أول كائن ينقرض بسبب البشر!
في أواخر القرن السابع عشر تسبب البشر في انقراض نوع من الطيور والتي تمكنت من العيش لملايين السنين.
طائر “دودو”، والذي كان آخر موطن له في جزيرة موريشيوس، أظهرت بقاياه أن طوله يمكن أن يصل لمتر واحد، ووزنه بين 11 إلى 21 كيلومترا، وهو من أنواع الطيور التي لا تطير.
وكان علماء يعتقدون أنه أول نوع من الكائنات التي تسبب الإنسان في انقراضها، وعزوا ذلك إلى أنه كان “سمينا وكسولا وغير ذكي”، وفق تقرير لموقع “لايف ساينس”.
جوليان هيوم، عالم حفريات وباحث في “ناشونال هيستوري ميوزيم” في بريطانيا، يقول لقد كنا مخطئين، إذ أن هذا الطائر كان سريعا ويتمتع بالذكاء، وشكله السمين يعود إلى تكيفه مع بيئة الجزيرة التي كان يعيش فيها.
وأضاف “البشر هم السبب الحقيقي وراء موت طائر الدودو المفاجئ”، وأشار هيوم، إلى أن العلماء اعتقدوا خطأ، أنه أول كائن حي قضت عليه البشرية”.
وذكر أن البشر كان لهم دور كبير في انقراض العديد من الكائنات، وذلك ربما يعود لأكثر من 125 ألف عام أو أكثر، والتي ترتبط أيضا بهجرة الإنسان من مكان إلى آخر، وهذا ما تظهره العديد من الأحافير لحيوانات ضخمة.
وقد تبدو بعض الأنواع المنقرضة أشبه بوحوش خيالية في عالمنا الحالي، فهناك حيوان “الجليبتودون” والذي يشبه الأرماديلو، ولكنه بحجم سيارة تقريبا، والتي يعود انقراضها لأكثر من 12 ألف عام، والتي يعتقد أن اختفائها مرتبط بقدوم البشر لمناطقها.
وذات الأمر ينطبق على الدب الأوراسي العملاق، والتي يزيد وزنها بمئات الكيلوغرامات عن فصيلة الدب الرمادي، والتي شهدت انخفاض حاد في أعدادها قبل 40 ألف عام.
ويعتقد العلماء بأن أغلب الكائنات التي تسبب البشر في انقراضها كانت كبيرة الحجم وذلك لأنها كانت ربما هدفا أسهل للصيد، وأنها لم تكن تأبه لوجود دخلاء في مناطقها والذين تسببوا بعد ذلك في انقراضها.
ويقول هيوم إن هجرة البشر تسبب في كارثة في جميع أنحاء العالم، وكنا “غير لطفاء على الإطلاق”، وأصبح التسبب في انقراض العديد من الكائنات سمة لقدوم الإنسان لأي من المناطق، وهذا الأمر لا يزال مستمرا حتى الآن.
ويعول علماء على أن فهم الهجرات التي يقودها البشر وعلاقتها مع انقراض الكائنات الحية المختلفة، سيساعدنا أكثر على فهم العواقب والآثار المستقبلية على البيئة المحيطة بنا.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية