مارس 28, 2024

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

رقابة شبه غائبة ولحوم اجنبية تغزو الاسواق

الغد برس/ شهدت الاسواق المحلية دخول انواع عديدة من اللحوم ذات المناشئ العربية والعالمية منخفضة الاسعار مقارنة مع نظيرتها العراقية، وفي الوقت الذي تزايد اقبال المواطنين عليها يوما بعد اخر، تساءلوا عن طريقة ذبحها فيما اذا كانت خاضعة للفحص من قبل الجهات الرقابية المعنية، فضلا عن مدى صحيّة الاماكن التي يتم فيها الذبح، لاسيما ان اللحم الهندي دخل الى الاسواق المحلية بعد عام 2003 وقد طبع على اغلفته الاسم التجاري للشركة التي انتجت هذه اللحوم “مزيّنة بجملة حلال مذبوح على الطريقة الاسلامية”.

غياب دور الرقابة

“الغد برس” تجولت في اروقة الاسواق وشاهدت اقبال المواطنين على هذه الانواع من اللحوم وبهذا الصدد يقول ابومصطفى، سائق سيارة اجرة، إن طبيعة عملي لا تسمح لي أن اشتري من اللحوم المذبوحة محلياً بسبب غلاء اسعارها لذلك ارى ان اسعار اللحوم الهندية مناسبة لي ولعائلتي”.

ويضيف لـ”الغد برس”، أنه استشرع عن “اهلية هذه اللحوم فقالوا لي إنها مذبوحة على الطريقة الاسلامية ولا اشكال في ذلك، وعلى الرغم من ذلك فأني اطالب الجهات المختصة بتفعيل دور الرقابة الصحية للحيلولة دون دخول اللحوم الفاسدة الى الاسواق العراقية”.

اما قيصر عامر، طالب جامعي، فيرى ان “هذه اللحوم غير مطابقة لمواصفات السلامة الصحية وغير خاضعة للفحص من قبل الاجهزة الرقابية التابعة لوزارة الصحة وانا شخصياً لا اشتري من هذه اللحوم لانني لا اعلم مصدرها ولأنها تعرض بشكل مكشوف فأن احتمال احتوائها على الاوبئة وارد”.

ويضيف لـ”الغد برس”، أن “الحرص على سلامتي وسلامة اهلي يدعوني لشراء اللحوم المحلية حتى لو كانت اسعارها مرتفعة ولكنها خاضعة للفحص ومذبوحة على الطريقة الشرعية، هذا فضلاً عن أنها نظيفة ومضمونة وصحية.

ويؤكد ابو هديل، صاحب محل لبيع اللحوم المحلية، أن “غلاء الاسعار سببه ان اللحوم التي ابيعها شرعية ومذبوحة على الطريقة الاسلامية وخالية من الامراض التي تحتويها اللحوم المستوردة ومفحوصة من قبل لجنة في وزارة الصحة”، مشيرا الى أنه في كل يوم يذهب الى “مجزرة في منطقة الشعلة لجلب اللحوم فأجدها مختومة بختم اللجنة الصحية”.

اما عن اللحوم المستوردة فيقول ابو حيدر “اقوم بجلب هذه اللحوم من تجار الجملة الذين هم بدورهم يستوردونها من شتى انحاء العالم ومن مصادر غير معروفة بسبب عدم وجود رقابة على هؤلاء التجار وبالاضافة الى ذلك فأن هذه اللحوم المستوردة ثبت بأنها تحتوي على مواد تسبب السرطان في جسم الانسان”.

ويتابع “أنا لا آكل من هذه اللحوم وانما اشتري من المذبوح محلياً لأنه نظيف وصحي”، لافتا انه يضطر الى بيعها بسبب “اقبال الناس المتزايد من ذوي الدخل المحدود”.

وعندما سألنا الحاج ابو ياسر الذي جاء لشراء اللحم المذبوح من احد الجزارين عن سبب شرائه من الجزار وعدم التقرب من اللحوم التي تباع في البرادات قال “انا لا اشتري من اللحم الهندي والمستورد لأن اللحم بطبيعته اذا اكثر منه الانسان اصيب بمرض النقرس فكيف اذا كان هذا اللحم يحتوي على مواد مسرطنة”.

ويدعو ابو ياسر الى “عدم شراء اللحم المستورد لتجنب الاصابة بالامراض بسبب جماعة باعت ضمائرها من اجل ان يملؤوا جيوبهم بالمال الحرام على حساب الناس البسطاء”.

لحوم تقتل ببطء

من جانبه ابدى ابو ايسر، مخاوفه من استعمال هذه اللحوم فيقول “قرات في احدى المجلات الصادرة عن وزارة العلوم والتكنلوجيا عن عدم صلاحية اللحوم الهندية للاستهلاك البشري”.

ويضيف أن “اللحم الهندي متوفر في الاسواق المحلية وهو رخيص السعر لذا فأنه يدخل في معظم المطاعم العراقية ليعملوا منه الشاورما والكبة والكباب والهمبركر وبعض الاكلات الشائعة, الا انه ثبت علمياً بعد اجراء الفحوصات عليه بأنه لحم يقتل ببطء لأنه ملوث ببقايا مبيدات الكلور العضوية”.

ويلفت الى انه في حال “بلوغ تركيز معين من هذه المادة في جسم الانسان فأنه ينشط الخلايا السرطانية”, مستذكرا انه كان يستعمل “هذا النوع من اللحوم ولكن عندما قرأت اضراره اقلعت عنه نهائيا”.

ام قاسم، احدى المتبضعات، تحدثنا قائلة “شاهدت في احد المواقع الالكترونية كيفية ذبح المواشي, إذ يقوم الشخص الذي يتولى عملية الذبح من خلال المرور في ممر مليء بالابقار وهو يمسك سكين ويباشر في ذبحها وهي واقفة بدون ذكر اسم الله عليها او توجيهها على القبلة”.

وتابعت “اما عملية ذبح الدجاج فأنهم يقومون بتعليقها من ارجلها في ماكنة الذبح فتخرج من الجهة الثانية مذبوحة وجاهزة, وعندما سألت عن هذه العملية حلال ام حرام قالوا لي إن المجزرة تبنى على اتجاه القبلة وان الشخص الذي يقوم بالذبح يذكر اسم الله عند تشغيله الماكنه عند ذلك بقيت متحيرة من استعمال هذه اللحوم ومنذ ذلك الوقت قررت ان لا اشتري الدجاج واللحم الجاهز على الرغم من ضعف حالتي المادية”.

العلوم تؤكد والصحة تنفي

بدوره كشف مصدر مسؤول في دائرة البيئة والمياه بوزارة العلوم والتكنلوجيا ان “نتائج البحوث التي اقيمت بمختبرات دائرة البيئة والمياه على اللحوم الهندية اظهرت احتواء 80% منها على مادة الهايدروكربون وهي بقايا مبيدات الكلور واسمها العلمي (الدي تي بي) المسبب للامراض السرطانية”.

ويضيف ان “مادة الهايدروكربون السرطانية تنتقل من حليب الام الى الاطفال بصورة سريعة”.

من جانبه، يقول مدير عام الصحة العامة في وزارة الصحة محمد جبر لـ”الغد برس”، إن “هذا الموضوع تم عرضه على الهيئة الاستشارية لسلامة الغذاء بما فيها كل الاطراف والتي هي وزارة العلوم والتكنلوجيا ووزارة الصحة, وان لدى وزارة الصحة نهج وهو ان تأخذ عينة من كل مادة لفحصها وتعرض على ثلاثة فحوصات وهي المواصفة والوقاية من الاشعاع والفحص البكتريولوجي والكيمياوي والفحوصات الاخرى”.

ويتابع “بعد ذلك عندما تظهر النتائج نستطيع الحكم عليه اذا كان صالح او غير صالح للاستهلاك البشري”، مبينا ان “النماذج هي تمثل نفسها وذلك عندما ناخذ مجموعة كاملة هو ان نأخذ الارساليات لعمل دراسة او بحث على حالة معينة أو شيء معين وعادة هذا الاسلوب المتبع لدى وزارة الصحة”.

ويشير جبر الى ان “هذا الشيء المعين لا يمثل الارسالية او لا يمثل المنطلق الذي نتحدث عنه وانما يمثل المكان الذي قمنا بأخذ العينة منه فقد يكون هذا المكان غير مطابق للمواصفة او يكون ملوثا وادى الى تلويث اللحم”.

ويؤكد ان “وزارة الصحة عندما تعلم بوجود مواد مسرطنة فإنها تقوم ليس بسحبها من الاسواق فقط وانما باتلافها ايضاً وبحضور صاحب الشأن، لأننا اذا قمنا بسحبها فقط لربما تباع في مكان اخر”.

ويشدد على أن “وزارة التجارة عندما تمنح التجار اجازة لاستيراد اللحوم فنحن نقوم بابلاغهم لفحصها في بلد المنشأ والتأكد هل ان ذلك البلد يستخدم هذه اللحوم مع تاكيدنا على وجود العلامة التجارية للسلعة المراد استيرادها بالاضافة الى الفحوصات التي تقوم بها وزارة الصحة عند دخول اللحوم الى البلاد”.

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi