أثيل النجيفي: نعمل على تقسيم نينوى من 6 إلى 8 محافظات بعد تحريرها
والخلاف بين اربيل وبغداد حول مستقبل المدينة يؤخر معركتها
قال أثيل النجيفي، قائد قوات “الحشد الوطني” العراقي(متطوعون سنة من الموصل)، إن عناصر “الحشد الشعبي(الفصائل الشيعية المسلحة)” “لن تشارك” في معركة تحرير الموصل من قبضة داعش .
النجيفي، وهو محافظ نينوى السابق، قال أن “المعركة ستتم من دون الحشد الشعبي وهناك جهات دولية كثيرة ترفض دخول الحشد الشعبي الى الموصل وأهل الموصل يرفضون ذلك بشدة، لذا لن يكون للحشد الشعبي فرصة لدخول الموصل – على الأقل – في المرحلة الأولى”.
وأشار إلى أن حكومة إقليم كوردستان ترفض كذلك “دخول الحشد الشعبي لأن الحشد سوف يربك الوضع في المدينة”.
ومسلحي “الحشد الشعبي” متهمون من قبل المنظمات الدولية الحقوقية والسكان المحليين بارتكاب “انتهاكات بحق المدنيين السنة” في المناطق التي يجري استعادتها من داعش منها إعدام مدنيين، بينهم قاصرون رمياً بالرصاص، وتعذيب مئات المدنيين بهدف انتزاع اعترافات منهم، فضلاً عن نهب منازل وتدمير دور العبادة .
وأوضح أثيل النجيفي في تصريحات لوكالة الأناضول التركية ،ان الاستعدادات لخوض معركة الموصل، من الناحية العسكرية جاهزة، لكن المفقود هو الاتفاق بين بغداد وأربيل.
وقال النجيفي، إن المعلومات المتوفرة لديه تشير إلى إن “الاستعدادات لخوض معركة الموصل من الناحية العسكرية هي جاهزة، ولكن المفقود هو الاتفاق بين بغداد وأربيل والخلاف هو حول الوضع السياسي للموصل بعد التحرير وكيفية إدارة هذه المنطقة ومستقبلها”.
ولم تتفق الحكومة العراقية وحكومة إقليم كوردستان، حتى الآن، على صيغة معينة من أجل آلية خوض معركة الموصل ومشاركة قوات البيشمركة في المعركة وإدارة المناطق المحررة ما بعد القضاء على “داعش”، رغم وساطة التحالف الدولي بين الطرفين.
وأثار تقدم قوات البيشمركة في سهل محافظة نينوى مؤخرًا، مخاوف الحكومة المركزية، ما دفع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، إلى مطالبة تلك القوات بعدم التقدم والبقاء في مناطقها التي تسيطر عليها حاليا.
إلا أن حكومة الإقليم رفضت الطلب، وردت عليه بتأكيد مضيّها في التقدم في مناطق نينوى، ورفض انسحابها من المناطق التي سيطرت عليها.
وعن هذا الموضوع، قال النجيفي، “الذي نعرفه أن ألكورد، ذكروا صراحة أنهم لا يستطيعون الدخول في معركة الموصل إلا بمعاونة أهل الموصل وأن يكون الاعتماد على أهل الموصل بشكل رئيسي إضافة الى مطالبتهم بتوضيح كيفية إدارة المدينة في المرحلة الأولى ما بعد التحرير”.
وعن قوات “الحشد الوطني”، الذي يتولى النجيفي قيادتها، قال إنها تتشكل من “عدة آلاف داخل الموصل وعدة آلاف خارج الموصل، وهي قوة مرتبة تختلف عن باقي الحشود كالحشد العشائري وغيرها لأنها قوة نظامية”.
وأشار النجيفي إلى أن تلك القوات “لم تحصل على أي دعم من الحكومة المركزية، حصلنا على وعود كثيرة لكن من الناحية العملية لم نحصل على شيء ورغم ذلك نحن مستمرون لتهيئة أنفسنا للمعركة”.
ويتكون “الحشد الوطني” من أبناء محافظة نينوى، ومنتسبي الشرطة العراقية الذين فروا من الموصل بعد سقوطها بيد تنظيم “داعش” يونيو/حزيران 2014، وتتلقى قواته تدريبات في معسكر زليكان، بمنطقة بعشيقة، التابعة للمحافظة، على يد مدربين عراقيين وأتراك، استعدادًا للمشاركة في عملية تحرير الموصل.
وحول ما تردد عن احتمال انسحاب القوات التركية في معسكر “زليكان” أوضح النجيفي، أنه “حتى الآن لم يتم طرح فكرة انسحاب القوات التركية ولا أعتقد هذا موجود”.
وأضاف: “جرت بعض اللقاءات مؤخراً ما بين الحكومتين التركية والعراقية في بغداد (لم يحدد موعد عقدها)، وتم بحث هذا الموضع، والجانب التركي أوضح رغبته في تحويل هذا المعسكر الى معسكر للتحالف الدولي، وكان هناك مفاوضات بهذا الخصوص ولكن تبقى الإدارة فيه بيد تركيا وضمن التحالف الدولي.”
وتابع النجيفي، “تركيا تعتبر ما يحدث هنا في هذه المنطقة يؤثر على أمنها القومي بشكل كبير جداً، فمن غير المعقول أن تسمح بتهديد أمنها القومي.”
وحول مستقبل محافظة نينوى ما بعد تحريرها من داعش، كشف النجيفي أنهم يعملون على مشروع سيتم بموجبه تقسيم نينوى من 6 إلى 8 محافظات.
وأشار إلى أن “تحديد ذلك يعود لأهالي مناطق نينوى، مثلاً سهل نينوى سيكوّن محافظة واحدة أو محافظتين لأنه يوجد فيها 5 مكونات، (العرب – المسيحيين – الشبك – الإيزيديين – الكورد) فهل سيكونون ضمن محافظة واحدة أم محافظتين، أيضاً تلعفر يوجد فيها العرب والتركمان فهل سيشكلون محافظتين أم سيندمجون في محافظة واحدة.”
وأضاف النجيفي أن “الأمر متروك لأهالي المحافظة أنفسهم فهم يجب أن يقرروا هذا الموضوع فلا نريد أن نفرض شيء عليهم”، مشدداً “ما بعد داعش لا نستطيع أن نفرض إرادتنا على الناس”، من دون توضيح ما إذا كان ذلك سيتم عبر استفتاء أم بأي طريقة.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية