يونيو 16, 2025

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

علماء ألمان يزرعون الطماطم في الفضاء

استعدادًا لتموين رحلات فضائية طويلة
علماء ألمان يزرعون الطماطم في الفضاء

هل يمكن لرواد الفضاء في رحلاتهم إلى المريخ أن يزرعوا الفاكهة والخضار، وأن يستفيدوا منها كمصدر للغذاء والأوكسجين؟ سؤال برسم علماء وكالة الفضاء الألمانية الذين اطلقوا أول حقل طماطم فضائي.

يبدو الحديث عن رحلات ماراثونية مستقبلية لاكتشاف الفضاء كفيلم خيال علمي، لكنه ليس مستحيلًا بالطبع. في فيلم “الكوكب الأحمر”، من مثيل فال كيلمر وكيت أن موس، يزرع البشر أشنات وطحالب على المريخ لتوفير الأوكسجين. ولا تبدو فكرة زرع الطماطم في الفضاء، وتسميدها من فضلات رواد الفضاء، بعيدة تمامًا عن الفيلم الهوليوودي المذكور.

فضلاتهم سماد

علماء ألمان من وكالة الفضاء الألمانية في كولون نسّلوا نوعًا خاصًا وطبيعيًا من الطماطم، أطلقوا عليه اسم “ميكرو-تينا”، ضمن مشروعهم لزرع الطماطم في الفضاء المسمى “يورو-كوربيس”، وبدأوا بتربيتها داخل غرفتين فضائيتين خاصتين، استعدادًا لارسالها إلى الفضاء الخارجي. الهدف من المشروع هو اكتشاف ما إذا كان رواد الفضاء، أثناء اقامتهم على القمر أو أثناء رحلاتهم الطويلة، قادرين على توفير غذائهم بنفسهم. وسيجري ارسال حوضي الطماطم داخل قمر صناعي خاص يتخذ مدارًا حول الأرض لفترة تكفي لمراقبة كيفية نمو الثمرة الحمراء. وتم تمويل المشروع بميزانية تزيد عن 10 ملايين يورو.

وذكر الدكتور ينز هاوسلاغه، المختص ببيولوجيا الجاذبية ورئيس مشروع “يورو-كوربيس”، أن 32 كاميرا ومجسًا ستتولى مراقبة نمو الطماطم وترسل الصور الحية بلا توقف إلى المركز الأرضي. واعتبر التجربة شديدة الأهمية، ومن المتوقع أن ينطبق نجاحها على أنواع أخرى من الخضار.
وفي التجربة الحالية، يستخدم العلماء ادرارًا اصطناعيًا في تسميد شجيرات الطماطم، على أن يجري لاحقًا، في الرحلات الفضائية المأهولة، تسميدها من فضلات رواد الفضاء أنفسهم. وسيكون العلماء في انتظار نمو كبير لشجيرات الطماطم خلال سنة كاملة من الدوران في الفضاء حول الأرض.

حشيشة الماء عامل مساعد

أوضح البروفيسور سيباستيان شتراوخ، المختص ببيولوجيا الخلايا من جامعة ايرلانجن، أن القمر الصناعي سيكون بارتفاع متر واحد، وقطر متر واحد، وينطلق إلى الفضاء بواسطة صاروخ في مطلع العام 2016.
ويحتوي القمر الصناعي على غرفة تشبه الغرف الزجاجية الخاصة بزرع النباتات المختلفة، وهي عبارة عن نظام ايكولوجي صغير، ولكن متكامل. ويتزود الحوض بالماء من خزان للماء مرفق معه، ويتلقى السماد من ادرار اصطناعي.

تسبح في حوض الماء حشائش الماء من نوع يوجلينا غراسبيليز، التي تعمل بمثابة عامل مساعد في التفاعل البيولوجي الطبيعي، إذ تعمل هذه الحشائش على تفسيخ الأمونيا في اليوريا داخل جهاز ترشيح مرفق، وترشح مادة النترات التي تستخدم سمادًا لتنمية الطماطم.

الجاذبية ونمو النباتات

يؤكد شتراوخ أن التجربة مخصصة أيضًا لمعرفة تأثير الجاذبية على نمو النباتات، “لأن النباتات لا يمكن أن تنمو في حالة انعدام الجاذبية، ولهذا زود العلماء القمر الصناعي الحاضن للطماطم بتقنيه تتيح له الدوران حول محوره بين فترة واخرى، وتنجم عن ذلك قوة ضاغطة تقترب من قوة الجاذبية على القمر أو على المريخ”.

والعلماء الألمان على ثقة بأن الطماطم الفضائية ستكون حمراء وطيبة المذاق، حالها حال الطماطم البيولوجية المطروحة في السوق، وإلا ما جدوى التجربة، بحسب تعليق شتراوخ. والمهم أيضًا هو أن التجربة ممكنة مع بقية النباتات وخصوصًا الحنطة، لكن الطماطم لا تحتاج إلى مكان كبير كي تنمو فيه، وهو سبب اختيارها للتجربة الحالية. والطماطم معروفة بخزينها الطبيعي من المواد المضادة للتأكسد، ويعتقد العلماء أن التغذية بها يمكن أن يجنب الإنسان الكثير من الأورام السرطانية التي تصيب الجسم بسبب المواد المؤكسدة التي تدور في الدم.

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi