يوليو 25, 2025

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

الخيانة الالكترونية، عاصفة هوجاء إقتلعت جذور المحبة والأمان من كيان الأسر

الخيانة الالكترونية، عاصفة هوجاء إقتلعت جذور المحبة والأمان من كيان الأسر
بغداد/ واب/ دريد ثامر .. عند عودته من العمل ، كان يحاول ان يختفي في غرفته مع حاسوبه ، وكلما يريد افراد اسرته الدخول اليه ، يجدون بعض الابتسامات قد ارتسمت على وجهه ، وعند التحدث معه ، يبدو عليه الارتباك ، ثم الانزعاج من طلبات زوجته وأبنائه.

ماجد محمد البالغ من العمر ( 35 عاماً ) قال لوكالة ابناء بغداد الدولية /واب/  انني اقضي ساعات طويلة امام حاسوبي بلهفة واشتياق ، بسبب الفراغ العاطفي الذي اعيشه في المنزل ، واهمال زوجتي لي ، حيث كنت اتحدث مع احدى زميلاتي في العمل ، فاشعر ببعض السعادة معها .
وأشار إلى ان ذلك الامر اثار حفيظة اسرتي، وبعد عدة مشاكل مع زوجتي ، طلبت مني الطلاق.

بالمقابل وقعت (س ن ع ) فريسة هذه التقنية ، عندما انشغلت عن زوجها وأطفالها وهي تتابع كل منشورات الفيس وغيرها ، لساعات طويلة ، حتى انهارت حياتها الاسرية ، عندما اصبح التحدث مع اصدقاء الفيس والتانغو والفايبر من النساء والرجال ، همها اليومي ، حيث كانت تنقل لهم معاناتها اليومية في كل شيء من العمل وتصرفات زوجها ، حتى ادمنته بصورة كبيرة ، ما انعكس سلباً عليها وساهم في طلاقها.

ويرى المحامي عباس التميمي ان مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت سبباً من أسباب رفع دعاوى الطلاق ، نتيجة لتعلق أحد الزوجين بآخر عاطفياً عبر خاصية الدردشة ، وبالتالي يقوم الزوج الآخر برفع دعوى الطلاق بدافع الخيانة الزوجية .
وأضاف عباس لوكالة انباء بغداد الدولية/ واب/  أن” إثبات تلك الخيانة يعتبر أمراً صعباً ، ويحتاج الى العديد من الاجراءات التي من شأنها إثبات الضرر ، مع الاخذ بنظر الاعتبار أن القضاء لا يعتمد على المراسلة الالكترونية كدليل .
واستدرك بقوله  إلا إذا تمت بموافقة مسبقة من المحكمة التي بدورها تقوم بإعطاء الاذن لشركات الاتصال لمراقبة نشاط المدعى عليه في شبكات التواصل الاجتماعي ، لان مسألة المراسلة  تعتبر من المسائل الشخصية التي لا يجوز التجسس عليها .

وترى الباحثة الإسلامية زينب فخري، مما لاشك فيه أن الخيانة الزوجية جريمة كبيرة يمكن للزوج أو الزوجة أن يقترفاها ، وتختلف شدة هذه الجريمة ، والأشكال المخففة منها تأخذ شكل النظرة الخاصة أو الليونة في القول أو القيام بحركات تثير الجنس الآخر ، وهناك أشكال متوسطة الشدة مثل الخلوة وتبادل الإعجاب والاستلطاف والكلام الخاص ، وأما الأشكال الشديدة فهي اللقاء الجنسي بكافة أشكاله ودرجاته .
وأضافت فخري  إنّ” مفهوم الخيانة الزوجية شرعا يشتمل كلّ علاقة غير شرعية تنشأ بين الزوج وامرأة أخرى أو بين الزوجة ورجل آخر ، فهي تعتبر علاقة محرمة سواء بلغت حد الزنا أو لم تبلغ  ويشتمل هذا المواعدات واللقاءات والخلوة وأحاديث الهاتف التي فيها نوع من الاستمتاع وتضيع الوقت بل حتى الكلام العابر واللقاءات التي تجرى على سبيل العشق والغرام .

واجزمت فخري بأن صور الخيانة أصبحت أكثر تنوعا، وجاء ذلك نتيجة شكل الحياة المعاصرة ومكوناتها ومستجداتها وبخاصة أدوات الاتصال والمعلوماتية، حتى صارت لدينا خيانة إلكترونية بالمحمول والنت والفيس ، والخيانة الزوجية هي إثم ومعصية وانحراف عن القيمة السليمة ، ويمكن تفسير بعض أسباب الخيانة الزوجية في بعض الحالات دون أن يكون ذلك تبريراً لها ، والإنسان مطالب بالتصرف المناسب والسلوك الناضج والواعي.. والمرأة والرجل يستطيعا أن يفعلا ذلك بالطبع ، وإذا كانت حياتهما غير سعيدة أو مرضية مع بعضهما فإن عليهما أن يسعيا للحياة التي تناسبهما بشكل منطقي وأخلاقي ودون جريمة .
ونصحت الباحثة الاسلامية جميع الازواج ، أن يحاولا أن يحلا مشكلاتهما المنزلية والاجتماعية وأن يصلحا ما يمكن إصلاحه وأن يصبرا على ما لا يمكن إصلاحه ،  وجاء في الحديث: (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) فالمرأة راعية في بيتها وهي مسؤولة عن بيت زوجها، فمن مسؤولية الزوجة الصالحة أن تحافظ على بيت زوجها وعلى أموال زوجها وعلى أسرار زوجها وعلى فراش زوجها، والرجل راع وهو مسؤول عن زوجته ، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم  ( لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له).

وترى الباحثة الاجتماعية ايمان عدنان ان هذا جزء من الاثار السلبية التي وقعت على متعاطي التقنية والتكنولوجيا ، فالحالة السهلة التي وجدها معظم الناس ، من خلال وجود هذه التكنولوجيا  في متناول اليد ، في المنزل او العمل او حتى في السيارة ، تجعلهم يستسهلون ارتكاب هذه السلوكيات غير الصحيحة ، ثم الولوج في عالم الانجراف الزائفة اللالكتروني .
وتابعت عدنان أن” الانسان بطبيعته يحب استكشاف كل الاشياء من حوله بواسطة النت ، حتى يشغل وقت فراغه ، ولكنه ينسى او يتناسى بانه قد فتح على نفسه بوابة لدخول الشر اليه ، في حالة تغيير طريقة مفاهيمه ، من البحث عن الثقافة ، الى بعض الامور التي تهدد حياته الاسرية”.
ونصحت الباحثة الاجتماعية بعدم الوقوع في شرك هذا الاغراء التي عادة ما يكون بعيد عن اعين الاخرين ، ويجعل صيدهم سهلاً ، ان كانوا رجالاً  ام نساءً ، والذين هم  لديهم عوائل ومستقرين اسرياً ، ليستسلموا لهذا النوع من الخيانة التي تطورت بطريقة تكنولوجية عجيبة .

غير ان عصام ناصر ( ناشط مدني ) قال “يكمن خطر هذا الموضوع على كيان الاسرة التي حاولت جهد امكانها ان تعيش بسلام وامان ، بعد ان تعرضت للكثير من المواقف الصعبة .
وأضاف ناصر ان” الاهتمام بالتكنولوجيا التي دخلت الى البلاد ، جعل الرجل والمرأة يجدون فيه المتنفس الوحيد من ضغوطات الحياة ، وادت الى البحث عمن يشاطرهم ارائهم وتبادل اطراف الحديث معم ليل ونهار ، وهذا ما جعل غالبية النساء والرجال ، لا يتكلمون عن همومهم فيما بينهم بل تعدى ذلك الى الهروب لمواقع الدردشة من اجل التعبير عما يخفى في قلوبهم للطرف الثاني ، ما يجعل اصدقاء الفيس هو اقرب من غيرهم “.

وحذر الناشط المدني من هذا الاسلوب الذي سوف يحدث شرخاً بين الازواج ، وخطأ كبير يقعون به كثير من المتزوجين ، حيث يسهم في اتساع الفجوة فيما بينهما وقد يؤدي الى ابغض الحلال ، نتيجة اختفاء شعلة العاطفة بينهم ، بسبب انشغالهم بالنت لفترات طويلة .
وعن دور الاعلام في الحد من هذا الظاهر قال الدكتور حمدي اسماعيل الكلي (استاذ في الجامعة المستنصرية) ، ان الاختلاط  بين الرجال والنساء في مختلف المجالات يؤدي بالرجل إلى التعرف على نساء كثيرات، وبالتالي يمكن أن يكون بيئة خصبة للخيانة الزوجية ، خاصة عن طريق الوسائل الالكترونية الحديثة مثل الفيس بوك وتويتر والفايبر المشتركة من الجنسين  الخ ، والأمر نفسه يمكن أن ينطبق على المرأة ايضا تخون الرجل بابسط الظروف ، وهناك حالات كثيرة سجلت في المجتمع العراقي من الخيانة الزوجية من الطرفين ووتفاقت الى ابعد الحدود  .
واضح الكلي ” قد يتصور البعض ان الخيانة الزوجية تنتج عن  نقص في الوعي الثقافي  بين الطرفين الا ان الامر تعدى الى اكبر من ذلك ، لا سيما الطبقة المثقفة منها وهذه جريمة كبرى ، ولكن في ظل تفاقم وازدياد نسبة الطلاق بسبب الخيانة الزوجية من الطرفين ، بدأت المؤسسات الاعلامية  المهتمة بالمجال الأسري وكذلك الصحف المقرؤة التوجه بالعمل على ايجاد حلول جوهرية للحد من هذه الظاهرة، ومن المهم التأكيد على أننا حين نناقش الخيانة الزوجية لا نتحدث عن ظاهرة بالمفهوم العلمي إذ لا يوجد ما يدلل علمياً على وجودها كظاهرة لدينا لكن هناك بالتأكيد حالات فردية مارست فيها الخيانة الزوجية  كجريمة حتى وإن لم يبلغ عنها إذ عادة ما تنتهي المشكلة بطلاق المرأة ، اذاً المسالة ليست عامة كما يتصور البعض ، انما فردية لها حلول جذرية عن طريق مؤسسات عديدة لها ثقلها عن الاسرة العراقية .
واضاف الكلي ان” الوسائل الاعلام ومنظمات المجتمع المدني ورجالات الدين لهم الدور الكبير في  تصحيح مسار العلاقة الزوجية بين الرجل والمرأة وميلها الى الطريق الصحيح لان الشعور بالانتماء إلى الكيان الأسري من المفاهيم الأساسية في العلاقة الزوجية، فالزواج ليس مجرد علاقة رسمية فقط تمت بموجب عقد الزواج، انما علاقة زوجية مبنية على الاحترام وتحمل مسؤوليتها طيلة الحياة “.
اما ماجد و( س ن ع ) فما زالا يعانيان من مساوئ استعمالها للتكنولوجيا بأشياء غير مفيدة ، ادت الى انهيار حياتهم ، من دون مبرر .

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi