن حجم الدمار في غرب الموصل هائل، والتحدي المتمثل في إعادة الإعمار ليس بالأمر اليسير لضمان عودة مئات الآلاف من النازحين العراقيين إلى مجتمعاتهم وسبل كسب عيشهم. وقد كانت المنظمة الدولية للهجرة متواجدة على أرض الحدث منذ البداية لتقديم المساعدات الإنسانية والمأوى ودعم سبل كسب العيش، وهي ملتزمة بمواصلة المساعدات من خلال التمويل اللازم من شركائها المانحين.”
تتعاون إدارة مصفوفة تتبع النزوح بشكل وثيق مع السلطات المحلية لتوسيع نظام التتبع في غرب الموصل. وستركز إدارة مصفوفة تتبع النزوح بشكل خاص على إنشاء نظام لتتبع العائدين حيث تكون مستويات النزوح التي تؤثر على غرب الموصل أكبر من تلك الموجودة على الضفة الشرقية لنهر دجلة.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية