دراسة تكشف عن علاقة محتملة بين إشعاعات الهاتف وزيادة الوزن!
توصّل باحثون في جامعة لوبيك الألمانية إلى وجود تأثيرات محتملة لموجات الهاتف المحمول على تناول الطعام لدى الفئران والقوارض الأخرى، استناداً إلى تجارب أجروها، حيث كان وزن هذه القوارض يزيد عندما تتعرّض ساعتين لإشعاع الهاتف، وفق موقع “NDR” الألماني.
بعد التجربة على الفئران، أراد الباحثون تجربة الشيء نفسه مع البشر. وفي تفاصيل الدراسة، تمت دعوة مجموعة من الشباب من ذوي الوزن الطبيعي ليخضعوا للاختبار. واستدعي هؤلاء إلى المعهد في أحد الأيام الساعة السادسة والنصف صباحاً، مع شرط أن تكون معدتهم فارغة بحيث لم يكونوا قد أكلوا شيئاً وأيضاً لم يستخدموا هواتفهم المحمولة قبل اثنتي عشرة ساعة من الاختبار.
في البداية، تم قياس نشاط الدماغ لدى الأشخاص المشاركين في الاختبار. بعدها، تم وضع الهاتف المحمول بالقرب من رأسهم كما هو الحال بالنسبة للمكالمة الهاتفية العادية وتم ربط الاتصال. وبعد مرور 20 دقيقة، تم فحص نشاط دماغ الأشخاص مرة أخرى ليظهر لدى الأشخاص الذين تم تشغيل هواتفهم المحمولة زيادة كبيرة في التمثيل الغذائي للطاقة في الدماغ.
بعد ذلك، تم تقديم وجبة إفطار متنوّعة للمشاركين في الاختبار، حيث تكرّرت هذه العملية في يومين آخرين، لكن خلال أحد المواعيد الثلاثة ظل الهاتف المحمول مغلقاً، وهو ما لم يعرفه المشاركون، فالباحثون لم يهتموا فقط بعملية التمثيل الغذائي للدماغ بل أيضاً بتناول الإفطار. لذلك قاموا بتسجيل بالضبط ماذا أكل المشاركون في الاختبار وكمية ما أكلوه.
بحسب موقع “NDR”، أظهرت الدراسة أن تشغيل الهاتف المحمول بالفعل قد أحدث فرقاً كبيراً، إذ تناول 13 من أصل 15 شخصاً طعاماً أكثر بعد محاكاة مكالمة الهاتف المحمول لمدة 20 دقيقة وتناولوا 22 إلى 27% من السعرات الحرارية أكثر مما كان عليه الحال عندما كان الهاتف المحمول مغلقاً. وكانت السعرات الحرارية الزائدة في الغالب من الكربوهيدرات.
يتخصّص باحثو الدماغ في جامعة لوبيك في دراسة السلوك الغذائي البشري، وخاصة التمثيل الغذائي للدماغ واستهلاك الطاقة فيه. هذا الأمر يتأثّر بمجموعة من الأمور منها منطقة ما تحت المهاد، وهي وحدة التحكّم المركزية في الدماغ. وتقوم هذه المنطقة عبر وسائط كيميائية بتنظيم حرارة الجسم وضغط الدم وإيقاعات النوم والاستيقاظ وأيضاً مشاعر الجوع والشبع.
إن هذه الدراسة قدّمت دليلاً على أن الهاتف المحمول يمكن أن يؤثّر على استقلاب الطاقة في الدماغ بما في ذلك منطقة ما تحت المهاد الدماغية التي تنظم مشاعر الجوع والشبع.
إلا أن الباحثين دعوا إلى الحذر لأن عدد المشاركين كان صغيراً ويتألّف من الرجال فقط.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية
