كدر ونوسين قصة حب دمشقية توجت بالزواج في مخيم للاجئين السوريين شمالي أربيل
المدى برس/ أربيل: يجلس كدر عبد الرحمن محمد، وقت الغروب يومياً، أمام خيمته التي أصبحت “عش الزوجية” في مخيم كوركوسك، شمالي أربيل، ليستعرض في مخيلته ما مر به من أحداث، تصلح لفلم سينمائي، منذ اضطراره للنزوح من العاصمة السورية دمشق تاركاً داره وسيارته وعمله، وحتى زواجه من الفتاة التي يحبها، بـ”قدرة قادر”، مما خفف عنهما معاً “بؤس اللجوء”.
يقول كدر عبد الرحمن، (23 سنة)، في حديث إلى (المدى برس)، إن “حياتي كانت مستقرة تماماً في دمشق حيث كنت أعمل بنحو ثابت في مطعم وأكسب ما يكفي لمصروفي اليومي، والتجميع لإتمام زواجي ببنت خالتي وحبيبة عمري، نوسين علي رشيد، التي تماثلني في السن، وتعمل موظفة بشركة متخصصة بتجارة الأدوية”.
ويضيف عبد الرحمن، أن “قصة الحب بدأت بيننا في دمشق قبل ست سنوات، واتفقنا من البداية على الزواج بعد تأمين مستلزمات عش الزوجية”، ويبين “عملنا على هذا بنحو دؤوب واجتهدنا أكثر لادخار ما يكفي حياتنا المقبلة التي لم نتصور أبداً أن تكون بالصورة الحالية”.
ويتابع الشاب السوري بحسرة، أن “الأحداث السورية تسارعت بنحو دراماتيكي مما اضطرني إلى النزوح لإقليم كردستان العراق، لكن حبيبتي نوسين، بقيت هناك وأصبحنا نتواصل يومياً عبر الهاتف، بحثاً عن حل”، ويستطرد “لم نجد بداً من اتمام زواجنا في أي ظروف وتحت أي سقف”.
ويواصل عريس المخيم، هكذا “سافرت نوسين مع أبويها لتلتحق بي في مخيم كوركوسك، في أربيل تمهيداً لإقامة حفل الزفاف”، ويستدرك “لكن عدداً من الزملاء اقترحوا أن نشارك في حفل الزواج الجماعي الذي أقيم في بارك سامي عبد الرحمن، وسط أربيل، الذي جرى برعاية رئاسة إقليم كردستان”.
هنا التقطت العروس نوسين، خيط الكلام، لتقول إن “شباب المخيم أصروا على إقامة حفل استباقي احتفاءً بنا، ونظموا زفة بلدية على أنغام الموسيقى والاهازيج والزغاريد، في مشهد لم يخطر لنا على بال”، وتضيف “المهم إن الزواج تم متوجاً قصة حبنا بخاتمة سعيدة، برغم البؤس الذي نعاني منه من جراء تركنا بيوتنا والدمار الذي يشهده وطننا سوريا”.
وتتابع عروس مخيم كوركوسك، أن “كثيرين احتفلوا بنا وقدموا لنا هدايا ثمينة، أبرزها تلك التي قدمها رئيس إقليم كردستان، مسعود بارزاني، وسلمها لنا وزير الداخلية في حكومة الإقليم بالنيابة، وثانية من سكرتير الحزب الديمقراطي السوري، عبد الحكيم بشار”.
يذكر أن العروسين كدر ونوسين، يقضيان “شهر العسل”، بتلبية دعوات الأهل والأقارب، لتناول الطعام في خيمهم، بحسب التقاليد، التي لا تسمح للعروس بالطبخ في أيامها الأولى، ويقضون معظم لياليهم في سهرات وأحاديث عن الديار والوطن والأحداث السياسية لاسيما التي تشهدها سوريا.
وبشأن المستقبل، تؤكد نوسين، أن “اتفاقاً عقدته مع زوجها كدر، يقضي بعدم انجاب الأطفال حالياً، بسبب الظروف الصعبة في اللجوء، وعدم توافر البيئة الصحيحة لتربية الأطفال، بانتظار انفراج الظروف وتحسن الأوضاع”.
ويؤيد العريس كدر عبد الرحمن، ما ذهبت إليه زوجته، وهو يتحسر على “بيته ومتاعه وسيارته في دمشق إذ يجهل ما حل بها لانقطاع الأخبار”، ويواصل والدموع تكاد تطفر من عينيه، “تحولنا من أصحاب أملاك ومهن إلى لاجئين في خيمة تبلغ مساحتها لا تعادل غرفة واحدة من دارنا الدمشقي، برغم أنها حققت حلم حياتي وجمعتني برفيقة دربي نوسين، في حكاية تصلح موضوعاً لفلم سينمائي”.
يذكر أن إقليم كردستان استقبل أكثر من 220 ألف لاجئ سوري، نزحوا إليه من جراء الحرب الأهلية التي تشهدها بلدهم منذ (الـ21 من آذار 2011).
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية