اتقان اللغات يؤثر على الخيارات الأخلاقية
تؤثر إجادة لغة أجنبية غير اللغة الأم على “الخيارات الاخلاقية” للناس، كما يقول بحث جديد لعلماء أمريكيين.
فقد توصل البحث إلى نتيجة مفادها أن الذين يجيدون لغة أجنبية إلى جانب لغتهم الأصلية، يتصرفون أمام المعضلات بطريقة تختلف عن أولئك الذين يجيدون اللغة الأم، فحسب.
وأبدى أولئك الذين يجيدون أكثر من لغة، حلولا أكثر واقعية، للمشاكل التي واجهتهم،كما امتازوا بقدرتهم على التحليل،والاستنتاج المستنبط من قراءة الواقع، ما أتاح لهم الحلول، بطريقة مختلفة عن أقرانهم الذين يجيدون لغة واحدة، فحسب. واشترك في البحث الذي أجراه قسم البحوث النفسية من جامعة شيكاغو ونشرته دورية “بلوس وان” العلمية، المئات من الأشخاص من انجلترا واسبانيا و كوريا، ودول أخرى.
وإحدى المعضلات التي جرّب المشاركون إبداء الحلول لها، معضلة “القطار” الشهيرة، التي يفترض فيها السؤال، إمكانية دفع شخص “سمين” أمام قطار تعطلت فرامله، لغرض إيقافه، لإنقاذ خمسة من العمال الذين يعملون على السكة.
وبحسب البحث، فإن الأشخاص الذين تم سؤالهم في لغتهم الأصلية “الأم” أبدوا استعداداً كاملاً لدفع الشخص “السمين” مقابل إنقاذ بقية العمال أمام القطار، فيما تردّد الأشخاص الذين يجيدون أكثر من لغة ، وتم توجيه السؤال لهم بغير لغتهم الأصلية، عن فعل ذلك.
ولا تعني نتيجة البحث أن الأشخاص الذين يجيدون أكثر من لغة ذو سلوكية أخلاقية وذهنية أفضل من أولئك أصحاب اللغة الواحدة، بل القصد من ذلك هو الاختلاف، بين الاثنين في تصرفاتهم أمام المشاكل التي تواجههم.
وميّزت البحوث السابقة، تلازم ظاهرة الخوف من تعلم اللغة الأجنبية لدى الكثير من البشر، كحالة خاصة تتحوّل إلى حالة مرضية في بعض الأحيان، لكن تعلم لغة أخرى من جانب آخر، تعرقل مسببات الخرف والإصابة بمرض الزهايمر عند الشيخوخة بما لا يقل عن أربع سنوات.
وفيما يتعلّق بالعاطفة، فإن العلماء مازالوا في موضع الشك فيما إذا كانت اللغة الأجنبية تثير عاطفة أقل في الناس، ما يجعلهم يتخذون قرارات أكثر عقلانية منها عاطفية.
ويُرجع الباحث سايوري هاياكاوا، أسباب ذلك إلى أن اللغة الأم يتم تعلّمها في الطفولة من الأب والأم ، وفي أجواء الأسرة الحميمية ، ومن ثم في المدارس المتواجدة في الأحياء السكنية ، حيث يعيش الأشخاص ويعرف بعضهم البعض، فيما يتم تعلم اللغة الأجنبية في الغالب خارج الأسرة، وفي وقت متأخر من العمر، وبموجب ذلك، فإن المشاعر والعاطفة تبدو أكثر تأججاً، ويمكن التصريح بها مع اللغة الأم .
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية