الخنازير في ديالى تنقذ حياة العشرات من كمائن العبوات وعدد القطعان يزداد 30 بالمئة بسبب توقف عمليات الإبادة
لم يعد انتشار قطعان الخنازير البرية في البساتين الزراعية بمحافظة ديالى مصدر ازعاج للمزارعين بل اداة وقاية طبيعية بعدما تحولت إلى ما يشبه كاسحات للألغام، انقذت ارواح العديد من المزارعين، من كمائن قتل منظمة اعدها مسلحون محترفون.
وقال عواد الربيعي رئيس اللجنة الامنية في ناحية ابو صيدا، شمال شرق بعقوبة، لوكالة الانباء الصينية ان “الخنازير البرية احبطت ستة كمائن اعدها مسلحون لاستهداف مزارعين بسطاء خلال الفترة الماضية، عبر نصب عبوات ناسفة في طرق جانبية بين البساتين الزراعية في مسعى لقتلهم”.
واضاف ان “الخنازير تسير بسرعة في الطرق الجانبية ما يؤدي الى مرورها فوق العبوات او الالغام وتنفجر ما يعني انها احبطت كمائن كانت معدة لاستهداف مزارعين”، لافتا الى ان الانفجار يؤدي الى تطاير اشلاء الخنازير في اتجاهات مختلفة ولعدة امتار نتيجة قوته.
واعتبر الربيعي الخنازير البرية بانها باتت بمثابة كاسحات الغام طبيعية في مساحات شاسعة من البساتين الزراعية تنشط فيها خلايا مسلحة مرتبطة بعدة تنظيمات مسلحة، ومنها تنظيم القاعدة.
عبود حسن التميمي، مزارع يبلغ من العمر 45 عاما، قال ان اجمالي مساحة البساتين الزراعية المحيطة في ابو صيدا تزيد على 3 آلاف دونم اغلبها مزروعة بالنخيل والبرتقال والليمون، ولا يمكن حمايتها على مدار الساعة من المسلحين الذين يعمدون الى زراعة الالغام والعبوات الناسفة في مسعى لقتل المزارعين.
وتابع التميمي ان “اكثر من 20 مزارعا قتل العام الحالي بواسطة العبوات الناسفة واطلاق نار مباشر، الا ان العبوات الناسفة كانت الاخطر والاكثر قلقا لدى المزارعين،” مبينا ان “الخنازير البرية رغم انها حيوانات ضارة الا انها باتت تحبط العديد من الاعمال الشريرة في الآونة الاخيرة”.
بدوره، قال المزارع عباس حميد الربيعي، 56 عاما، انه سمع دوي انفجار قوي على بعد 100 متر من بستانه في اطراف ناحية ابو صيدا وعندما ذهب الى موقع الانفجار وجد اشلاء خنزير بري مقطعة الاوصال انفجرت عليه عبوة ناسفة زرعها مجهول.
واوضح الربيعي ان العبوة زرعت في طريق يسلكه المزارعون وهذا يدل على انهم هم المستهدفون وليس الخنزير، الذي قتل لكنه احبط ما كان يخطط له الاشرار. واقر الربيعي بان الخنازير البرية بالفعل باتت اشبه بكاسحات الالغام الموجودة لدى القوات العسكرية وهي تسهم في افشال مخططات قتل عديدة رغم انها حيوانات ضارة وتشمئز منها اغلب فئات المجتمع العراقي.
اما المزارع فؤاد خليل، 51 عاما، فقد افاد بان قطعان الخنازير البرية الكثيرة التي انتشرت اخيرا كانت تشكل مصدر قلق وازعاج للكثير من المزارعين نتيجة ما تسببه من ضرر على الثمار والاشجار، اضافة الى خطورتها على الاطفال والنساء وحتى الرجال اذا لم يكونوا مسلحين وحذرين، مؤكدا انها اصبحت الان مصدر انقاذ للمزارعين وعوائلهم.
من جانبه، اقر المهندس الزراعي عبد الله الجبوري بزيادة اعداد قطعان الخنازير البرية في عموم مناطق ديالى بنسبة 30 بالمائة بسبب عوامل عدة منها ضعف عمليات الابادة الجماعية التقليدية التي كان يعمل بها سابقا عن طريق عمليات الصيد.
واضاف الجبوري ان “الخنازير حيوانات ضارة بالدرجة الاولى وهي تكبد المزارعين خسائر فادحة خاصة بالأشجار اضافة الى خطورتها على البشر اذا لم يكن حذرا في مواجهتها”، لافتا إلى أن بساتين ناحية ابو صيدا من المناطق الزراعية التي شهدت ارتفاعا في معدلات وجود الخنازير في السنوات الماضية. على صعيد متصل، قال مصدر امني رفيع في الناحية ان “عملية نصب العبوة تعتمد على الاطر التقليدية والمعروفة بعبوات السلك المعدني والتي تنفجر اذا ما انقطع السلك الواصل الى زر التفجير،” لافتا الى ان “مرور الخنازير البرية بسرعة يؤدي الى قطع السلك ووقوع الانفجار”.
من جانب اخر، دعا مثنى التميمي رئيس اللجنة الامنية في مجلس محافظة ديالى الى ضرورة وضع خطة منظمة لتطهير البساتين الزراعية واجراء تفتيش مكثف عن العبوات الناسفة التي تحصد بين الحين والاخر ارواح الابرياء.
واضاف التميمي ان “وجود القاعدة في بعض البساتين الزراعية المحيطة في ناحية ابو صيدا يشكل خطرا على الامن العام خاصة بعد اكتشاف احد معسكراتها قبل اسابيع معدودة ما يدلل على انها تسعى للإخلال بالأمن العام”.
يذكر ان الجماعات المسلحة كانت قد سيطرت على مدن محافظة ديالى ايام العنف الطائفي عامي 2006 و 2007 لكن بعد العمليات الامنية والتعاون بين المواطنين والقوات العراقية اعيد الامن اليها في العام 2009، لكن نشاط الجماعات المسلحة في عموم مدن المحافظة ارتفع منذ الاشهر الاولى لهذا العام، ما اثار المخاوف من عودة اعمال العنف.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية