يونيو 19, 2025

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

غوطة دمشق بعد حلبجة العراق.. اربع سيناريوهات أميركية لنهاية الصراع في سوريا

غوطة دمشق بعد حلبجة العراق.. اربع سيناريوهات أميركية لنهاية الصراع في سوريا
المدى برس/ واشنطن: بعد ربع قرن على مجزرة حلبجة، التي ارتكبها البعث العراقي قبل ربع قرن في الـ16 اذار 1988، تأتي مجزرة الغوطة (التي لم تتأكد هوية مرتكبيها بعد)، لتطرح مجموعة تساؤلات كبيرة حول استخدام الأسلحة الكيميائية، والتي من شأنها أن تبدل معطيات وموازين الصراع في سوريا كما في المنطقة.
نيويورك تايمز كشفت في عددها الأخير، أن “كبار المسؤولين في كلٍ من البنتاغون والسي آي أي، ووزارة الخارجية عقدوا، أمس السبت، اجتماعاً مطولاً دام ثلاث ساعات ونصف الساعة، بحثوا خلاله كيفية الرد على الهجوم الكيميائي، في حال التأكد منه“.

ورغم أن الصحيفة أشارت إلى أن الانقسام لايزال قائماً داخل الإدارة الاميركية حول امكانية التدخل من عدمه، إلا أنها ألمحت إلى “ثلاث الخيارات تم إقرارها تشمل: الأول شن غارات بصواريخ الكروز على مواقع الصواريخ الكيمائية ومراكز القيادة والتحكم الحكومية السورية، ويتضمن الثاني القيام بغارات جوية مكثفة من خلال قصف من خارج المجال الجوي السوري بهدف تجنُّب شبكة الدفاع الجوي السوري القوية، فيما ينص الخيار الثالث على تسليح المعارضة السورية المعتدلة بأسلحة متطورة مضادة للطائرات والدبابات“.

بيد أن رئيس مجلس الشؤون الخارجية الأميركي ريتشارد هس،Council on) foreign relations)، وهو مركز أبحاث له تأثير كبير على أصحاب القرار الأميركي (بما في ذلك صناعة الرؤساء)، قال في مقال نشرته فايننشال تايمز، أن “الرئيس أوباما لايستطيع إلا ان يتدخل، في حال تأكد حصول الهجوم الكيميائي، لأنه ما لم يفعل ستنهار مصداقية الولايات المتحدة في العالم، ومعها كل ورقة التهديدات حول الخطوط الحمر، وسيكون القرن الحادي والعشرون هو القرن الذي تُصبح فيه أسلحة الدمار الشامل سلعة شائعة في العلاقات الدولية“.

في الوقت نفسه، كان السيناتور الجمهوري جون ماكين، والعديد من الشيوخ الأميركيين، يكررون تحذير هس، ويضيفون إليه التلميح بأنه “مالم يتدخل أوباما بقوة، فإنه سيعرّض مصالح الولايات المتحدة في العالم كله إلى خطر داهم“.

وتقول مصادر دبلوماسية غربية في حديث الى (المدى برس) أنه “إذا ماقررت إدارة اوباما القيام بعمل عسكري ما، سواء بعد إجراء تحقيق دولي حول مذبحة الغوطة، أو إذا مارفضت الحكومة السورية التجاوب مع طلبات التحقيق، فإنه قد يكرر هنا السيناريو الليبي، حيث بادرت فرنسا ثم بريطانيا إلى شن غارات جوية، ثم انضمت إليها لاحقاً الولايات المتحدة”، وهذا أمر بات وارداً الآن بعدما أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس استعداد بلاده لاستخدام القوة العسكرية، وبعدم ألمحت بريطانيا ضمناً إلى استعداد مماثل.

لكن، ماهي العوامل التي قد تكون (اذا ما تأكدت هذه الفرضية) حملت  النظام السوري على هذه المجزرة البشعة؟ وما الدافع الرئيس الذي قد يحفز الولايات المتحدة على التدخل من أجل انقاذ المصداقية والأمن الدوليين؟

تورد المصادر إياها أربعة احتمالات في الرد على اىستخدام أسلحة الدمار الشامل، سواء كان ذلك من خلال غاز السارين، أو مادة الكلورين الصناعية الكيميائية، أو مزيج من القذائف التقليدية والكيميائية.

الأول، أن “النظام كان مُصراً على اجتياح الغوطتين بأي ثمن، لاستكمال خططه الخاصة بإحكام السيطرة على العاصمة دمشق، وبما أنه ووجه طيلة الأشهر الماضية بمقاومة ضارية منعته من تحقيق أهدافه، فقد  لجأ إلى هذه الأسلحة الفتاكة التي أودت في  خلال دقائق بحياة المئات، تمهيداً لشن هجمات شاملة جواً وبرا“.

الثاني، أن “النظام لم يكُن ليُقدم على هذه الخطوة لولا ثقته بأن المجتمع الدولي، وعلى رأسه الولايات المتحدة، لن تتدخل بقوة رداً على هذا التصعيد، وهو بنى هذه الثقة على فشل واشنطن في منع الانقلاب العسكري في مصر ضد الإخوان المسلمين، وعلى الشلل الدولي إزاء اللااستقرار في ليبيا وتونس واليمن، علاوة على الحصانة التي توفرها له روسيا والصين في مجلس الأمن“.

الثالث، أن “النظام أراد إطلاق رسالة واضحة إلى كل السوريين القاطنين في المناطق التي تسيطر عليها قوات المعارضة المسلحة، مفادها أنه لن يتوانى عن قتلهم بالمبيدات الكيميائية، إذا ماواصلوا لعب دور الحاضنة لهذه القوات أو حتى ان وقفوا على الحياد“.

والاحتمال الرابع والأخير هو أن “قيادة النظام فقدت قدرة السيطرة والإدارة في مراتب الجيش، أو في الميليشيات الطائفية التابعة له، فقامت فصائل منها باستخدام اسلحة الدمار الشامل من تلقاء نفسها من دون العودة الى القيادة المركزية“.

اما الاحتمال الذي أوردته الحكومة الروسية حول “قيام منظمة معارضة بشن الهجوم، فانه  يبدو ضعيفاً للغاية في رأي هذه المصادر، خصوصا بعدما تأكد أن الصواريخ الكيميائية المحتملة انطلقت من مواقع الجيش النظامي السوري والميليشيات التابعة له“.

أحد هذه الاحتمالات، أو كلها أو معظمها، ربما تفسّر لماذا يمكن للنظام أن يجرؤ على ارتكاب هذه المذبحة (التي يصنِّفها القانون الدولي في باب الجرائم ضد الانسانية)، فيما كان فريق من 20 خبيراً دولياً في الأسلحة الكيميائية موجودون في دمشق على بعد خمس دقائق بالسيارة من الغوطة.

لكن، هل تنجح رهانات النظام ويحقق أهدافها الداخلية، من دون أن يواجه أي عقاب دولي في الخارج؟

الأمر يبدو للوهلة الأولى صعباً، إذ أن إدارة الظهر الدولية هذه المرة، سيشجع بعض الدول والعديد من الحركات الجهادية، خصوصا تلك التي تضع إسرائيل على جدول أعمال استهدافاتها، للحصول على أسلحة كيميائية واستخدامها ضد الدولة العبرية، الامر الذي يخلق واقعاً جديداً وخطراً في موازين القوى الشرق أوسطية، ولاتستطيع إسرائيل القبول به أو العيش وفق قواعده.

ولذا كان مثيراً أن يكون العنوان الرئيس لصحيفة هآرتس الإسرائيلية أمس هو “إسرائيل تأمل حفز أوباما على العمل، من خلال تأكيد استخدام الأسد للأسلحة الكيميائية”، وأن يؤكد وزير إسرائيلي للمسؤولين الأميركيين أن “النظام السوري استخدم بالفعل هذه الأسلحة“.

وإذا ما أدّت الضغوط الإسرائيلية، المطالبة بالتحرك لتدمير أو تحييد الترسانة الكيميائية السورية (من دون العمل على اسقاط النظام السوري نفسه)، إلى وقف الإنقسام في الإدارة الأميركية وإلى حسم الأمور لمصلحة التدخل، فإن هذا قد يثبت الدرك الذي وصلت إليه العلاقات الدولية، حيث لاترى الدول الكبرى من المأساة المروعة لمئات الأطفال والنساء والشبان القتلى  في الغوطة، سوى المخاطر التي “قد” تحدق بأمن إسرائيل، وسلامة إسرائيل، وازدهار إسرائيل“.


المدى برس/ واشنطن: بعد ربع قرن على مجزرة حلبجة، التي ارتكبها البعث العراقي قبل ربع قرن في الـ16 اذار 1988، تأتي مجزرة الغوطة (التي لم تتأكد هوية مرتكبيها بعد)، لتطرح مجموعة تساؤلات كبيرة حول استخدام الأسلحة الكيميائية، والتي من شأنها أن تبدل معطيات وموازين الصراع في سوريا كما في المنطقة.
نيويورك تايمز كشفت في عددها الأخير، أن “كبار المسؤولين في كلٍ من البنتاغون والسي آي أي، ووزارة الخارجية عقدوا، أمس السبت، اجتماعاً مطولاً دام ثلاث ساعات ونصف الساعة، بحثوا خلاله كيفية الرد على الهجوم الكيميائي، في حال التأكد منه“.

ورغم أن الصحيفة أشارت إلى أن الانقسام لايزال قائماً داخل الإدارة الاميركية حول امكانية التدخل من عدمه، إلا أنها ألمحت إلى “ثلاث الخيارات تم إقرارها تشمل: الأول شن غارات بصواريخ الكروز على مواقع الصواريخ الكيمائية ومراكز القيادة والتحكم الحكومية السورية، ويتضمن الثاني القيام بغارات جوية مكثفة من خلال قصف من خارج المجال الجوي السوري بهدف تجنُّب شبكة الدفاع الجوي السوري القوية، فيما ينص الخيار الثالث على تسليح المعارضة السورية المعتدلة بأسلحة متطورة مضادة للطائرات والدبابات“.

بيد أن رئيس مجلس الشؤون الخارجية الأميركي ريتشارد هس،Council on) foreign relations)، وهو مركز أبحاث له تأثير كبير على أصحاب القرار الأميركي (بما في ذلك صناعة الرؤساء)، قال في مقال نشرته فايننشال تايمز، أن “الرئيس أوباما لايستطيع إلا ان يتدخل، في حال تأكد حصول الهجوم الكيميائي، لأنه ما لم يفعل ستنهار مصداقية الولايات المتحدة في العالم، ومعها كل ورقة التهديدات حول الخطوط الحمر، وسيكون القرن الحادي والعشرون هو القرن الذي تُصبح فيه أسلحة الدمار الشامل سلعة شائعة في العلاقات الدولية“.

في الوقت نفسه، كان السيناتور الجمهوري جون ماكين، والعديد من الشيوخ الأميركيين، يكررون تحذير هس، ويضيفون إليه التلميح بأنه “مالم يتدخل أوباما بقوة، فإنه سيعرّض مصالح الولايات المتحدة في العالم كله إلى خطر داهم“.

وتقول مصادر دبلوماسية غربية في حديث الى (المدى برس) أنه “إذا ماقررت إدارة اوباما القيام بعمل عسكري ما، سواء بعد إجراء تحقيق دولي حول مذبحة الغوطة، أو إذا مارفضت الحكومة السورية التجاوب مع طلبات التحقيق، فإنه قد يكرر هنا السيناريو الليبي، حيث بادرت فرنسا ثم بريطانيا إلى شن غارات جوية، ثم انضمت إليها لاحقاً الولايات المتحدة”، وهذا أمر بات وارداً الآن بعدما أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس استعداد بلاده لاستخدام القوة العسكرية، وبعدم ألمحت بريطانيا ضمناً إلى استعداد مماثل.

لكن، ماهي العوامل التي قد تكون (اذا ما تأكدت هذه الفرضية) حملت  النظام السوري على هذه المجزرة البشعة؟ وما الدافع الرئيس الذي قد يحفز الولايات المتحدة على التدخل من أجل انقاذ المصداقية والأمن الدوليين؟

تورد المصادر إياها أربعة احتمالات في الرد على اىستخدام أسلحة الدمار الشامل، سواء كان ذلك من خلال غاز السارين، أو مادة الكلورين الصناعية الكيميائية، أو مزيج من القذائف التقليدية والكيميائية.

الأول، أن “النظام كان مُصراً على اجتياح الغوطتين بأي ثمن، لاستكمال خططه الخاصة بإحكام السيطرة على العاصمة دمشق، وبما أنه ووجه طيلة الأشهر الماضية بمقاومة ضارية منعته من تحقيق أهدافه، فقد  لجأ إلى هذه الأسلحة الفتاكة التي أودت في  خلال دقائق بحياة المئات، تمهيداً لشن هجمات شاملة جواً وبرا“.

الثاني، أن “النظام لم يكُن ليُقدم على هذه الخطوة لولا ثقته بأن المجتمع الدولي، وعلى رأسه الولايات المتحدة، لن تتدخل بقوة رداً على هذا التصعيد، وهو بنى هذه الثقة على فشل واشنطن في منع الانقلاب العسكري في مصر ضد الإخوان المسلمين، وعلى الشلل الدولي إزاء اللااستقرار في ليبيا وتونس واليمن، علاوة على الحصانة التي توفرها له روسيا والصين في مجلس الأمن“.

الثالث، أن “النظام أراد إطلاق رسالة واضحة إلى كل السوريين القاطنين في المناطق التي تسيطر عليها قوات المعارضة المسلحة، مفادها أنه لن يتوانى عن قتلهم بالمبيدات الكيميائية، إذا ماواصلوا لعب دور الحاضنة لهذه القوات أو حتى ان وقفوا على الحياد“.

والاحتمال الرابع والأخير هو أن “قيادة النظام فقدت قدرة السيطرة والإدارة في مراتب الجيش، أو في الميليشيات الطائفية التابعة له، فقامت فصائل منها باستخدام اسلحة الدمار الشامل من تلقاء نفسها من دون العودة الى القيادة المركزية“.

اما الاحتمال الذي أوردته الحكومة الروسية حول “قيام منظمة معارضة بشن الهجوم، فانه  يبدو ضعيفاً للغاية في رأي هذه المصادر، خصوصا بعدما تأكد أن الصواريخ الكيميائية المحتملة انطلقت من مواقع الجيش النظامي السوري والميليشيات التابعة له“.

أحد هذه الاحتمالات، أو كلها أو معظمها، ربما تفسّر لماذا يمكن للنظام أن يجرؤ على ارتكاب هذه المذبحة (التي يصنِّفها القانون الدولي في باب الجرائم ضد الانسانية)، فيما كان فريق من 20 خبيراً دولياً في الأسلحة الكيميائية موجودون في دمشق على بعد خمس دقائق بالسيارة من الغوطة.

لكن، هل تنجح رهانات النظام ويحقق أهدافها الداخلية، من دون أن يواجه أي عقاب دولي في الخارج؟

الأمر يبدو للوهلة الأولى صعباً، إذ أن إدارة الظهر الدولية هذه المرة، سيشجع بعض الدول والعديد من الحركات الجهادية، خصوصا تلك التي تضع إسرائيل على جدول أعمال استهدافاتها، للحصول على أسلحة كيميائية واستخدامها ضد الدولة العبرية، الامر الذي يخلق واقعاً جديداً وخطراً في موازين القوى الشرق أوسطية، ولاتستطيع إسرائيل القبول به أو العيش وفق قواعده.

ولذا كان مثيراً أن يكون العنوان الرئيس لصحيفة هآرتس الإسرائيلية أمس هو “إسرائيل تأمل حفز أوباما على العمل، من خلال تأكيد استخدام الأسد للأسلحة الكيميائية”، وأن يؤكد وزير إسرائيلي للمسؤولين الأميركيين أن “النظام السوري استخدم بالفعل هذه الأسلحة“.

وإذا ما أدّت الضغوط الإسرائيلية، المطالبة بالتحرك لتدمير أو تحييد الترسانة الكيميائية السورية (من دون العمل على اسقاط النظام السوري نفسه)، إلى وقف الإنقسام في الإدارة الأميركية وإلى حسم الأمور لمصلحة التدخل، فإن هذا قد يثبت الدرك الذي وصلت إليه العلاقات الدولية، حيث لاترى الدول الكبرى من المأساة المروعة لمئات الأطفال والنساء والشبان القتلى  في الغوطة، سوى المخاطر التي “قد” تحدق بأمن إسرائيل، وسلامة إسرائيل، وازدهار إسرائيل“.

 

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi