كاتب وباحث مصري: الحلم الكوردي العتيق عند بارزاني أقرب إلى الواقع من أي وقت مضى
مضيفا، أكّد أنه واثق من نجاح تحركّه نحو تأسيس دولة وإلا لما جازف
يقول باحث مصري متخصص في العلاقات الدولية والشؤون الإقليمية للشرق الأوسط،بأنه ” يبدو أن الحلم الكوردي العتيق بالانفصال عن الدولة العراقية صار في عيون رئيس إقليم كوردستان، مسعود بارزاني، أقرب إلى الواقع من أي وقت مضى”.
ويضيف سامح راشد في مقال له نشر اليوم الاثنين بعنوان” دولة كوردية بكفالة خارجية”،طالعته (باسنيوز) ان الرئيس بارزاني ” للمرة الرابعة في غضون أشهر، يجدّد مطلبه بإعلان انفصال الإقليم وإعلان دولة كوردية”. ويتابع ” بعد أن كان الكورد يلمحون إلى فكرة الدولة من بعيد، أو في الغرف المغلقة، وجد بارزاني في المستجدّات المتلاحقة على المنطقة ما يغري بإعلان التمسك بالدولة الكوردية وتأكيده، من دون حرج أو خشية من ردود الفعل أياً كان مصدرها”.
وينوه الكاتب والباحث سامح راشد (الذي عمل في مراكز أبحاث مصرية وعربية ويعمل خبيراً في الشؤون الإقليمية ومديراً لتحرير فصلية “السياسة الدولية” في الأهرام) الى ان ” في هذا بحد ذاته إشارة إلى تغيرات جوهرية طرأت على معطيات الملف الكوردي، خصوصاً في نطاق البيئة الإقليمية والدولية. ”
ويُتابع ” إما أن بارزاني أراد إحراج الأوروبيين والأطراف الدولية المعنية، أو أن تلك الأطراف لم تعد تمانع في انكشاف تأييدها دولة كوردية، فقد أعلن رئيس إقليم كوردستان أنه لا توجد معارضة من أية دولة أوروبية لاستقلال كوردستان. وذكر في زيارته باريس أن الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، “أبدى دعمه لمشروع الاستقلال”.
ويوضح الباحث المصري بالقول ان ” لهذه الثقة التي تحدّث بها بارزاني بشأن الموقف الفرنسي، والأوروبي بشكل عام، مبرراتها عنده. مبررات أوسع من أوروبية جغرافياً، وأعمق من إبداء الموافقة سياسياً، فالموقف الأوروبي وحده لا يمكنه تمرير مشروع دولة كوردية، ولكن عندما يتحدّث الكورد عن تأييد دولي، فلا بد أن ثمة ضوءاً أخضر أميركياً. ولهذا مؤشرات متواترة من واشنطن، فلدى كل من جو بايدن، نائب الرئيس، وويليام كيسي، مدير المخابرات المركزية سابقاً، وغيرهما، يمثل تقسيم العراق إلى ثلاثة أقاليم الخيار الأمثل لمستقبل هذا البلد “.
ويمضي الكاتب والباحث المصري الذي له أبحاث ومقالات عديدة في كتب ودوريات سياسية، بالقول ” مع ظهور “داعش” صارت مواجهته باباً واسعاً لكي تقبل واشنطن أو تمرّر سيناريوهات مطروحة منذ عقود، منها فكرة الدولة الكوردية المستقلة. وممن أكّدوا الارتباط بين ظهور داعش والخارطة الجديدة للعراق والمنطقة، سفير واشنطن لدى بغداد من 2005 إلى 2007، زلماي خليل زادة، والذي اعتبر أن الدولة غير المركزية هي الصيغة الأفضل للعراق، وإلا فالبديل حرب مذهبية بين السنة والشيعة، وعندها على واشنطن التعامل مع دولة كوردية مستقلة. “
الكاتب والباحث المصري سامح راشد يؤكد قي مقاله بالقول” إذن، لم يكن الرجل واهماً، عندما أكّد، قبل أيام، أنه واثق من نجاح تحركّه نحو تأسيس دولة، وإلا لما جازف . وهو هنا يقصد البيئة الخارجية ومواقف القوى الكبرى، التي لم تكن في الماضي تقبل إعلان دولة كوردية. ”
يتطرق كاتب المقال الى الوضع الداخلي الكوردستاني،فيشير الى انه “على غير المتوقع، يبدو الداخل الكوردي أقل جهوزية للمضي في مشروع الدولة، فردود الفعل على دعوات بارزاني، المتكرّرة منذ بداية العام الجاري، جاءت أقل من المتوقع، وتأثرت بالتباينات الحاصلة بين القوى السياسية وخلافاتها البينية من جهة، ومع سلطة الإقليم من جهة ثانية. ويبدو أن بارزاني يعوًل كثيراً على الخارج، ولا تمثل الاعتراضات الداخلية أهمية أو عقبة حقيقية في نظره، إلى حد تجاهل اعتراضات بعض الأحزاب الكوردية على الانفصال، على الرغم من أن لبعض أسباب الاعتراض وجاهتها، خصوصاً في ما يتعلق بالوضع الاقتصادي والحاجة إلى استقرار سياسي داخلي “.
وينتهي الكاتب بالقول” تثير هذه المفارقة بين تحول موقف الخارج نحو قبول دولة كوردية، وغياب الإجماع الداخلي بشأنها، التساؤل حول طبيعة الدولة الجديدة المحتملة وتوجهاتها، بل ومقومات نشوئها ثم استمرارها”.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية