يوليو 23, 2025

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

المسيح لم يكن متزوجًا

المسيح لم يكن متزوجًا

وكالات: توصل علماء إلى أن ورقة البردي التي أشارت سابقًا إلى كون المسيح متزوجًا قد تكون مزوّرة، بدليل اللهجة الحديثة التي كتبت بها وتوقيتها المشبوه المتزامن مع طرح جدلي لإمكانية زواج المرأة اللاهوتية المتبتلة، ما أوقع علماء جامعة هارفرد ضحاياها.


يقول علماء إن الوثيقة التاريخية التي كتبت على ورق البردي، وتثبت أن المسيح اتخذ له زوجة، هي وثيقة “مزوّرة”، ولا يمكن الاعتماد عليها في التوصل إلى نتيجة مؤكدة.

بعد أكثر من عامين على ما عُرف في العالم الأكاديمي بـ “وثيقة زوجة يسوع”، خرج عدد من العلماء والباحثين ليؤكدوا أن ورقة البردي التاريخية مزوّرة، معتبرين أن الحيلة انطلت على علماء جامعة هارفرد، الذين لم يتحققوا من صحة الوثيقة بما يكفي.

وفي الأسبوع الماضي، نشر باحث أميركي يُدعى كريستيان أسكلاند نتائج دراسته التي يقول العلماء إنها “تمثل الدليل الأكثر إقناعًا حتى الآن بأن وثيقة زوجة يسوع” مزورة.

عنصران يدحضانها
استنتاج أسكلاند يعتمد على عنصرين: أولًا، أن الأسلوب أو اللهجة التي كتبت بها الوثيقة لم تكن موجودة في الفترة التاريخية التي يفترض أنها كتبت خلالها. وثانيًا، وجود جزء إضافي من ورقة البردي – حصلت عليها جامعة هارفارد، وكتبها مصدر مجهول – هي مزورة ومكتوبة بخط اليد نفسه الذي كتب “وثيقة زوجة يسوع”.

“بالنسبة إليّ، احتمال صحة هذه الوثيقة أشبه باحتمال أن يضربني البرق اليوم”، قال أسكلاند، وهو أستاذ مساعد في جامعة ألمانيا فوبرتال، مشيرًا إلى أن عدم التحقق من صحة هذه الوثيقة يجعل الأمور تزداد سوءًا، وتؤدي إلى تداعيات على المدى الطويل.

بدورها، قالت كارين كينغ، الأستاذة في جامعة هارفارد، التي قدمت الوثيقة للمرة الأولى، إنها توافق على طرح أسكلاند ومنهجيته الدراسية، مشيرة إلى أن “أسلوبه موضوعي، ويستحق أن يؤخذ على محمل الجد. وصحيح أن النتيجة التي توصل إليها تقول إن الوثيقة مزورة، إلا أنني أعتقد أن الأمر يحتاج مزيدًا من الدراسة، وأن الحكم غير نهائي حتى الآن”.

أخطاء قاتلة
وكانت المؤرخة كينغ قد كتبت في مجلة هارفرد اللاهوتية أن ورقة البردي التي أسمتها “إنجيل زوجة المسيح” لا تثبت بالضرورة أن المسيح كان متزوجًا، لكنها تسلط الضوء على النقاشات التي دارت بين المسيحيين الأوائل حول ما إذا كان التبتل هو النمط المثالي لحياة المسيح.

بالنسبة إلى الكثيرين، فالنتيجة مؤكدة وواضحة، بل ربما كانت كذلك منذ البداية، لأنهم لم يصدقوا الوثيقة في الأساس. ومنذ أن قدمت كينغ الوثيقة إلى العالم الأكاديمي، كان هناك همس وتحليلات تشكك في صحتها، لا سيما في الجزء، الذي يقول: ” قال لهم يسوع: زوجتي …”.

في البداية، وجد الخبراء أخطاءً نحوية، وصفها اللاهوتي من جامعة براون ليو ديبويدت بـ “الأخطاء القاتلة”، إلى جانب أن الأحرف التي تشير إلى زوجة المسيح كانت محددة وبخط عريض، وهو الأمر الذي اعتبره “هزليًا جدًا”.

توقيت مشبوه
وقال ديبويدت إنه لم ير في حياته نصًا قبطيًا بالخط العريض أو الأحرف البارزة، وكأن من كتبها يريد أن يقول: “نعم، هذا صحيح، كان متزوجًا أقول لكم”!. من جهة أخرى، اعتبر آخرون أن توقيت الوثيقة “مثير للشبهة”، لأنه يأتي في الوقت الذي يستعر فيه النقاش حول دور المرأة في الكنيسة والكهنوت، وما إذا كان بإمكانها أن تتزوج أو أن لا مفر أمامها من التبتل.

ما زاد من حدة هذه الشكوك هو ظهور جزء آخر من مخطوطة يُعتقد أنها من إنجيل يوحنا، لكنها كتبت بخط يد مطابق لوثيقة “إنجيل زوجة المسيح”.

ضحيتا تزوير
عند مقارنة الجزء الثاني بالمخطوطة التي كشفت عنها كينغ، تبيّن لأسكلاند أنها متطابقة بشكل لا يصدق في السطور الـ 17 مع فواصلها. واستخلص أن مزورًا في العصر الحديث، بل وربما شخص ما من العقد الماضي، قد نسخ تلك الوثيقة من الإنترنت على ورقة بردي حقيقية.

وما زاده إقناعًا بصحة نظريته هو أن الوثيقتين كتبتا باليد نفسها وباستخدام الريشة والحبر عينه. وأضاف أسكلاند: “بعد تقويم الأدلة، يعتقد العديد من المتخصصين في المخطوطات القديمة والأصول المسيحية أن المؤرخة كارين كينغ وجامعة هارفارد للاهوت، كانوا ضحايا لخدعة محكمة”.

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi