مفوضية اللاجئين: بقاء [150] الف مسيحي فقط في العراق بعد 2003
[متابعة-أين] كشف تقرير للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم الأمتحدة عن هجرة كبيرة للمسيحيين في العراق الى الخارج بعد 2003 بسبب الاوضاع الامنية.
وذكر التقرير ان “عدد المسيحيين في العراق نزل من مليون إلى 150 ألف شخص خلال السنوات العشر الأخيرة، اي هجرة نحو 850 الف مسيحي من العراق.
وبينت المفوضيية الأممية التي تعنى بشؤون اللاجئين ان “الاوضاع الامنية وتهديدات الجماعات المتشددة في العراق كانت السبب الرئيس في هجرة ابناء الطائفية المسيحية”.
وكان بطريرك بابل للكلدان لويس روفائيل الأول ساكو قد قال في 14 من الشهر الحالي ان “نحو عائليتن او ثلاث عوائل مسيحية تهاجر من العراق يوميا”، منتقدا “منح مسيحيي العراق تأشيرات للهجرة”، واصفا اياها “بالإستراتيجية المفضوحة”.
وأعرب بطريرك بابل للكلدان عن “اسفه لأن السفارات والقنصليات الأجنبية [التي لم يحدد هوياتها]، تعطي أفراد هذه الطائفة الموجودة في العراق منذ بداية المسيحية، تأشيرات لجوء، وهذا الأمر بالغ الأهمية في نظرنا ويشكل فضيحة، وثمة إستراتيجية كاملة لمساعدة المسيحيين على مغادرته، فهم يعطون لهم تأشيرات للسفر”.
وكان النائب عن كتلة الرافدين النيابية الممثلة للمكون المسيحي عماد يوخنا، قد أتهم في الثالث من تشرين الأول الماضي السفارة الامريكية في العراق بالعمل على افراغ البلاد من المسيحيين بتقديمها التسهيلات والاغراءات بمنح تأشيرات السفر [الفيزا] الى الولايات المتحدة.
وبين يوخنا في بيان له تلقت وكالة كل العراق [أين] نسخة منه ان “منح تأشيرات من داخل العراق للعائلة بالكامل يعد تطهيرا عرقيا بطريقة ناعمة بذريعة انقاذ الاقليات من الارهاب، لتغطية فشل سياساتهم في العراق وعدم تحملهم المسؤولية الاخلاقية بدعم استقرار العراق بعد احتلاله”.
وطالب النائب المسيحي “السفارة الامريكية والسفارات كافة، بالكف عن منح هذه التأشيرات”، داعياً “وزارة الخارجية الى التدخل بمفاتحة السفارات ومعالجة هذه الحالة بشكل نهائي، ومراجعة أوضاع العوائل المسيحية”.
يذكر أن المسيحيين في العراق يتعرضون منذ العام 2003 إلى أعمال عنف واستهداف في العاصمة وفي عدد من المحافظات، اعنفها الهجوم المسلح على كنيسة سيدة النجاة في 31 تشرين الأول 2010، واحتجاز عشرات الرهائن من المصلين الذين كانوا يقيمون قداس الأحد، وأسفر الاعتداء عن مقتل وإصابة ما لا يقل عن 125 شخصاً، وتبنى تنظيم ما يعرف بـ”دولة العراق الإسلامية”، الهجوم في وقت لاحق، مهدداً باستهداف المسيحيين في العراق مؤسسات وأفراداً.
ويضم العراق أربع طوائف مسيحية رئيسية هي الكلدان أتباع كنيسة المشرق المتحولون إلى الكثلكة، والسريان الأرثوذكس، والسريان الكاثوليك، وطائفة اللاتين الكاثوليك، والآشوريون أتباع الكنيسة الشرقية، إضافة إلى أعداد قليلة من أتباع كنائس الأرمن والأقباط والبروتستانت.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية