يوليو 29, 2025

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

الأرابيسك على شفير الانقراض في نينوى

الأرابيسك على شفير الانقراض في نينوى

السومرية نيوز/ نينوى: مهنة وفن دقيق الصنع يختطف الأعين ما أن تشاهده، إلا أن الانقراض يوشك أن يختطفه من الموصل إحدى أهم مدن العراق التي اشتهرت به، أنه فن الأرابيسك الذي يرجع البعض بتاريخه إلى الحضارات العراقية الموغلة في القدم.

الموصل وحتى وقت قريب كانت المركز الأهم لصناعة الأرابيسك في العراق حتى أنها اجتذبت حرفيين من خارج البلاد لمزاولة هذا الفن، وبهذا الصدد يقول محمود المصري، في العقد الخامس من العمر، وهو أقدم عامل في مهنة الأرابيسك في الموصل، “قبل 30 عاماً غادرت مصر وقصدت الموصل لمزاولة مهنتي هذه”.

ويبين في حديثه لـ”السومرية نيوز”، “تركت محافظتي دمياط عندما كانت مهنة الأرابيسك في إوج ازدهارها وقصدت الموصل مصطحباً معي أروع النقوش الفرعونية التي نقشتها على أغلب الأثاث العراقي وبالأخص بيوت المسؤولين والمثقفين والأثرياء آنذاك”.

ويضيف المصري “هذه المهنة التي كانت تدر علي أرباحاً وفيرة وتخرج من ورشتي هذه الكثير من الحرفيين”.

يسحب المصري نفساً عميقاً ويقول “كان العمل في زخرفة ونقش الخشب يضاهي صياغة الذهب، لكن بعد الظروف التي مر بها العراق وتطور المكننة ودخول المستورد دون حماية لإنتاجنا المحلي، اضطر العديد من الحرفيين ترك مهنتهم والبحث وظيفة حكومية”.

وبحسرة وتنهد يشير المصري إلى أن ورشته “كانت تضم نحو 80 عامل لم يتبقى منهم الآن سوى ثلاثة”، انهارت هذه المهنة، ولم يبقى في الموصل سوانا”.

ويلفت إلى أن مدينة الموصل لم يتبقى فيها سوى “ثلاث ورش أرابيسك، ونحن نمثل آخر جيل لهذه المهنة، وبالرغم من أن هناك إقبال على هذا الفن لكن لم يخلفنا جيل يحافظ على ديمومة هذه المهنة”.

عمر سعد، شاب في العقد الثالث من العمر، تعمل مهنة الأرابيسك على يد محمود المصري واستطاع أن يفتتح ورشة خاصة به في منطقة الدواسة وسط مدينة الموصل، يقول في حديثه لـ”السومرية نيوز”، “تعلمت المهنة من الاصطى محمود المصري وما زلت أزاولها فأنا لا أجيد سواها”.

ويتابع “أنا أفضل هذه المهنة اليدوية التي تعتمد على الشفرات والمدقة، بل أنني درست في كلية الفنون الجميلة قسم النحت لاتقن هذه المهنة، ولم أتقدم للتعيين في أي وظيفة حكومية”.

ويدعو سعد الشباب إلى التوجه نحو المهن اليدوية “للحفاظ عليها من الانقراض والتلاشي”، منوهاً “أهم الصناعات في العالم تحتاج إلى المهن اليدوية التي تكمل ما تصنعه الآلات فالمهن اليدوية هي اساس كل المهن”.

قيس علي، رجل العقد الرابع من العمر، من أهالي مدينة الموصل، يرى أن تزيين أثاث منزله بالنقش اليدوي “هو أجمل وأفضل لمسات يمكن أن أضيفها على المنزل”.

ويقول في حديثه لـ”السومرية نيوز”، إن “صناعة الأثاث المنزلي من غرفة النوم إلى الأرائك ولوازم المنزل الأخرى لدى النجار العراقي وتطريزه بالنقوش اليدوية، هو أكثر جمالا ومتانة من المستورد”.

ويضيف “لقد قصدت ورشة محمود المصري للاتفاق معه على النقوش الخاصة بغرقة نومي التي أقوم بتصنيعها لدى النجار المجاور له، فنحن الموصليون نرغب بالبضاعة المصنوعة يدوياً التي نطلق عليها بالعامية (تكمة) لكونها تدوم لعمر طويل”.

الإعلامي والكاتب صباح الأطرش، يؤكد لـ”السومرية نيوز”، أن “الموصل تتوافر على العديد من المهن اليدوية منها التي انقرضت وتلاشت، وأخرى ما زالت تقاوم، منها على سبيل المثال الخفاف والصفار والكواز وكذلك الحدادة اليدوية التي تشارك مهنة الأرابيسك المصير نفسه”.

ويعزو الأطرش ذلط إلى “عدم وجود تشجيع ودعم وحماية لهذه المهن من قبل المعنيين بالتراث أو الحكومة، كما أن المستورد والمكننة سوف تقضي على جميع المهن اليدوية إذا لم يلتفت المعنيين إليها”.

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi