مؤتمر اصدقاء برطلة يؤشر الى المشاكل التي تواجه للمسيحيين في نينوى ويطالب بحلول وانصاف الاخرين
أربيل 24 تشرين الثاني/ نوفمبر (PNA)- في بادرة هي الاولى تجمع اكثر من 400 مئة شخصية من اقليم كوردستان و بقية انحاء العراق وخارجه في اربيل، تقدمتهم سيدة العراق الاولى هيرو خان وممثل رئيس اقليم كوردستان فؤاد حسين رئيس ديوان رئاسة الاقليم لبحث المشاكل التي تواجه المسيحيين في سهل نينوى وما افرزته سياسات النظام السابق من اثار سلبية سببت الهجرة لهم وساهمت في احداث التغيير الديموغرافي في مناطقهم.
وعبر فؤاد حسين عن اهتمامه بعقد هذا المؤتمر في اربيل معتبرا انه دلالة اخرى من دلائل ان المجتمع الكوردستاني مجتمع تعددي متسامح. موضحا ان ما يتعرض له المسيحيين في العراق بأنه غير مقبول وقال : ان هذه الاجتماعات مهمة وتشير الى ان مجتمع كوردستان مجتمع تعددي ومتسامح ونفتخر بأن الاقليم اصبح مكانا آمنا ليس فقط للمسيحيين بل لكل العراقيين الذين لايستطيعون العيش في بقية انحاء العراق بسبب الظروف التي تمر بالبلاد.
واضاف ممثل رئيس اقليم كوردستان ان رؤية القيادة في اقليم كوردستان واضحة وتؤمن بالمجتمع التعددي وحرية الاديان والتعددية السياسية ولهذا يشهد الاقليم هذا الازدهار ونحاول ان نبني نموذجا كي ينعم ويشعر المسلم والايزيدي والشبك والكاكائي والمندائي بالحرية الدينية ومعترف بهم وبحقوقهم ، ولذلك نحن نتضامن مع المسيحيين وندعمهم لكي يبقوا في العراق بدلا من الهجرة وسياسة الاقليم واضحة بهذا الخصوص وتقدم لهم كل ما بوسعها.
وقال كاظم حبيب رئيس المؤتمر انه “في كل يوم يواجه العراق في المرحلة الراهنة كوارث ومصاعب لاحصر لها وفي كل المجالات ، ولم يكن نصيب اتباع الديانات والمذاهب في العراق قليلا بل مرعبا وغير منقطع، وخاصة المسيحية والايزيدية والمندائية،،، واذا كانت هذه مصيبة فالمصيبة الاعظم هي خسارة العراق لواحدة من اقدم مكوناته الاصيلة وهي خسارة المسيحيين.
واشار كاظم ان : ما حصل ويحصل ضد المسيحيين من ابناء وبنات وطننا المشترك بعد سقوط الدكتاتورية الغاشمة وفي ظل نظام المحاصصة الطائفية يفوق كل تصور ويثير الف تساؤل وتساؤل حول الاهداف الشريرة المبيتة ضد هذا المكون الاصيل بالعراق.
وعقد مؤتمر اصدقاء برطلة في اربيل يومي 23 و 24 تشرين الثاني 2013 لوضع الحلول والمقترحات التي تخص عمليات التغيير الديموغرافي فيها والتي اعتبرت بانها امتداد لسياسات النظام السابق كما ان أشار د. كاظم حبيب : ان هناك جهات خارجية وداخلية تقف وراء العملية التي نتجت عنها تراجع عدد المسيحيين فيها بعدما كانوا قبل ثلاثين عاما حوالي 100% فانهم الان وصلوا الى 40% والشبك باتوا يشكلون 60% باستخدام الكثير من الادوات لتحقيق التغيير الديموغرافي … لذلك قال حبيب انه يتطلب العمل على عدة مستويات لوضع حد لهذا التغيير من خلال تأمين الحماية للمسيحيين اينما كانوا كما للمكونات الاخرى ايضا من جانب الحكومة الاتحادية كما هو الحال في اقليم كوردستان وايقاف عمليات التغيير الجارية والعمل بما يمكن لايقاف هجرة المسيحيين وتوفير المستلزمات الادارية والخدمية الضرورية لعيش المكونات الاخرى وتحقيق التفاعل الايجابي بين الحكومة الاتحادية وحكومة الاقليم والمسؤولين في محافظة نينوى لضمان اقامة تقسيمات ادارية جديدة وتوفير خدمات مناسبة للجميع.
وقدمت في المؤتمر مجموعة من اوراق العمل المهمة التي تشير الى طبيعة عمليات التغيير الديموغرافي التي تواجهها المنطقة اذ اشار كامل زومايا رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر ان ” الادعاء الذي يقول ان ان ابناء شعبنا العراقي عاشوا بسلام ومودة مع بعضهم البعض هو ادعاء يفتقر الى الكثير من المصداقية ولايصمد امام حقائق التاريخ القريب منه والمعاصر”.
واستعرض زومايا مجموعة حقائق تتعلق باوضاع المسيحيين وما تعرضوا له في العراق ولايزالوا مقدما مجموعة من الارقام والحقائق التي تتعلق بهذه المسألة بمحافظة نينوى مشيرا ان سلب الاراضي هناك يأتي وفق قرارات مجحفة عبر الدمج السكاني او الخلط عبر اسكان العرب وقسم من ابناء الشبك في مناقط تواجد المسيحيين وفق مراسيم جمهورية وقرارات وقوانين ترجع لزمن النظام السابق واخرى تم تعديها لكن لايتم العمل بها.
المؤتمر الذي قدمت فيه كلمات عديدة من قبل ممثل في الاتحاد الاوربي و كلمة ممثل الامين العام للامم المتحدة بالعراق وممثل مكتب السلام العالمي وكذلك كلمة مهمة عن طبيعة الممارسات التي أدت الى حدوث التغيير الديموغرافي في سهل نينوى عموما وناحية برطلة خاصة من قبل نيافة المطران صليبا شمعون مستشار البطريرك للسريان الارثوذكس ايضا اشار نهاد القاضي في كلمة عن هيئة الدفاع عن اتباع الديانات والمذاهب الدينية في العراق ان المؤتر ينعقد في اجواء مشحونة وتوترات ليس اقلها تلك القضية التي تؤرق وجودنا وتهدد المؤسسة الفدرالية التي اقرها شعبنا وتهدد نسيج قوس قزح مجتمعنا العراقي بالتمزق .
موضحا ان المؤتمر هدفه هو المساهمة في معالجة مسلسل التغيير الديموغرافي وجراحاته الفاغرة انسانيا وحقوقيا وميدانيا … ولذلك تناشد هيئة الدفاع عن الديانات والمذاهب في العراق القيادات في الحكومة الاتحادية وحكومة اقليم كوردستان بضرورة الاستعجال في حل اشكاليات المادة 140 من الدستور وتطبيقها بالسرعة الممكنة لما لها من تاثير مباشر على علاقات المكونات العراقية المتواجدة في المناطق المستقطعة من اقليم كوردستان في مابينها.
مشيرا ان المؤتمر يأتي من اجل ان نقف جميعا سدا مانعا لايقاف الهجرة القسرية لتلك المكونات التي تتعرض للمفخخات الارهابية سواءا كانوا مسيحيين ام الصابئة المندائيين او الايزديين او الشبم او البهائيين ام غيرهم. وهو ما يتطلب بحسب السيد نهاد القاضي : ضرورة تشريع قوانين تؤمن على حقوق المكونات العراقية وتأمين حياتهم ومناقط سكناهم والمحافظة على ممتلكاتهم ودور عبادتهم .
خضر دوملي
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية