مواقف مكونات كركوك من الاستفتاء
خندان – شهدت الساحة السياسية في اقليم كردستان خلال الفترة القليلة الماضية وبعيد الاعلان عن الدعوة لاجراء استفتاء شامل لشعب كردستان بخصوص الاستقلال، حراكا مكثفا تمخض عنه عقد سلسلة من اللقاءات بين مختلف القوى والاحزاب في اقليم كردستان بهدف التوصل لصيغ توافقية تضمن مشاركة جميع الاطراف في تهيئة الارضية المناسبة لاجراء الاستفتاء والتغلب على المطبات التي يمكن ان تعرقل اجراء الاستفتاء.
مكونات وقوميات محافظة كركوك تباينت مواقفها بخصوص اجراء الاستفتاء، والدعوات لشمول جميع المناطق المتنازع عليها ومن ضمنها كركوك بعملية الاستفتاء، فهناك من اعلن عن دعمه لاجراء الاستفتاء في كركوك، وهناك من دعا الى ضرورة الاعتماد على الفقرات والاليات الواردة في المادة 140 الدستورية لاجراء الاستفتاء، وهناك من فضل التريث في الاعلان عن الموقف من عملية الاستفتاء في كركوك ترقبا لوضوح ونضوج مواقف جميع الاحزاب الكردستانية من العملية برمتها.
مقررة مجلس محافظة كركوك وعضو قائمة كركوك المتآخية (الماس فاضل) اعلنت في تصريح لــ “خندان” انها “تدعم عملية اجراء الاستفتاء في اقليم كردستان شريطة حصول توافق عليه من قبل كل الاحزاب والقوى السياسية الكردستانية فضلا عن ضرورة تفعيل برلمان كردستان قبل الشروع بأجراء الاستفتاء”، مضيفة ان هناك لبسا وغموضا يكتنف الآليات التي من المفترض ان تتم عملية الاستفتاء بموجبها”.
وشددت الماس فاضل على ضرورة واهمية توحيد البيت الكردي قبل الشروع بأجراء الاستفتاء لتجنب المشاكل والعراقيل التي يمكن ان تعترض عملية الاستفتاء، منوهة الى انها تدعم بشكل عام عملية الاستفتاء بعد تفعيل برلمان كردستان.
وقالت الماس فاضل ايضا بخصوص مشاركة اهالي كركوك في عملية الاستفتاء،:”نستغرب من مناقشة مسألة مشاركة كركوك من عدمها في عملية الاستفتاء، فنحن في مجلس محافظة كركوك حسمنا قرارانا وموقفنا بهذا الخصوص، وننتظر من القوى والاحزاب الكردستانية ان تحسم امرها ايضا في هذا الصدد، ويجب ان يكون لها قرار وموقف واضح ازاء مشاركة كركوك في عملية الاستفتاء المزمع اجراؤها”.
رئيس الجبهة التركمانية العراقية والنائب عن تركمان كركوك في مجلس النواب العراقي ارشد الصالحي اعلن في تصريح لـ “خندان” بخصوص مشاركة اهالي كركوك في الاستفتاء المرتقب، ان “الجبهة التركمانية تنتظر وضوح الصورة وظهور ونضوج مواقف جميع القوى والاحزاب الكردستانية بشأن هذا الموضوع، وعندها سيكون للجبهة التركمانية موقف وقرار واضح بهذا الصدد”.
منسق اللقاء العربي في كركوك احمد العبيدي كشف في تصريح لــ “خندان” عن ان “آليات الاستفتاء حددت في الدستور العراقي سواء في كركوك او اقليم كردستان، والكل يعلم هذه الاليات والاجراءات، وهناك حراك سياسي وسباق لغرض الحصول على سبق في هذا الموضوع”.
واضاف العبيدي قائلا :”نحن نرى ان هناك آلية دستورية حددها الدستور العراقي بموجب المادة 140بخصوص كركوك تتضمن جملة اجراءات يجب ان تتخذ في كركوك والمناطق المتنازع عليها لغرض انهاء هذا الموضوع، وعلينا ان نعود الى القانون، لاننا اذا بقينا في هذا الاطار لن نحصل على شيء”.
وقال العبيدي بخصوص الالية التي يجب ان يتم اعتمادها بخصوص اجراء الاستفتاء، ان “القانون والدستور يقول لك اذهب الى ما نص عليه الدستور بخصوص اجراء الاستفتاء”.
النائب في مجلس النواب العراقي عن المكون المسيحي في محافظة كركوك (عماد يوخنا) اوضح في تصريح لــ “خندان” بخصوص موقفه من عملية الاستفتاء المرتقبة،:”ان المنطق يقول ان المعارك مع الارهابيين لاتزال مستمرة وقائمة، واللجوء الى مثل هذه القرارات السياسية سابقة لاوانها، ونحن غير واثقين من ان هذا القرار هو قرار ومطلب جماهيري ام هو قرار سياسي، كما اننا كمكون كلدواشوري في كركوك ننظر الى ان حق تقرير المصير لايجب ان يكون على حساب المكونات المتعايشة والمتشاركة معا، ويجب اخذ اراء جميع المكونات والقوميات الاخرى بخصوص عملية الاستفتاء”.
وفيما يخص المناطق المتنازع عليها، قال النائب عماد يوخنا :” نحن لا ننظر الى هذه المناطق على انها مناطق متنازع عليها بالشكل الحقيقي والتأريخي وخصوصا مناطق سهل نينوى، وطالبنا ان لاتشمل بهذا الاستفتاء”.
وفيما يتعلق بمشاركة كركوك من عدمها في الاستفتاء، اشار يوخنا الى :”ان كركوك بحاجة الى استكمال اجراءات اخرى قبل الشروع بعملية الاستفتاء، واليوم لا تستطيع ان تأتي وتقفز على فقرتين او اكثر من المادة 140 ومن ثم تذهب الى الاستفتاء، فالنتائج عندها ستكون غير منطقية وغير مقبولة، والعامل الدولي شئنا او ابينا متداخل في هذا الموضوع، وعليه فالضغط على الحكومة الاتحادية لاستكمال اجراءات المادة 140 هو افضل حل لمشاكل هذه المناطق وكمثال عليها كركوك، فهناك القليل المتبقي من فقرة التطبيع في المادة 140، ومن بعدها يجب الذهاب الى الاحصاء وتحديد الحدود الادارية ومن ثم المرحلة الاخيرة وهو الاستفتاء”.
وبين يوخنا ان “الاستفتاء يمكن ان يفسر في العراق على انه شيء سلبي ويتم تضخيمه من هنا وهناك او يمكن ان يجير الى جهة على حساب اخرى، ولكنه احد الحلول العالمية لحل المشاكل اذا ما تم بمشاركة وتوفق الجميع”.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية
