جدة: أشاد عبدالرحمن الصقر، وهو عضو سابق في الجمعية الخيرية لمكافحة التدخين، بجهود الجمعيات في المكافحة، وأكد لـ”إيلاف” أن غالبية المدخنين في السعودية هم من الرجال، لأن العادات والتقاليد ترفض بشكل قاطع تدخين المرأة.
وأوضح أن هناك عدد من الأطفال يعمدون إلى التدخين بلا علم أهلهم، مشددًا على خطورة هذا الوضع الذي قد يؤدي إلى نتائج غير محمودة. وأكدت الدراسة، التي نشرها معهد مقاييس وتقييم الصحة في جامعة واشنطن، أن عدد المدخنين في العالم ارتفع اليوم عما كان عليه في العام 1980، حيث أن النمو السكاني المتزايد تزامن مع ازدياد شعبية السجائر في بلدان مثل الصين والهند وروسيا.
وأفادت الدراسة بارتفاع عدد المدخنين في الصين في العام 2012 بحوالى 100 مليون شخص عما كان عليه قبل ثلاثة عقود، رغم أن معدل التدخين انخفض من 30 إلى 24 بالمئة خلال تلك الفترة.
وفيات أكثر
أكدت الدراسة أن هذا الارتفاع في عدد المدخنين يأتي على الرغم من التراجع الإجمالي في معدل التدخين في العقود الأخيرة، حيث أدرك كثير من الناس مخاطر التدخين على الصحة. ونُشرت البيانات، ضمن سلسلة من المقالات المتعلقة بالتدخين، بالتزامن مع الذكرى السنوية الخمسين لأول تقرير أصدره المراقب الصحي العام في الولايات المتحدة عن مخاطر التدخين.
وقال آلان لوبيز، المؤلف المشارك والأستاذ في جامعة ملبورن في حديث لوكالة الأنباء الفرنسية: “إننا نعلم أن نصف المدخنين سيموتون في النهاية بسبب التدخين، فالأعداد المتزايدة من المدخنين ستعني زيادة هائلة في حالات الوفيات المبكرة”.
واستندت الدراسة إلى بيانات مأخوذة من 187 بلدًا، والتي وجدت أن معدل التدخين في العالم بين الرجال كان 41 بالمئة في العام 1980، وقد تراجع منذ ذلك الحين ليصل إلى 31 بالمئة في المتوسط. وبين النساء، تشير التقديرات إلى أن التدخين اليومي كان بنسبة 10.6 بالمائة في العام 1980، لكنها تراجعت إلى 6.2 بالمائة بحلول العام 2012.
ارتفاع في الصين والهند
وبالرغم من تراجع أعداد المدخنين في منتصف التسعينيات، إلا أنه عاد للارتفاع بين الرجال منذ العام 2010، وقالت الدراسة: “إن التباطؤ في الاتجاه العام العالمي يعود في بعض منه إلى الزيادة في عدد المدخنين منذ العام 2006 في عدد من البلدان الكبيرة، مثل بنغلاديش والصين وإندونيسيا وروسيا”.
وفي العام 1980، كان عدد المدخنين في الصين 182 مليون شخص. وفي العام 2012، صار العدد نحو 282 مليون شخص، كما تقول الدراسة. كما ارتفع عدد المدخنين في الهند بحدود 35 مليون مدخن، ما يجعل العدد الإجمالي يصل إلى 110 ملايين مدخن، رغم أن معدل التدخين بين السكان هبط من 19 إلى 13 بالمائة. وفي روسيا، يبلغ عدد المدخنين ثلث السكان تقريبًا، وازداد عدد المدخنين بحدود مليون شخص منذ العام 1980.
عالميًا، ارتفع عدد المدخنين من 721 مليون شخص في العام 1980 إلى 967 مليون شخص في العام 2012. وارتفع عدد السجائر التي يدخنها المدخنون بنسبة 26 بالمئة على مدى العقود الثلاثة الماضية. وقالت الدراسة إن أعظم المخاطر الصحية يرجح لها أن تكون في البلدان التي توجد فيها نسبة عالية من استهلاك السجائر.
وأوضحت أن أعلى معدلات استهلاك السجائر هي في الصين واليونان وأيرلندا وإيطاليا واليابان والكويت وكوريا والفلبين وأوروغواي وسويسرا وروسيا.
علبتان يوميًا
كان أعلى معدل للتدخين بين الرجال في العام 2012 في تيمور، حيث بلغت النسبة 61 بالمئة، وإندونيسيا 57 بالمئة، وأرمينيا 51.5 بالمئة، وروسيا 51 بالمئة، وقبرص 48 بالمئة. أما بالنسبة للنساء، أعلى نسبة للتدخين هي في اليونان حيث بلغت نحو 34.7 بالمئة، وبلغاريا 31.5 بالمئة. أما معدل تدخين النساء في النمسا 28.3 بالمئة، ثم تليها فرنسا 27.7 بالمئة، وبلجيكا 26.1 بالمئة.
وفي العام 2012، ارتفعت نسبة التدخين بين النساء في فرنسا عما كانت عليه في العام 1980، حيث كانت النسبة 19 بالمئة، لكنها ارتفعت إلى 28 بالمئة خلال ثلاثة عقود، في حين أن معدل التدخين بين الرجال ذهب في الاتجاه المعاكس، حيث تراجع من 42 بالمئة إلى 34 بالمئة. وبصورة إجمالية، كان هناك 14 مليون مدخن في فرنسا في العام 2012، أي بزيادة مليوني شخص عن معدل العام 1980.
كذلك قاست الدراسة عدد السجائر التي يتم استهلاكها في المتوسط لكل شخص يوميًا في العام 2012، ووجدت أن موريتانيا هي الأعلى، حيث يدخن الشخص في المتوسط 41 سيجارة، أو علبتي سجائر يوميًا.
مكاسب على التدخين
كذلك فحصت الدراسة البلدان التي تم فيها تحقيق أكبر المكاسب ضد التدخين منذ العام 1980، خصوصًا في البلدان التي يبلغ فيها عدد المدخنين حوالى خمس السكان، وتبين أن آيسلندا والمكسيك وكندا أفلحت في تحقيق أكبر نسبة من الانخفاض ثلاثة بالمئة، تليها السويد والنرويج والدانمارك. أما الولايات المتحدة ونيوزيلندا وأستراليا وبريطانيا، فقد احتلت مرتبة أكبر عشرة بلدان من حيث انخفاض معدلات التدخين. يُشار إلى أن معدل التدخين في الولايات المتحدة انخفض من 30.6 بالمئة في العام 1980 إلى 15.8 بالمئة في العام 2012. وتم تسجيل نتائج مماثلة في أستراليا.
وقال ماثيو مايرز، رئيس الحملة لحماية الأطفال من التدخين، والذي لم يكن له دور في الدراسة: “على المستوى العالمي، كان هناك تقدم لا بأس به في مكافحة التأثيرات ومعدلات الوفيات الناتجة عن التدخين”. وأضاف: “في البلدان التي تتخذ إجراءات قوية، يمكن تخفيض معدلات التدخين بصورة عجيبة”.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية